أنتم عوائل الشهداء، حتمًا تعانون: تفقدون أبناءكم، إخوانكم، آباءكم، أزواجكم. أنتم تحبّونهم؛ من الطبيعي أن تُفجعوا بهم. لا شكّ في ذلك. لكن عندما تنظرون إلى المسألة من هذا المنظار، سترون أنّكم أيضًا رابحون. لماذا؟ لأنّه حين يعرج ويرتقي إلى الدرجات العلا، سيصبح بإمكانه الشفاعة، وسيتمكّن من لعب دور في البرزخ والقيامة.
يوجد الآن أشخاص في هذه الدنيا، يأنسون بالشهداء أنسًا كبيرًا: يتوسّلون بهم لحلّ مشاكل الحياة، ويجيبهم الشهداء في مطالبهم تلك. ونرى في هذه السير التي نقرأها عن عوائل الشهداء الكثير من قبيل هذه الأمور. وأنّه عندما تقع زوجة الشهيد، أو أبوه، أو أمّه في مشكلة ما، يتوسّلون بالشهيد ويقولون له: "إنّك مبسوط اليد، أنت تقدر على مساعدتنا"، فيساعدهم. وهكذا الأمر في البرزخ. فأنتم لا بدّ راحلون، ولستم دائمين. أنا وأنتم جميعًا راحلون. أمامنا عالم البرزخ هذا، وهذا المعبر، وهذا الوادي، وسنصل إليه. وحين ترحلون عن هذا العالم، سيكون بانتظاركم شدائد كثيرة. فإن استطاع المرء أن يجد له شفيعًا هناك ينفعه، لهو أمر غاية في الأهمّيّة. وهؤلاء الشهداء هم شفعاؤكم.
* من كلمة قائد الثورة الإسلاميّة الإمام الخامنئي (مدّ ظلّه العالي) في لقاء عوائل شهداء المناطق الحدوديّة والمدافعين عن المراقد المشرّفة 18/6/2017.