يتم التحميل...

عصمة أئمة أهل البيت (عليهم السلام)

إضاءات إسلامية

عصمة أئمة أهل البيت (عليهم السلام)

عدد الزوار: 122


 
آيات قرآنية:


1 ـ ﴿إنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرً﴾([1]).
نزلت في رسول الله «صلى الله عليه وآله» وعلي وفاطمة، والحسن والحسين «عليهم السلام».
خصّهم اللهُ تعالى بالتنزيه والعصمة عن الإعتقادات الباطلة، وسائر المعاصي والزلل، وشرّفهم بالتطهير من كل أثر للرجس.

2 ـ ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ﴾([2]).
عن الإمام الصادق «عليه السلام» في قوله تعالى: ﴿وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ﴾: والولاية التي أمر اللهُ عز وجل بها، ولاية آل محمد([3]).
وهو ما يدل على عصمتهم «عليهم السلام»، وإلا كيف يأمر اللهُ تعالى بطاعتهم دون قيد أو شرط، إن كانت المعصية جائزة في حقهم؟
 
روايات معتـبرة ســـنداً:    

1 ـ روى الشيخ الصدوق عن عَلِيّ بْن عَبْدِ اللهِ‏ الْوَرَّاق الرَّازِيّ، عن سَعْد بْن عَبْدِ اللهِ، عَنْ الْهَيْثَم بْن أَبِي مَسْرُوقٍ النَّهْدِي،‏ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عُلْوَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ طَرِيفٍ،‏ عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ «صلى الله عليه وآله» يَقُولُ:‏ أَنَا وعَلِيٌّ، والْحَسَنُ والْحُسَيْنُ، وتِسْعَةٌ مِنْ وُلْدِ الْحُسَيْنِ،‏ مُطَهَّرُونَ‏ مَعْصُومُونَ([4]).

2 ـ روى الشيخ الكليني عن عَلِيّ بْن إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيه، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسَى، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ الْيَمَانِيِّ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ قَيْسٍ الْهِلَالِيِّ، عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ «عليه السلام» قَالَ:
إِنَّ الله تَبَارَكَ وتَعَالَى طَهَّرَنَا، وعَصَمَنَا، وجَعَلَنَا شُهَدَاءَ عَلَى خَلْقِه، وحُجَّتَه فِي أَرْضِه، وجَعَلَنَا مَعَ الْقُرْآنِ، وجَعَلَ الْقُرْآنَ مَعَنَا، لَا نُفَارِقُه ولَا يُفَارِقُنَا([5]).

3 ـ روى الشيخ الكليني عن مُحَمَّد بْن يَحْيَى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ غَالِبٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله «عليه السلام» ـ فِي خُطْبَةٍ لَه يَذْكُرُ فِيهَا حَالَ الأَئِمَّةِ «عليهم السلام» وصِفَاتِهِمْ ـ:
...فَالإِمَامُ هُوَ الْمُنْتَجَبُ الْمُرْتَضَى والْهَادِي الْمُنْتَجَى والْقَائِمُ الْمُرْتَجَى اصْطَفَاه الله بِذَلِكَ..
...لَمْ يَزَلْ مَرْعِيّاً بِعَيْنِ الله، يَحْفَظُه ويَكْلَؤُه بِسِتْرِه، مَطْرُوداً عَنْه حَبَائِلُ إِبْلِيسَ وجُنُودِه، مَدْفُوعاً عَنْه وُقُوبُ الْغَوَاسِقِ، ونُفُوثُ كُلِّ فَاسِقٍ، مَصْرُوفاً عَنْه قَوَارِفُ السُّوءِ، مُبْرَأً مِنَ الْعَاهَاتِ، مَحْجُوباً عَنِ الآفَاتِ، مَعْصُوماً مِنَ الزَّلَّاتِ، مَصُوناً عَنِ الْفَوَاحِشِ كُلِّهَا([6]).

