فَضلُ الإدمان على الحج

أ - الحَثّ عَلَى الإِدمان

عَذافِر: قالَ أبو عَبدِاللّهِ عليه السلام: ما يَمنَعُكَ مِنَ الحَجّ في كُلّ سَنَةٍ؟ قُلتُ: جُعِلتُ فِداكَ، العِيالُ، فَقالَ: إذا مِتّ فَمَن لِعِيالِكَ؟! أطعِم عِيالَكَ الخَلّ والزّيتَ وحُجّ بِهِم كُلّ سَنَةٍ.

الإمام الصادق عليه السلام - لِعيسَى بنِ أبي مَنصور -: يا عيسى ، إنِ استَطَعتَ أن تَأكُلَ الخُبزَ والمِلحَ وتَحُجّ في كُلّ سَنَةٍ فَافعَل.

أبو هَمّام: قُلتُ لِلرّضا عليه السلام: الرّجُلُ يَكونُ عَلَيهِ الدّينُ ويَحضُرُهُ الشّي ءُ، أيَقضي دَينَهُ أو يَحُجّ؟ قالَ: يَقضي بِبَعضٍ ويَحُجّ بِبَعضٍ، قُلتُ: فَإِنّهُ لا يَكونُ إلّا بِقَدرِ نَفَقَةِ الحَجّ، فَقالَ: يَقضي سَنَةً، ويَحُجّ سَنَةً، فَقُلتُ: اُعطِي المالَ مِن ناحِيَةِ السّلطانِ؟ قالَ: لا بَأسَ عَلَيكُم.

الإمام الصادق عليه السلام: ما يَمنَعُ أحَدَكُم مِن أن يَحُجّ كُلّ سَنَةٍ؟! فَقيلَ لَهُ: لا يَبلُغُ ذلِكَ أموالُنا، فَقالَ: أما يَقدِرُ أحَدُكُم إذا خَرَجَ أخوهُ أن يَبعَثَ مَعَهُ بِثَمَنِ اُضحِيَةٍ، ويَأمُرَهُ أن يَطوفَ عَنهُ اُسبوعًا بِالبَيتِ ويَذبَحَ عَنهُ، فَإِذا كانَ يَومُ عَرَفَةَ لَبِسَ ثِيابَهُ وتَهَيّأَ وأتَى المَسجِدَ فَلا يَزالُ فِي الدّعاءِ حَتّى تَغرُبَ الشّمسُ؟!.

ب - الدّعاءُ لِلإِدمان

الإمام زين العابدين عليه السلام: اللّهُمّ وامنُن عَلَيّ بِالحَجّ والعُمرَةِ، وزِيارَةِ قَبرِ رَسولِكَ صَلَواتُكَ عَلَيهِ ورَحمَتُكَ وبَرَكاتُكَ عَلَيهِ وعَلى آلِهِ (وآلِ رَسولِكَ) عَلَيهِمُ السّلامُ أبَدًا ما أبقَيتَني في عامي هذا وفي كُلّ عامٍ، واجعَل ذلِكَ مَقبولًا، مَشكورًا، مَذكورًا لَدَيكَ، مَذخورًا عِندَكَ.

عنه عليه السلام: اللّهُمّ... أتمِم لي إنعامَكَ إنّكَ خَيرُ المُنعِمينَ، واجعَل باقِيَ عُمُري فِي الحَجّ والعُمرَةِ ابتِغاءَ وَجهِكَ يا رَبّ العالَمينَ.

الإمام الصادق عليه السلام: تَقولُ إذا فَرَغتَ مِن نافِلَةِ العِشاءِ:
"اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ بِبَهائِكَ وجَلالِكَ وجَمالِكَ وعَظَمَتِكَ... أن تَرزُقَني في عامي هذا، وفي كُلّ عامٍ الحَجّ والعُمرَةَ، وتَغُضّ بَصَري، وتُحَصّنَ فَرجي، وتُوَسّعَ رِزقي، وتَعصِمَني مِن كُلّ سوءٍ، يا أرحَمَ الرّاحِمينَ".

عنه عليه السلام: تَقولُ في كُلّ لَيلَةٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ:
"اللّهُمّ رَبّ شَهرِ رَمَضانَ الّذي أنزَلتَ فيهِ القُرآنَ، وافتَرَضتَ عَلى عِبادِكَ فيهِ الصّيامَ صَلّ عَلى مُحَمّدٍ وآلِ مُحَمّدٍ، وارزُقني حَجّ بَيتِكَ الحَرامِ، وزِيارَةَ قَبرِ نَبِيّكَ والأَئِمّةِ صَلَواتُكَ عَلَيهِم في عامي هذا وفي كُلّ عامٍ".

الإمام الصادق والإمام الكاظم عليه السلام: تَقولُ في شَهرِ رَمَضانَ مِن أوّلِهِ إِلى آخِرِهِ، بَعدَ كُلّ فَريضَةٍ:
لّهُمّ ارزُقني حَجّ بَيتِكَ الحَرامِ في عامي هذا وفي كُلّ عامٍ ما أَبقَيتَني في يُسرٍ مِنكَ وعافِيَةٍ وسَعَةِ رِزقٍ، ولا تُخلِني مِن تِلكَ المَواقِفِ الكَريمَةِ والمَشاهِدِ الشّريفَةِ وزِيارَةِ قَبرِ نَبِيّكَ صَلَواتُكَ عَلَيهِ وآلِهِ، وفي جَميعِ حَوائِجِ الدّنيا والآخِرَةِ فَكُن لي. اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ فيما تَقضي وتُقَدّرُ مِنَ الأَمرِ المَحتومِ في لَيلَةِ القَدرِ مِنَ القَضاءِ الّذي لا يُرَدّ ولا يُبَدّلُ أن تَكتُبَني مِن حُجّاجِ بَيتِكَ الحَرامِ، المَبرورِ حَجّهُم، المَشكورِ سَعيُهُم، المَغفورِ ذُنوبُهُم، المُكَفّرِ عَنهُم سَيّئاتُهُم. واجعَل فيما تَقضي وتُقَدّرُ أن تُطيلَ عُمُري في طاعَتِكَ، وتُوَسّعَ عَلَيّ رِزقي، وتُؤَدّيَ عَنّي أمانَتي ودَيني، آمينَ رَبّ العالَمينَ".

