يتم التحميل...

مِنى وأدَبُ النّزولِ بِها

آداب المناسك والاقامة

مِنى وأدَبُ النّزولِ بِها

عدد الزوار: 25



الإمام الرضا عليه السلام: العِلّةُ الّتي مِن أجلِها سُمّيَت مِنى مِنى، أنّ جَبرَئيلَ عليه السلام قالَ هُناكَ لاِِبراهيمَ عليه السلام: تَمَنّ عَلى رَبّكَ ما شِئتَ. فَتَمَنّى إبراهيمُ في نَفسِهِ أن يَجعَلَ اللّهُ مَكانَ ابنِهِ إسماعيلَ كَبشًا يَأمُرُهُ بِذَبحِهِ فِداءً لَهُ، فَاُعطِيَ مُناهُ.

أدَبُ النّزولِ بِها
﴿فَإِذا قَضَيتُم مَناسِكَكُم فَاذكُرُوا اللّهَ كَذِكرِكُم آباءَكُم أو أشَدّ ذِكرًا فَمِنَ النّاسِ مَن يَقولُ رَبّنا آتِنا فِي الدّنيا وما لَهُ فِي الآخِرَةِ مِن خَلاقٍ.

الحَلَبِيّ عَنِ الإِمامِ الصّادِقِ عليه السلام : سَأَلتُهُ عَن قَولِ اللّهِ عَزّوجَلّ: ﴿اُذكُرُوا اللّهَ كَذِكرِكُم آباءَكُم أو أشَدّ ذِكرًا)، قالَ عليه السلام: كانَ المُشرِكونَ يَفتَخِرونَ بِمِنى إذا كانَ أيّامُ التّشريقِ، فَيَقولونَ: كانَ أبونا كَذا وكانَ أبونا كَذا، فَيَذكُرونَ فَضلَهُم، فَقالَ: ﴿اُذكُرُوا اللّهَ كَذِكرِكُم آباءَكُم أو أشَدّ ذِكرًا.

الإمام الصادق عليه السلام في قَولِ اللّهِ عَزّوجَلّ: ﴿واذكُرُوا اللّهَ في أيّامٍ مَعدودات: هِيَ أيّامُ التّشريقِ، كانوا إذا أقاموا بِمِنى بَعدَ النّحرِ تَفاخَروا، فَقالَ الرّجُلُ مِنهُم: كانَ أبي يَفعَلُ كَذا وكَذا، فَقالَ اللّهُ جَلّ ثَناؤُهُ: ﴿فَإِذا أفَضتُم مِن عَرَفاتٍ فَاذكُرُوا اللّهَ كَذِكرِكُم آباءَكُم أو أشَدّ ذِكرًا. والتّكبيرُ "اللّهُ أكبَرُ، اللّهُ أكبَرُ، لا إلهَ إلّا اللّهُ واللّهُ أكبَرُ، اللّهُ أكبَرُ وللّهِ ِ الحَمدُ، اللّهُ أكبَرُ عَلى ما هَدانا، اللّهُ أكبَرُ عَلى ما رَزَقَنا مِن بَهيمَةِ الأَنعامِ".

مُحَمّدُ بنُ مُسلِم: سَأَلتُ أبا عَبدِاللّهِ عليه السلام عَن قَولِ اللّهِ عَزّوجَلّ: ﴿واذكُرُوا اللّهَ في أيّامٍ مَعدوداتٍ، قالَ: التّكبيرُ في أيّامِ التّشريقِ مِن صَلاةِ الظّهرِ مِن يَومِ النّحرِ إلى صَلاةِ الفَجرِ مِن يَومِ الثّالِثِ، وفِي الأَمصارِ عَشرُ صَلَواتٍ، فَإِذا نُفِرَ بَعدَ الاُولى أمسَكَ أهلُ الأَمصارِ، ومَن أقامَ بِمِنى فَصَلّى بِهَا الظّهرَ والعَصرَ فَليُكَبّر.

زُرارَة: قُلتُ لِأَبي جَعفَرٍ عليه السلام: التّكبيرُ في أيّامِ التّشريقِ في دُبُرِ الصّلَواتِ؟ فَقالَ: التّكبيرُ بِمِنى في دُبُرِ خَمسَ عَشرَةَ صَلاةً، وفي سائِرِ الأَمصارِ في دُبُرِ عَشرِ صَلَواتٍ. وأوّلُ التّكبيرِ في دُبُرِ صَلاةِ الظّهرِ يَومَ النّحرِ، يَقولُ فيهِ:"اللّهُ أكبَرُ، اللّهُ أكبَرُ، لا إلهَ إلّا اللّهُ واللّهُ أَكبَرُ، اللّهُ أكبَرُ وللّهِ ِ الحَمدُ، اللّهُ أكبَرُ عَلى ما هَدانا، اللّهُ أكبَرُ عَلى ما رَزَقَنا مِن بَهيمَةِ الأَنعامِ".

وإنّما جُعِلَ في سائِرِ الأَمصارِ في دُبُرِ عَشرِ صَلَواتٍ لِأَنّهُ إذا نَفَرَ النّاسُ فِي النّفرِ الأَوّلِ أمسَكَ أهلُ الأَمصارِ عَنِ التّكبيرِ وكَبّرَ أهلُ مِنى، ماداموا بِمِنى إلَى النّفرِ الأَخيرِ.

الإمام الصادق عليه السلام: صَلّ في مَسجِدِ الخيفِ وهُوَ مَسجِدُ مِنى وكانَ مَسجِدَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه واله وسلم عَلى عَهدِهِ عِندَ المَنارَةِ الّتي في وَسَطِ المَسجِدِ، وفَوقَها إلَى القِبلَةِ نَحوًا مِن ثَلاثينَ ذِراعًا، وعَن يَمينِها وعَن يَسارِها وخَلفِها نَحوًا مِن ذلِكَ، فَقالَ: فَتَحَرّ ذلِكَ فَإِنِ استَطَعتَ أن يَكونَ مُصَلّاكَ فيهِ فَافعَل؛ فَإِنّهُ قَد صَلّى فيهِ ألفُ نَبِيّ. وإنّما سُمّيَ الخيفَ لِأَنّهُ مُرتَفِعٌ عَنِ الوادي، ومَا ارتَفَعَ عَنهُ يُسَمّى خيفًا.

ثَوابُ الوُقوفِ فيها
الإمام الصادق عليه السلام: إذا أخَذَ النّاسُ مَنازِلَهُم بِمِنى نادى مُنادٍ: لَو تَعلَمونَ بِفِناءِ مَن حَلَلتُم لَأَيقَنتُم بِالخَلَفِ بَعدَ المَغفِرَةِ.
عنه عليه السلام: إذا أخَذَ النّاسُ مَواطِنَهُم بِمِنى نادى مُنادٍ مِن قِبَلِ اللّهِ عَزّوجَلّ: إن أرَدتُم أن أرضى فَقَد رَضيتُ.
عنه عليه السلام: إذا أفاضَ الرّجُلُ مِن مِنى وَضَعَ مَلَكٌ يَدَهُ بَينَ كَتِفَيهِ، ثُمّ قالَ: اِستَأنِف.
الصّدوق: رُوِيَ (فِي الحاجّ إذا نَفَرَ مِن مِنى إلى مَكّةَ): أنّهُ يَخرُجُ مِن ذُنوبِهِ كَهَيئَةِ يَومِ وَلَدَتهُ اُمّهُ 1.


1-الحج والعمرة في الكتاب والسنة/ العلامة محمد الريشهري.

 

2019-07-31