4 ـ روى الشيخ الكليني عن عَلِي بْن إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، عَنْ يُونُسَ وعَلِيّ بْن مُحَمَّدٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ:
سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ الله «عليه السلام» عَنْ قَوْلِ الله عَزَّ وجَلَّ: ﴿أَطِيعُوا اللهَ وأَطِيعُوا الرَّسُولَ وأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ﴾.
فَقَالَ: نَزَلَتْ فِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ والْحَسَنِ والْحُسَيْنِ «عليه السلام».
فَقُلْتُ لَه: إِنَّ النَّاسَ يَقُولُونَ: فَمَا لَه لَمْ يُسَمِّ عَلِيّاً وأَهْلَ بَيْتِه «عليهم السلام» فِي كِتَابِ الله عَزَّ وجَلَّ؟
قَالَ: فَقَالَ: قُولُوا لَهُمْ: إِنَّ رَسُولَ الله «صلى الله عليه وآله» نَزَلَتْ عَلَيْه الصَّلَاةُ ولَمْ يُسَمِّ اللهُ لَهُمْ ثَلَاثاً ولَا أَرْبَعاً، حَتَّى كَانَ رَسُولُ الله «صلى الله عليه وآله» هُوَ الَّذِي فَسَّرَ ذَلِكَ لَهُمْ.
ونَزَلَتْ عَلَيْه الزَّكَاةُ ولَمْ يُسَمِّ لَهُمْ مِنْ كُلِّ أَرْبَعِينَ دِرْهَماً دِرْهَمٌ، حَتَّى كَانَ رَسُولُ الله «صلى الله عليه وآله» هُوَ الَّذِي فَسَّرَ ذَلِكَ لَهُمْ.
ونَزَلَ الْحَجُّ، فَلَمْ يَقُلْ لَهُمْ: طُوفُوا أُسْبُوعاً، حَتَّى كَانَ رَسُولُ الله «صلى الله عليه وآله» هُوَ الَّذِي فَسَّرَ ذَلِكَ لَهُمْ، ونَزَلَتْ ﴿أَطِيعُوا اللهَ وأَطِيعُوا الرَّسُولَ وأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ﴾.
ونَزَلَتْ فِي عَلِيٍّ والْحَسَنِ والْحُسَيْنِ، فَقَالَ رَسُولُ الله «صلى الله عليه وآله» فِي عَلِيٍّ: مَنْ كُنْتُ مَوْلَاه فَعَلِيٌّ مَوْلَاه.
وقَالَ «صلى الله عليه وآله»: أُوصِيكُمْ بِكِتَابِ الله وأَهْلِ بَيْتِي، فَإِنِّي سَأَلْتُ اللهَ عَزَّ وجَلَّ أَنْ لَا يُفَرِّقَ بَيْنَهُمَا حَتَّى يُورِدَهُمَا عَلَيَّ الْحَوْضَ، فَأَعْطَانِي ذَلِكَ.
وقَالَ: لَا تُعَلِّمُوهُمْ فَهُمْ أَعْلَمُ مِنْكُمْ.
وقَالَ: إِنَّهُمْ لَنْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ بَابِ هُدًى، ولَنْ يُدْخِلُوكُمْ فِي بَابِ ضَلَالَةٍ([7]).

5 ـ روى الشيخ الصدوق عن مُحَمَّد بْن عَلِيٍّ مَاجِيلَوَيْهِ، وأَحْمَد بْن عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ، والْحُسَيْن بْن إِبْرَاهِيمَ بْنِ تَاتَانَةَ، عَنْ عَلِيّ بْن إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ التَّمِيمِيِّ، عن عَلِيّ بْن مُوسَى الرِّضَا «عليه السلام»، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ آبَائِهِ، عَنْ عَلِيٍّ «عليه السلام»، عَنِ النَّبِيِّ «صلى الله عليه وآله» أَنَّهُ قَالَ:
مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى الْقَضِيبِ‏ الْيَاقُوتِ‏ الْأَحْمَرِ الَّذِي غَرَسَهُ اللهُ بِيَدِهِ، ويَكُونُ مُسْتَمْسِكاً بِهِ، فَلْيَتَوَلَّ عَلِيّاً والْأَئِمَّةَ مِنْ وُلْدِهِ، فَإِنَّهُمْ خِيَرَةُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَصَفْوَتُهُ، وهُمُ الْمَعْصُومُونَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ وخَطِيئَةٍ([8]).

