أ - التّهَيّؤ
﴿الحَجّ أشهُرٌ مَعلوماتٌ فَمَن فَرَضَ فيهِنّ الحَجّ فَلا رَفَثَ ولا فُسوقَ ولا جِدالَ فِي الحَجّ وما تَفعَلوا مِن خَيرٍ يَعلَمهُ اللّهُ وتَزَوّدوا فَإِنّ خَيرَالزّادِ التّقوى واتّقونِ يا اُولِي الأَلبابِ﴾.
الإمام عليّ عليه السلام: إذا أرَدتُمُ الحَجّ فَتَقَدّموا في شِرَى الحَوائِجِ بِبَعضِ ما يُقَوّيكُم عَلَى السّفَرِ، فَإِنّ اللّهَ عَزّوجَلّ يَقولُ: ﴿ولَو أرادُوا الخُروجَ لَأَعَدّوا لَهُ عُدّة﴾ً.
الإمام الصادق عليه السلام - لِعيسَى بنِ أبي مَنصورٍ -: يا عيسى، إنّي اُحِبّ أن يَراكَ اللّهُ عَزّوجَلّ فيما بَينَ الحَجّ إلَى الحَجّ وأنتَ تَتَهَيّأُ لِلحَجّ.
عنه عليه السلام: لَو أنّ أحَدَكُم إذا رَبِحَ الرّبحَ أخَذَ مِنهُ الشّي ءَ فَعَزَلَهُ فَقالَ: هذا لِلحَجّ، وإذا رَبِحَ أخَذَ مِنهُ وقالَ: هذا لِلحَجّ جاءَ إبّانُ الحَجّ، وقَدِ اجتَمَعَت لَهُ نَفَقَةُ عَزمِ اللّهِ فَخَرَجَ، ولكِنّ أحَدَكُم يَربَحُ الرّبحَ فَيُنفِقُهُ، فَإِذا جاءَ إبّانُ الحَجّ أرادَ أن يُخرِجَ ذلِكَ مِن رَأسِ مالِهِ فَيَشُقّ عَلَيهِ.
عنه عليه السلام: مَن أرادَ الحَجّ فَتَهَيّأَ لَهُ فَحُرِمَهُ، فَبِذَنبٍ حُرِمَهُ.
ب - الإِخلاص
رسول اللّه صلى الله عليه واله وسلم: يَأتي عَلَى النّاسِ زَمانٌ يَكونُ فيهِ حَجّ المُلوكِ نُزهَةً، وحَجّ الأَغنِياءِ تِجارَةً، وحَجّ المَساكينِ مَسأَلَةً.
عنه صلى الله عليه واله وسلم: يَأتي عَلَى النّاسِ زَمانٌ يَحُجّ أغنِياءُ اُمّتي لِلنّزهَةِ، وأوساطُهُم لِلتّجارَةِ وقُرّاؤُهُم لِلرّياءِ والسّمعَةِ، وفُقَراؤُهُم لِلمَسأَلَةِ.
أنَسُ بنُ مالِك: حَجّ النّبِيّ صلى الله عليه واله وسلم عَلى رَحلٍ رَثّ وقَطيفَةٍ تُساوي أربَعَةَ دَراهِمَ أو لا تُساوي، ثُمّ قالَ: اللّهُمّ حَجّةً لا رِياءَ فيها ولا سُمعَةَ.
الإمام الباقر عليه السلام: إنّ النّبِيّ صلى الله عليه واله وسلم حَمَلَ جِهازَهُ عَلى راحِلَتِهِ، قالَ: هذِهِ حَجّةٌ لا رِياءَ فيها ولا سُمعَةَ.
الإمام الصادق عليه السلام: الحَجّ حَجّانِ: حَجّ للّهِ ِ وحَجّ لِلنّاسِ، فَمَن حَجّ للّهِ ِ كانَ ثَوابُهُ عَلَى اللّهِ الجَنّةَ، ومَن حَجّ لِلنّاسِ كانَ ثَوابُهُ عَلَى النّاسِ يَومَ القِيامَةِ.
