فَضلُ مَكّة

﴿رَبّنا إنّي أسكَنتُ مِن ذُرّيّتي بِوادٍ غَيرِ ذي زَرعٍ عِندَ بَيتِكَ المُحَرّمِ رَبّنا لِيُقيمُوا الصّلاةَ فَاجعَل أفئِدَةً مِنَ النّاسِ تَهوي إلَيهِم وارزُقهُم مِنَ الثّمَراتِ لَعَلّهُم يَشكُرونَ﴾.

﴿وقالوا إن نَتّبِعِ الهُدى مَعَكَ نُتَخَطّف مِن أرضِنا أوَلَم نُمَكّن لَهُم حَرَمًا آمِنًا يُجبى إلَيهِ ثَمَراتُ كُلّ شَي ءٍ رِزقًا مِن لَدُنّا ولكِنّ أكثَرَهُم لا يَعلَمونَ﴾.

﴿إنّما اُمِرتُ أن أعبُدَ رَبّ هذِهِ البَلدَةِ الّذي حَرّمَها ولَهُ كُلّ شَيءٍ﴾.

﴿لا اُقسِمُ بِهذَا البَلَدِ * وأنتَ حِلّ بِهذَا البَلَدِ﴾.

رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: انّ مَكّةَ بَلَدٌ عَظّمَهُ اللّهُ وعَظّمَ حُرمَتَهُ، خَلَقَ مَكّةَ وحَفّها بِالمَلائِكَةِ قَبلَ أن يَخلُقَ شَيئًا مِنَ الأَرضِ يَومَئِذٍ كُلّها بِأَلفِ عامٍ، ووَصَلَ المَدينَةَ بِبَيتِ المَقدِسِ، ثُمّ خَلَقَ الأَرضَ كُلّها بَعدَ ألفِ عامٍ خَلقًا واحِدًا.

عنه صلى الله عليه وآله وسلم: إنّ للّهِ ِ عَزّوجَلّ خِيارًا مِن كُلّ ما خَلَقَهُ... فَأَمّا خِيارُهُ مِنَ البِقاعِ فَمَكّةُ والمَدينَةُ وبَيتُ المَقدِسِ.

عنه صلى الله عليه وآله وسلم - مُخاطِبًا لِمَكّةَ -: إنّي لَأَعلَمُ أنّكِ حَرَمُ اللّهِ وأمنُهُ ، وأحَبّ البُلدانِ إلَى اللّهِ تَعالى.

عنه صلى الله عليه وآله وسلم - وكانَ واقِفًا بِالحَزوَرَةِ في سوقِ مَكّةَ -: واللّهِ، إنّكِ لَخَيرُ أرضِ اللّهِ وأحَبّ أرضِ اللّهِ إلَى اللّهِ عَزّوَجلّ، ولَولا أنّي اُخرِجتُ مِنكِ ما خَرَجتُ.

عنه صلى الله عليه وآله وسلم - مُخاطِبًا لِمَكّةَ -: ما أطيَبَكِ مِن بَلَدٍ وأحَبّكِ إلَيّ! ولَولا أنّ قَومي أخرَجوني مِنكِ ما سَكَنتُ غَيرَكِ.

الإمام الباقر عليه السلام: النّائِمُ بِمَكّةَ كَالمُتَهَجّدِ فِي البُلدانِ.

مَيسِر: كُنّا فِي الفِسطاطِ عِندَ أبي جَعفَرٍ عليه السلام نَحوٌ مِن خَمسينَ رَجُلاً فَجَلَسَ بَعدَ سُكوتٍ كانَ مِنّا طَويلاً فَقالَ:... أتَدرونَ أيّ البِقاعِ أفضَلُ عِندَ اللّهِ مَنزِلَةً؟ فَلَم يَتَكَلّم أحَدٌ، فَكانَ هُوَ الرّادّ عَلى نَفسِهِ، فَقالَ: تِلكَ مَكّةُ الحَرامُ الّتي رَضِيَها لِنَفسِهِ حَرَمًا، وجَعَلَ بَيتَهُ فيها.

الإمام الصادق عليه السلام: أحَبّ الأَرضِ إلَى اللّهِ تَعالى مَكّةُ، وما تُربَةٌ أحَبّ إلَى اللّهِ عَزّوجَلّ مِن تُربَتِها، ولا حَجَرٌ أحَبّ إلَى اللّهِ عَزّوجَلّ مِن حَجَرِها، ولا شَجَرٌ أحبّ إلَى اللّهِ عَزّوجَلّ مِن شَجَرِها، ولا جِبالٌ أحَبّ إلَى اللّهِ عَزّوجَلّ مِن جِبالِها، ولا ماءٌ أحَبّ إلَى اللّهِ عَزّوجَلّ مِن مائِها.

عنه عليه السلام: وُجِدَ في حَجَرٍ: إنّي أنَا اللّهُ ذو بَكّةَ صَنَعتُها يَومَ خَلَقتُ السّماواتِ والأَرضَ، ويَومَ خَلَقتُ الشّمسَ والقَمَرَ، وحَفَفتُها بِسَبعَةِ أملاكٍ حَفّا، مُبارَكٌ لِأَهلِها فِي الماءِ واللّبَنِ، يَأتيها رِزقُها مِن سُبُلٍ مِن أعلاها وأسفَلِها والثّنِيّةِ.

عنه عليه السلام: إنّ إبراهيمَ عليه السلام كانَ نازِلًا في بادِيَةِ الشّامِ فَأَوحَى اللّهُ إلَيهِ... ثُمّ أمَرَهُ يُخرِجُ إسماعيلَ واُمّهُ، فَقالَ (إبراهيمُ عليه السلام ): يا رَبّ، إلى أيّ مَكانٍ؟ قالَ: إلى حَرَمي وأمني، وأوّلِ بُقعَةٍ خَلَقتُها مِنَ الأَرضِ، وهِيَ مَكّةُ.

عنه عليه السلام: مَن أماطَ أذًى عَن طَريقِ مَكّةَ كَتَبَ اللّهُ لَهُ حَسَنَةً، ومَن كَتَبَ لَهُ حَسَنَةً لَم يُعَذّبهُ.

عَلِيّ بنُ مَهزِيار: سَأَلتُ أبَا الحَسَنِ عليه السلام: المُقامُ أفضَلُ بِمَكّةَ أوِ الخُروجُ إلى بَعضِ الأَمصارِ؟ فَكَتَبَ عليه السلام: المُقامُ عِندَ بَيتِ اللّهِ أفضَلُ..¹
 

^{1-  الحج والعمرة في الكتاب والسنة /العلامة محمد الريشهري.}