6 ـ روى الشيخ الكليني عن عِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِه، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ وعَلِيّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيه جَمِيعاً، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رِئَابٍ، قَالَ:
سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ الله «عليه السلام» عَنْ قَـوْلِ الله عَزَّ وجَلَّ: ﴿وَمَـا أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ﴾.
أرَأَيْتَ مَا أَصَابَ عَلِيّاً وأَهْلَ بَيْتِه «عليهم السلام» مِنْ بَعْدِه، هُوَ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيهِمْ، وهُمْ أَهْلُ بَيْتِ طَهَارَةٍ مَعْصُومُونَ؟
فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ الله «صلى الله عليه وآله» كَانَ يَتُوبُ إِلَى الله ويَسْتَغْفِرُه فِي كُلِّ يَوْمٍ ولَيْلَةٍ مِائَةَ مَرَّةٍ مِنْ غَيْرِ ذَنْبٍ.
إِنَّ اللهَ يَخُصُّ أَوْلِيَاءَه بِالْمَصَائِبِ لِيَأْجُرَهُمْ عَلَيْهَا مِنْ غَيْرِ ذَنْبٍ([9]).

7 ـ روى الخزاز القمِّي عن أحمد بن إسماعيل، عن محمد بن همام، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن موسى بن مسلم، عن مسعدة، قال:
كنت عند الصادق «عليه السلام» إذ أتاه شيخ كبير قد انحنا (انحنى) متكئاً على عصاه، فسلَّم، فردَّ أبو عبد الله «عليه السلام» الجواب، ثم قال الشيخ: ..جعلت فداك، أقمت على قائمكم منذ مائة سنة أقول هذا الشهر وهذه السنة، وقد كبرت سني، ودق عظمي، واقترب أجلي، ولا أرى ما أحب..
قال: يا شيخ، إن قائمنا يخرج من صلب الحسن (يعني العسكري)، والحسن يخرج من صلب علي، وعلي يخرج من صلب محمد، ومحمد يخرج من صلب علي، وعلي يخرج من صلب ابني هذا ـ وأشار إلى موسى «عليه السلام» ـ وهذا خرج من صلبي، نحن اثنا عشر كلنا معصومون مطهرون([10]).
 
هذه عقيدتنا في عصمة أهل البيت:

لأئمة أهل البيت «عليهم السلام» العصمة كالنّبي «صلّى الله عليه وآله» فهم منزّهون عن الضلالة والرجس، والموبقات والدنس، وسائر الذنوب، صغيرها وكبيرها، ومعصومون عن كل سهو ونسيان، وغفلة، وغير ذلك، وعن كل ما يخلّ بالغرض من خلافة رسول الله «صلّى الله عليه وآله» في حفظ الشريعة، وهداية العباد إلى ما فيه كمالهم، وإدارة شؤونهم، وصلاحهم في الدنيا والآخرة.

وذلك فضل ورحمة، وتشريف لهم من الله تعالى. فهم لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون..

وهم أحد الثقلين اللذين أوجب النبي (صلى الله عليه وآله) التمسك بهما، فهم كالقرآن الذي لا يأتيه الباطل، فمن تمسك بهما لا يخرج من باب هدى، ولا يدخل في باب ضلالة.

ولو جاز في حقهم المعصية لما كانوا هداة للعباد ولا كان التمسك بهم أماناً من الضلالة.

وإنّ منزلة الإمامة لا تجتمع من أي نحو مع الشرك والذنب والمعصية، لأنّ ذلك مصداق للظلم، وكيف يَرِدُ في حقهم إرتكاب الذنب وهو من الظلم، فيما الإمامة لا تكون لظالم كما جاء في الآية: ﴿وَإِذِ ابْتَلَى إبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ﴾([11]).
 
المصدر: عقــائد شـيعة أهل البيت (عليهم السلام) في الأدلة المعتبرة، سماحة الشيخ نبيل قاووق


([1]) الآية 33 من سورة الأحزاب.
([2]) الآية 59 من سورة النساء.
([3]) مرآة العقول، ج7 ص112
([4]) عيون أخبار الرضا، ج1 ص65، وكمال الدين، ص280، وبحار الأنوار، ج25 ص201.
([5]) الكافي، ج1 ص191، ومرآة العقول، ج2 ص343، وراجع: كمال الدين وتمام النعمة للصدوق، ص240.
([6]) الكافي، ج1 ص203 ـ 204، ومرآة العقول، ج2 ص401.
([7]) الكافي، ج1 ص286، ومرآة العقول، ج3 ص237.
([8]) عيون أخبار الرضا، ج2 ص62، وأمالي الصدوق، ص679.
([9]) الكافي، ج2 ص450، ومرآة العقول، ج11 ص347.
([10]) كفاية الأثر للخزاز القمي، 265، وبحار الأنوار، ج36 ص408 ـ 409.
([11]) الآية 124 من سورة البقرة.

2020-01-27