ج - التّعجيل
رسول اللّه صلى الله عليه واله وسلم: مَن أرادَ الحَجّ فَليَتَعَجّل، فَإِنّهُ قَد يَمرِضُ المَريضُ وتَضِلّ الضّالّةُ وتَعرِضُ الحاجَةُ.
عنه صلى الله عليه واله وسلم: عَجّلُوا الخُروجَ إلى مَكّةَ، فَإِنّ أحَدَكُم لا يَدري ما يَعرِضُ لَهُ مِن مَرَضٍ أو حاجَةٍ.
د - تَعَلّمُ المَناسِك
﴿رَبّنا واجعَلنا مُسلِمَينِ لَكَ ومِن ذُرّيّتِنا اُمّةً مُسلِمَةً لَكَ وأرِنا مَناسِكَنا وتُب عَلَينا إنّكَ أنتَ التّوّابُ الرّحيم﴾.
رسول اللّه صلى الله عليه واله وسلم: تَعَلّموا مَناسِكَكُم، فَإِنّها مِن دينِكُم.
زُرارَة: قُلتُ لِأَبي عَبدِاللّهِ عليه السلام: جَعَلَنِيَ اللّهُ فِداكَ، أسأَلُكَ فِي الحَجّ مُنذُ أربَعينَ عامًا فَتُفتيني!
فَقالَ: يا زُرارَةُ، بَيتٌ يُحَجّ قَبلَ آدَمَ عليه السلام بِأَلفَي عامٍ، تُريدُ أن تَفنى مَسائِلُهُ في أربَعينَ عامًا؟!
ابنُ عُمَر: كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه واله وسلم إذا كانَ قَبلَ التّروِيَةِ بِيَومٍ خَطَبَ النّاسَ فَأَخبَرَهُم بِمَناسِكِهِم.
مُحَمّدُ بنُ إبراهيمَ التّيمِيّ عَن رَجُلٍ مِن قَومِهِ - يُقالُ لَهُ مُعاذُ بنُ عُثمانَ، أو عُثمانُ بنُ مُعاذٍ - مِن أصحابِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه واله وسلم أنّهُ سَمِعَ النّبِيّ صلى الله عليه واله وسلم يُعَلّمُ النّاسَ مَناسِكَهُم بِمِنى.
قالَ: وفَتَحَ اللّهُ - تَعالى - أسماعَنا حَتّى إنّا لَنَسمَعُهُ ونَحنُ في رِحالِنا.
قالَ: فَنَزَلَ المُهاجِرونَ شِعبَ المُهاجِرينَ، ونَزَلَ الأَنصارُ شِعبَ الأَنصارِ، ونَزَلَ النّاسُ مَنازِلَهُم، وعَلّمَ النّاسَ مَناسِكَهُم، وقالَ: "اِرموا بِمِثلِ حَصَى الخَذفِ".
حُذَيفَة: أمَرَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه واله وسلم المُؤَذّنينَ، فَأَذّنوا في أهلِ السّافِلَةِ والعالِيَةِ: ألا إنّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه واله وسلم قَد عَزَمَ عَلَى الحَجّ في عامِهِ هذا لِيُفهِمَ النّاسَ حَجّهُم ويُعَلّمَهُم مَناسِكَهُم، فَيَكونَ سُنّةً لَهُم إلى آخِرِ الدّهرِ، فَلَم يَبقَ أحَدٌ مِمّن دَخَلَ فِي الإِسلامِ إلّا حَجّ مَعَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه واله وسلم لِسَنَةِ عَشرٍ لِيَشهَدوا مَنافِعَ لَهُم، ويُعَلّمَهُم حَجّهُم، ويُعَرّفَهُم مَناسِكَهُم وخَرَجَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه واله وسلم بِالنّاسِ - وخَرَجَ بِنِسائِهِ مَعَهُ- وهِيَ حَجّةُ الوَداعِ، فَلَمّا استَتَمّ حَجّهُم وقَضَوا مَناسِكَهُم، وعَرّفَ النّاسَ جَميعَ مَا احتاجوا إلَيهِ، وأعلَمَهُم أنّهُ قَد أقامَ لَهُم مِلّةَ إبراهيمَ عليه السلام، وقَد أزالَ عَنهُم جَميعَ ما أحدَثَهُ المُشرِكونَ بَعدَهُ، ورَدّ الحَجّ إلى حالَتِهِ الاُولى.
