جهاد الجامعة، في إنتاجكم ما ينفع مجتمعكم ويحصن بلدكم من الأعداء
الجهاد والشهادة
جهاد الجامعة، في إنتاجكم ما ينفع مجتمعكم ويحصن بلدكم من الأعداء
عدد الزوار: 196إنّ جهاد الجامعة يشبه تماماً ما ورد في القرآن الكريم من مقارنة بين مسجدين {لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ. فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ}[1]، فكذلك هو جهاد الجامعة الذي يعدّ من الأساليب الأصلية للثورة.
إنّ جهاد الجامعة يتألف من لفظين: الجهاد والجامعة، أي لابد من الجهاد، ولابد أيضاً أن يكون متناسباً مع الجامعة.
إنّ للعمل الجهادي مفهوماً خاصاً، فليس كل عمل جهاداً.
إنّ الجهاد يشترك مع الجهد في جذر الفعل الثلاثي وهو (جَهَدَ) بمعنى الجُهد والجدّ والكدّ، إلا أنّ الجهاد لا يقتصر على هذا، فالجهاد يعني الكفاح والنضال كما هو مصطلح عندنا حتى في الفارسية. وللكفاح أقسام:
فهناك الكفاح العلمي، وهناك الكفاح الصحافي، وهناك الكفاح السياسي، وهناك الكفاح الاقتصادي، وهناك الكفاح العسكري، كما أنّ هناك كفاحاً في العَلَن، وكفاحاً في الخفاء، ولكن هناك قاسماً مشتركاً يجمع بين كل ذلك، وهو أنّ الكفاح يكون ضد خصمٍ ما، أو في مواجهة عائقٍ ما، فلا معنى للكفاح ضد الصديق، بل إنّ الكفاح يكون ضد العدو.
إنّ محيط جهادكم هو العلم والتكنولوجيا، أي أنكم هنا لا تتسلّحون بالحربة والسيف و J 3، بل تتسلّحون بالعقل والطاقة العلمية الكامنة في الإنسان وبالفكر والقلم والبصر، وما إلى ذلك.
إنّ المجمع مجمع علمي، ولكن ما هو الهدف لكي يكون جهاداً أم لا؟ هذا هو المهم.
إنّ عليكم أن تقرروا من هو ذلك العدو اللدود الذي يكمن لبلادكم وثورتكم وما رسمته الثورة من أهدف، وبات لِزاماً عليكم أن تجاهدوه.
فإذا ما كان عملكم يصبّ في هذا الاتجاه فقد أصبح جهاداً.
ولهذا فإنكم إذا سِرْتُم في ركاب العلم لمجرد العلم، فإن ذلك سيسرّ الأعداء ويثلج صدورهم؛ لأن هذا لا يعتبر جهاداً. وعلى سبيل المثال لنفترض أنّ إحدى المؤسسات التابعة لجهاد الجامعة نشرت ذات عام مئة مقالة في (ISI) ، فإن هذا لا يعدّ مِلاكاً (تجسيدا للجهاد). لأن علينا أن ننظر في هذه المقالات من حيث المحتوى والهدف والنتيجة ووجه الانتفاع، وماذا كان موقف الأعداء منها، وهل شعروا فيها بالخطر أم لا؟
وهل أحسّ رجل سياسة الخصم بالخطر؟
فعندما تحدّثتم حول الخلايا الخلاّقة للاستنساخ وما شابه، وقوبلتم بالتشجيع والترحاب، فإن المسؤولين الأمريكيين صرّحوا حينها: بأنه لابد من وجود مجلس تحكيمي للعلوم الوراثية. فما معنى هذا؟ لقد شعر الأعداء بالألم عندما علموا بأنكم أحرزتم تقدماً في هذا العلم. وهناك آلاف الأمثلة الواضحة على ذلك.
فعندما تخترعون راداراً متقدماً يسيطر على كافة أنحاء سماء البلاد ويجعلها مستعصية على الاختراق، فإن ذلك سيسبّب ألماً للعدو؛ لأنه سيكون بمثابة سهم يخترق صدره بقوة، فهذا يسمّى جهاداً.
إنّ ذلك يعتبر عنصراً ضرورياً في الحركة الجهادية والعلم الجهادي والبحث الجهادي.
* من كلمة الإمام الخامنئي دام ظله لدى تفقده مؤسسة رويان للأبحاث ومعـرض انجازات الجهاد الجامعي. الزمان: 25/4/1386هـ. ش ـ 1/7/1428هـ.ق ـ 16/7/2007م..