هدف الثورة بناء مجتمع الرفاه والفضائل الأخلاقية
الثورة الإسلامية
هدف الثورة بناء مجتمع الرفاه والفضائل الأخلاقية
عدد الزوار: 193
ما هو هدف الثورة؟ لقد كان هدف الثورة بناء إيران بالسمات التي سأذكرها: مستقلة، حرة، تتمتع بالثروة والأمن، متدينة وتتحلى بالمعنوية والأخلاق، متقدمة في سباق المجتمع البشري الكبير في العلم وسائر المجالات - وقد قام بين أبناء البشر منذ البداية والأزل سباق في المكتسبات الإنسانية في العلم وسائر الأمور والقضايا - وتتمتع بالحرية بكل معاني الحرية. ليست الحرية الاجتماعية فقط، مع أن الحرية الاجتماعية من مصاديق الحرية المهمة. فالمقصود هو الحرية الاجتماعية، والحرية بمعنى راحة البلد وعدم خضوعه للأجانب واستيلائهم. وقد يكون البلد مستقلاً في ظاهره أحياناً لكنه خاضع للنفوذ. والحرية المعنوية المتمثلة بفلاح الإنسان وتساميه الأخلاقي وعروجه المعنوي الذي يعد هدفه الأعلى. كل الأمور والأعمال مقدمة لتكامل الإنسان وعروجه. هذا ما ينبغي أن يفصح عن نفسه في المجتمع الإسلامي. إيران بهذه السمات هي التي أرادتها الثورة. اسألوا: من أي أبعاد الثورة تُستل هذه السمات؟ أين دونت؟ وأقول لكم في كلمة (الإسلامية). الإسلام هو أساساً هذه الأشياء. من تصور عن الإسلام غير ذلك فإنه لم يعرف الإسلام. من يخال أن الإسلام يُعنى بالجوانب المعنوية فقط، وبتصورات خاصة للجوانب المعنوية - العبادة والصيام والزهد والذكر وما إلى ذلك - ولا يهتم لدنيا الإنسان، ولذائذه، ومطالباته، فإنه لم يعرف الإسلام بنحو صائب. ليس الإسلام كذلك. كل تلك الأمور التي ذكرناها سواء أمور المجتمع الدنيوية، كالعدالة، والأمن، والرفاه، والثروة، والحرية، والاستقلال. أو أمور الآخرة، كالفلاح، والتقوى، والورع، والتسامي الأخلاقي، والتكامل المعنوي للإنسان؛ تندرج كلها في كلمة "الإسلامية". تقول لنا الآية القرآنية: "ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض". إذا كان ثمة إيمان وتقوى جرت على الإنسان بركات السماء والأرض. بركات السماء هي الفتوحات المعنوية والرحمة الإلهية والقرب إلى الله، واستغفار ملائكة السماء وحملة العرش لعباد الله على الأرض. وبركات الأرض هي كل ما يرتبط بحياة الإنسان على الأرض؛ أي الحرية، والرفاه، والاستقلال، والأمن، وسعة الرزق، وسلامة البدن وما إلى ذلك. إذا كان الإيمان والتقوى؛ تحققت للبشر تلك البركات وهذه. هذا هو الإسلام. إذن، حينما نقول الثورة الإسلامية فمعناه هو ما ذكرناه. هذا هو الشيء الذي كانته الثورة. أردنا أن نبني إيراناً بهذه السمات.
* من خطاب الإمام الخامنئي في الجامعيين بمحافظة فارس 03/05/2008.