الإمام الصادق عليه السلام: إنّما لَبّى النّبِيّ صلى الله عليه واله وسلم عَلَى البَيداءِ لِأَنّ النّاسَ لَم يَكونوا يَعرِفونَ التّلبِيَةَ، فَأَحَبّ أن يُعَلّمَهُم كَيفَ التّلبِيَةُ.
عنه عليه السلام: كانَتِ الشّيعَةُ قَبلَ أن يَكونَ أبو جَعفَرٍ، وهُم لا يَعرِفونَ مَناسِكَ حَجّهِم وحَلالَهُم وحَرامَهُم حَتّى كانَ أبو جَعفَرٍ، فَفَتَحَ لَهُم، وبَيّنَ لَهُم مَناسِكَ حَجّهِم وحَلالَهُم وحَرامَهُم.
الشّيخُ الصّدوق: رُوِيَ عَن أبي حَنيفَةَ النّعمانِ بنِ ثابِتٍ أنّهُ قالَ: لَولا جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ ما عَلِمَ النّاسُ مَناسِكَ حَجّهِم.
الإمام الصادق عليه السلام: تَقولُ في عَرَفاتٍ: "اللّهُمّ إنّي عَبدُكَ ومِلكُ يَدِكَ وناصِيَتي بِيَدِكَ وأجَلي بِعِلمِكَ، أسأَلُكَ أن تُوَفّقَني لِما يُرضيكَ عَنّي، وأن تَسَلّمَ مِنّي مَناسِكِيَ الّتي أرَيتَها إبراهيمَ خَليلَكَ، ودَلَلتَ عَلَيها حَبيبَكَ مُحَمّدًا صلى الله عليه واله وسلم".
عنه عليه السلام: لَمّا بَلَغَ الوَقتُ الّذي يُريدُ اللّهُ عَزّوجلّ أن يَتوبَ عَلى آدَمَ فيهِ أرسَلَ إلَيهِ جَبرَئيلَ عليه السلام، فَقالَ: السّلامُ عَلَيكَ يا آدَمُ الصّابِرُ لِبَلِيّتِهِ التّائِبُ عَن خَطيئَتِهِ، إنّ اللّهَ عَزّوجَلّ بَعَثَني إلَيكَ لِاُعَلّمَكَ المَناسِكَ الّتي يُريدُ اللّهُ أن يَتوبَ عَلَيكَ بِها فَأَخَذَ جَبرَئيلُ عليه السلام بِيَدِ آدَمَ عليه السلام حَتّى أتى بِهِ مَكانَ البَيتِ، فَنَزَلَ غَمامٌ مِنَ السّماءِ فَأَظَلّ مَكانَ البَيتِ.
فَقالَ جَبرَئيلُ عليه السلام: يا آدَمُ، خُطّ بِرِجلِكَ حَيثُ أظَلّ الغَمامُ، فَإِنّهُ قِبلَةٌ لَكَ ولِآخِرِ عَقِبِكَ مِن وُلدِكَ. فَخَطّ آدَمُ بِرِجلِهِ حَيثُ أظَلّ الغَمامُ. ثُمّ انطَلَقَ بِهِ إلى مِنى، فَأَراهُ مَسجِدَ مِنى، فَخَطّ بِرِجلِهِ ومَدّ خِطّةَ المَسجِدِ الحَرامِ بَعدَما خَطّ مَكانَ البَيتِ. ثُمّ انطَلَقَ بِهِ مِن مِنى إلى عَرَفاتٍ فَأقامَهُ عَلَى المُعَرّفِ.
