لعلّي كرّرتُ هذه الذكرى مرّات عديدة.علماً أنّ الذكريات كثيرة، تبلغ المئات بل قد تفوق ذلك بكثير. في إحدى المدن التي زرتها في زمان رئاسة الجمهورية، بعد أن أنهيتُ خطابي وأردتُ العودة، التفّ الناس حولي وعبّروا عن محبّتهم، كنت متجهاً نحو السيارة لأركبها، وإذا بي أسمع سيدة من خلف الجموع تدعوني وتكرّر اسمي، فعلمتُ أنّ لديها أمراً هاماً، فتوقّفت وقلت دعوا هذه السيدة تتقدم لنرى ماذا تريد ولماذا تصرخ هكذا وسط هذه الجموع. تقدّمت وقالت يا سيد: كان ولدي قد وقع في الأسر ــ ولا أتذكر بالضبط، ولكن أحتمل أنّها قالت ولدي الوحيد ــ وقد وصلني خبر استشهاده في المعتقل منذ عدة أيام، فقولوا للإمام ــ بمثل هذا التعبير مثلاً، لا أتذكر تفاصيله الآن، بالطبع قد دوّنت هذا وذكرته مراراً: إنّ ابني فداءٌ لك أيها الإمام، ولو كان عندي ولد آخر لأرسلته للقتال أيضاً. هذه رسالة أم شهيد، فانظروا إلى هذه الروحية. عندما رجعت أخبرت الإمام بذلك، فإذا به يبكي، انهمرت دموع الإمام عند سماع هذا الكلام وهذه المشاعر.
*من کلمة الإمام الخامنئي خلال لقائه أعضاء اللجان المنظمة لإحياء ذكرى الشهداء في محافظتي "كهكيلويه" و"بوير أحمد" وخراسان الشمالية 2-10-2016.