للجهاد ساحات كثيرة،. وبالطبع فإن كل ساحات الجهاد تتسم بالخطر. وهذا هو السبب الذي أدّى إلى أن يجعل الله تعالى للمجاهدين فضلاً ودرجة عالية: ﴿وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا﴾ . فكم سنعيش نحن في هذه الدنيا؟ مر على الدنيا مليارات السنوات قبلنا وستبقى كذلك بعدنا. نصيبنا أنا وأنتم ما بين هذه المليارات، ليس سوى خمسين أو ستين أو سبعين عاماً. فلا بد لنا خلال هذه المدة أن نغتنم هذه الفرصة، وأن نعدّ أنفسنا للحياة الحقيقية، فـ﴿إِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ﴾ . البعض يجاهد في هذه الفترة، ويوصلهم جهادهم هذا إلى المقامات العليا، ولا يبني لهم آخرتهم فحسب، بل يبني دنيا الآخرين ويصوغها ويقويها أيضاً. وعندها فإن نصيب الجهاد ونصيب الشهداء، هو ﴿وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ . هكذا هي القضية. هذا كلام الله، وهذه هي بشرى الله بأن هؤلاء أحياء عند ربهم، يحظون بلطف الله ورزقه، وهم في فرحة وسرور، ويقولون لي ولكم: بأن المنزل الذي ستبلغونه إذا ما سرتم في هذا الطريق، لا خوف فيه ولا حزن: ﴿أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ﴾. هذا هو الطريق. فإنهم قد اختاروا الطريق السليم، وساروا بشكل صحيح.
*من كلمة الإمام الخامنئي لدى لقائه جمعاً من عوائل الشهداء المدافعين عن الحرم وعوائل شهداء حزب الجمهورية الإسلامية ۲٥/٠٦/٢٠١٦..