فَقالَ: إذا غَرَبَتِ الشّمسُ فَاعتَرِف بِذَنبِكَ سَبعَ مَرّاتٍ، وسَلِ اللّهَ المَغفِرَةَ والتّوبَةَ سَبعَ مَرّاتٍ. فَفَعَلَ ذلِكَ آدَمُ عليه السلام، ولِذلِكَ سُمّيَ المُعَرّفَ؛ لِأَنّ آدَمَ اعتَرَفَ فيهِ بِذَنبِهِ، وجُعِلَ سُنّةً لِوُلدِهِ يَعتَرِفونَ بِذُنوبِهِم كَمَا اعتَرَفَ آدَمُ، ويَسأَلونَ التّوبَةَ كَما سَأَلَها آدَمُ.
مّ أمَرَهُ جَبرَئيلُ، فَأَفاضَ مِن عَرَفاتٍ، فَمَرّ عَلَى الجِبالِ السّبعَةِ، فَأَمَرَهُ أن يُكَبّرَ عِندَ كُلّ جَبَلٍ أربَعَ تَكبيراتٍ فَفَعَلَ ذلِكَ آدَمُ، حَتّى انتَهى إلى جَمعٍ. فَلَمّا انتَهى إلى جَمعٍ ثُلثَ اللّيلِ فَجَمَعَ فيهِ المَغرِبَ والعِشاءَ الآخِرَةَ تِلكَ اللّيلَةَ ثُلثَ اللّيلِ في ذلِكَ المَوضِعِ.
ثُمّ أمَرَهُ أن يَنبَطِحَ في بَطحاءِ جَمعٍ فَانبَطَحَ في بَطحاءَ وجَمعٍ حَتّى انفَجَرَ الصّبحُ، فَأَمَرَهُ أن يَصعَدَ عَلَى الجَبَلِ جَبَلِ جَمعٍ، وأمَرَهُ إذا طَلَعَتِ الشّمسُ أن يَعتَرِفَ بِذَنبِهِ سَبعَ مَرّاتٍ ويَسأَلَ اللّهَ التّوبَةَ والمَغفِرَةَ سَبعَ مَرّاتٍ، فَفَعَلَ ذلِكَ آدَمُ كَما أمَرَهُ جَبرَئيلُ عليه السلام وإنّما جَعَلَهُ اعتِرافَينِ لِيَكونَ سُنّةً في وُلدِهِ فَمَن لَم يُدرِك مِنهُم عَرَفاتٍ وأدرَكَ جَمعًا فَقَد وافى حَجّهُ (إلى مِنى ). ثُمّ أفاضَ مِن جَمعٍ إلى مِنى فَبَلَغَ مِنى ضُحًى، فَأَمَرَهُ فَصَلّى رَكعَتَينِ في مَسجِدِ مِنى.
ثُمّ أمَرَهُ أن يُقَرّبَ للّهِ ِ قُربانًا لِيَقبَلَ مِنهُ ويَعرِفَ أنّ اللّهَ عَزّوجَلّ قَد تابَ عَلَيهِ، ويَكونَ سُنّةً في وُلدِهِ القُربانُ، فَقَرّبَ آدَمُ قُربانًا فَقَبِلَ اللّهُ مِنهُ، فَأَرسَلَ نارًا مِنَ السّماءِ فَقَبِلَت قُربانَ آدَمَ.
فَقالَ لَهُ جَبرَئيلُ: يا آدَمُ، إنّ اللّهَ قَد أحسَنَ إلَيكَ إذ عَلّمَكَ المَناسِكَ الّتي يَتوبُ بِها عَلَيكَ.