ج - آثارُ الإِدمان

رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: مَن أرادَ الدّنيا والآخِرَةَ فَليَؤُمّ هذَا البَيتَ، ومَن رَجَعَ مِن مَكّةَ وهُوَ يَنوِي الحَجّ مِن قابِلٍ زيدَ في عُمُرِهِ.

عنه صلى الله عليه وآله وسلم: لا يُحالِفُ الفَقرُ والحُمّى مُدمِنَ الحَجّ والعُمرَةِ.

عنه صلى الله عليه وآله وسلم: كَثرَةُ الحَجّ والعُمرَةِ تَمنَعُ العَيلَةَ.

الإمام الصادق عليه السلام: حِجَجٌ تَترى وعُمَرٌ تَسعى يَدفَعنَ عَيلَةَ الفَقرِ وميتَة َالسّوءِ.

عنه عليه السلام: عَلَيكُم بِحَجّ هذَا البَيتِ فَأَدمِنوهُ، فَإِنّ في إدمانِكُمُ الحَجّ دَفعَ مَكارِهِ الدّنيا عَنكُم وأهوالِ يَومِ القِيامَةِ.

عنه عليه السلام: مَن حَجّ حَجّتَينِ لَم يَزَل في خَيرٍ حَتّى يَموتَ.

عنه عليه السلام: مَن حَجّ ثَلاثَ حِجَجٍ لَم يُصِبهُ فَقرٌ أبَدًا.

مَنصورُ بنُ حازِم: سَأَلتُ أبا عَبدِاللّهِ عليه السلام عَمّن حَجّ أربَعَ حِجَجٍ ما لَهُ مِنَ الثّوابِ؟ قالَ: يا مَنصورُ، مَن حَجّ أربَعَ حِجَجٍ لَم تُصِبهُ ضَغطَةُ القَبرِ أبَدًا.

أبو بَكرٍ الحَضرَمِيّ: قُلتُ لِأَبي عَبدِاللّهِ عليه السلام: ما لِمَن حَجّ خَمسَ حِجَجٍ؟ قالَ: مَن حَجّ خَمسَ حِجَجٍ لَم يُعَذّبهُ اللّهُ أبَدًا.

الإمام الصادق عليه السلام: مَن حَجّ عَشرَ حِجَجٍ لَم يُحاسِبهُ اللّهُ أبَدًا.

عنه عليه السلام: مَن حَجّ عِشرينَ حَجّةً لَم يَرَ جَهَنّمَ، ولَم يَسمَع شَهيقَها ولا زَفيرَها.

الإمام الكاظم عليه السلام: مَن حَجّ أربَعينَ حَجّةً قيلَ لَهُ: اِشفَع فيمَن أحبَبتَ، ويُفتَحُ لَهُ بابٌ مِن أبوابِ الجَنّةِ يَدخُلُ مِنهُ هُوَ ومَن يَشفَعُ لَهُ.

الإمام الصادق عليه السلام: مَن حَجّ خَمسينَ حَجّةً بَنَى اللّهُ لَهُ مَدينَةً في جَنّةِ عَدنٍ، فيها مِائَةُ ألفِ قَصرٍ، في كُلّ قَصرٍ حورٌ مِن حورِ العينِ وألفُ زَوجَةٍ، ويُجعَلُ مِن رُفَقاءِ مُحَمّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم فِي الجَنّةِ.

الإمام الرضا عليه السلام: مَن حَجّ أكثَرَ مِن خَمسينَ حَجّةً كانَ كَمَن حَجّ خَمسينَ حَجّةً مَعَ مُحَمّدٍ والأَوصِياءِ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِم، وكانَ مِمّن يَزورُهُ اللّهُ عَزّوجَلّ كُلّ جُمُعَةٍ، وهُوَ مِمّن يَدخُلُ جَنّةَ عَدنٍ الّتي خَلَقَهَا اللّهُ عَزّوجَلّ بِيَدِهِ ولَم تَرَها عَينٌ ولَم يَطّلِع عَلَيها مَخلوقٌ، وما مِن أحَدٍ يُكثِرُ الحَجّ إلّا بَنَى اللّهُ عَزّوجَلّ لَهُ بِكُلّ حَجّةٍ مَدينَةً فِي الجَنّةِ، فيها غُرَفٌ، في كُلّ غُرفَةٍ مِنها حَوراءُ مِن حورِ العينِ، مَعَ كُلّ حَوراءِ ثَلاثُمِائَةِ جارِيَةٍ، لَم يَنظُرِ النّاسُ إلى مِثلِهِنّ حُسنًا وجَمالًا.

رُوِيَ: أنّ مُدمِنَ الحَجّ الّذي إذا وَجَدَ الحَجّ حَجّ، كَما أنّ مُدمِنَ الخَمرِ الّذي إذا وَجَدَهُ شَرِبَه¹ُ.
 

^{1-  الحج والعمرة في الكتاب والسنة / العلامة محمد الريشهري.}