عنه عليه السلام: أمَرَ اللّهُ عَزّوجَلّ إبراهيمَ عليه السلام أن يَحُجّ ويُحِجّ إسماعيلَ مَعَهُ ويُسكِنَهُ الحَرَمَ، فَحَجّا عَلى جَمَلٍ أحمَرَ، وما مَعَهُما إلّا جَبرَئيلُ عليه السلام. فَلَمّا بَلَغَا الحَرَمَ قالَ لَهُ جَبرَئيلُ: يا إبراهيمُ، اِنزِلا فَاغتَسِلا قَبلَ أن تَدخُلَا الحَرَمَ، فَنَزَلا فَاغتَسَلا، وأراهُما كَيفَ يَتَهَيّئانِ لِلإِحرامِ فَفَعَلا.
ثُمّ أمَرَهُما فَأَهَلّا بِالحَجّ، وأمَرَهُما بِالتّلبِياتِ الأَربَعِ الّتي لَبّى بِهَا المُرسَلونَ.
ثُمّ صارَ بِهِما إلَى الصّفا فَنَزَلا، وقامَ جَبرَئيلُ بَينَهُما واستَقبَلَ البَيتَ، فَكَبّرَ اللّهَ وكَبّرا، وهَلّلَ اللّهَ وهَلّلا، وحَمِدَ اللّهَ وحَمِدا، ومَجّدَ اللّهَ ومَجّدا، وأثنى عَلَيهِ وفَعَلا مِثلَ ذلِكَ وتَقَدّمَ جَبرَئيلُ وتَقَدّما يُثنِيانِ عَلَى اللّهِ عَزّوجَلّ ويُمَجّدانِهِ، حَتّى انتَهى بِهِما إلى مَوضِعِ الحَجَرِ، فَاستَلَمَ جَبرَئيلُ (الحَجَرَ) وأمَرَهُما أن يَستَلِما، وطافَ بِهِما اُسبوعًا.
ثُمّ قامَ بِهِما في مَوضِعِ مَقامِ إبراهيمَ عليه السلام فَصَلّى رَكعَتَينِ وصَلّيا، ثُمّ أراهُمَا المَناسِكَ وما يَعمَلانِ بِهِ فَلَمّا قَضَيا مَناسِكَهُما أمَرَ اللّهُ إبراهيمَ عليه السلام بِالاِنصِرافِ وأقامَ إسماعيلُ وَحدَهُ.
الإمام الباقر أو الإمام الصادق عليه السلام: إنّ اللّهَ عَزّوجَلّ أمَرَ إبراهيمَ بِبِناءِ الكَعبَةِ وأن يَرفَعَ قَواعِدَها، ويُرِيَ النّاسَ مَناسِكَهُم.
ه - تَطهيرُ المال
رسول اللّه صلى الله عليه واله وسلم: مَن تَجَهّزَ وفي جِهازِهِ عَلَمٌ حَرامٌ لَم يَقبَلِ اللّهُ مِنهُ الحَجّ.
عنه صلى الله عليه واله وسلم: إذا حَجّ الرّجُلُ بِمالٍ مِن غَيرِ حِلّهِ فَقالَ: "لَبّيكَ اللّهُمّ لَبّيكَ" قالَ اللّهُ: لا لَبّيكَ ولا سَعدَيكَ، هذا مَردودٌ عَلَيكَ.
صلى الله عليه واله وسلم: إذا خَرَجَ الرّجُلُ حاجّا بِنَفَقَةٍ طَيّبَةٍ، ووَضَعَ رِجلَهُ فِي الغَرزِ فَنادى: لَبّيكَ اللّهُمّ لَبّيكَ، ناداهُ مُنادٍ مِنَ السّماءِ: لَبّيكَ وسَعدَيكَ، زادُكَ حَلالٌ، وراحِلَتُكَ حَلالٌ، وحَجّكَ مَبرورٌ غَيرُ مَأزورٍ. وإذا خَرَجَ بِالنّفَقَةِ الخَبيثَةِ فَوَضَعَ رِجلَهُ فِي الغَرزِ، فَنادى: لَبّيكَ، ناداهُ مُنادٍ مِنَ السّماءِ: لا لَبّيكَ ولا سَعدَيكَ، زادُكَ حَرامٌ، ونَفَقَتُكَ حَرامٌ، وحَجّكَ مَأزورٌ غَيرُ مَبرورٍ.
الإمام الصادق عليه السلام: إذَا اكتَسَبَ الرّجُلُ مالًا مِن غَيرِ حِلّهِ، ثُمّ حَجّ فَلَبّى نودِيَ: لا لَبّيكَ ولا سَعدَيكَ، وإن كانَ مِن حِلّهِ فَلَبّى نودِيَ: لَبّيكَ وسَعدَيكَ.
عنه عليه السلام: أربَعٌ لا تَجوزُ في أربَعَةٍ: الخِيانَةُ والغُلولُ والسّرِقَةُ والرّبا لا يَجُزنَ في حَجّ ولا عُمرَةٍ ولا جِهادٍ ولا صَدَقَةٍ.
الإمام الكاظم عليه السلام: إنّا أهلُ بَيتٍ، حَجّ صَرورَتِنا ومُهورُ نِسائِنا وأكفانُنا مِن طَهورِ أموالِنا.
و - التّزَوّدُ مِن أطيَبِ الزّاد
رسول اللّه صلى الله عليه واله وسلم: ما مِن نَفَقَةٍ أحَبّ إلَى اللّهِ عَزّ وجَلّ مِن نَفَقَةِ قَصدٍ، ويُبغِضُ الإِسرافَ إلّا فِي الحَجّ والعُمرَةِ، فَرَحِمَ اللّهُ مُؤمِنًا كَسَبَ طَيّبًا، وأنفَقَ مِن قَصدٍ، أو قَدّمَ فَضلاً.
عنه صلى الله عليه واله وسلم: كُلّ نَعيمٍ مَسؤولٌ عَنهُ صاحِبُهُ، إلّا ما كانَ في غَزوٍ أو حَجّ.
الشّيخُ الصّدوق: كانَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام إذا سافَرَ إلى مَكّةَ لِلحَجّ أوِ العُمرَةِ تَزَوّدَ مِن أطيَبِ الزّادِ، مِنَ اللّوزِ والسّكّرِ والسّويقِ المُحَمّضِ والمُحَلّى.
ز - الدّعاءُ عِندَ الخُروج
الإمام الصادق عليه السلام: إذا خَرَجتَ مِن بَيتِكَ تُريدُ الحَجّ والعُمرَةَ إن شاءَ اللّهُ فَادعُ دُعاءَ الفَرَجِ، وهُوَ: "لا إلهَ الّا اللّهُ الحَليمُ الكَريمُ، لا إلهَ إلّا اللّهُ العَلِيّ العَظيمُ، سُبحانَ اللّهِ رَبّ السّماواتِ السّبعِ، ورَبّ الأَرَضينَ السّبعِ، ورَبّ العَرشِ العَظيمِ، والحَمدُ للّهِ ِ رَبّ العالَمينَ".
ثُمّ قُل: "اللّهُمّ كُن لي جارًا مِن كُلّ جَبّارٍ عَنيدٍ، ومِن كُلّ شَيطانٍ مَريدٍ".
ثُمّ قُل:"بِسمِ اللّهِ دَخَلتُ، وبِسمِ اللّهِ خَرَجتُ، وفي سَبيلِ اللّهِ. اللّهُمّ إنّي اُقَدّمُ بَينَ يَدَي نِسياني وعَجَلَتي بِسمِ اللّهِ وما شاءَ اللّهُ في سَفَري هذا، ذَكَرتُهُ أو نَسيتُهُ. اللّهُمّ أنتَ المُستَعانُ عَلَى الاُمورِ كُلّها، وأنتَ الصّاحِبُ فِي السّفَرِ والخَليفَةُ فِي الأَهلِ. اللّهُمّ هَوّن عَلَينا سَفَرَنا، واطوِ لَنَا الأَرضَ، وسَيّرنا فيها بِطاعَتِكَ وطاعَةِ رَسولِكَ. اللّهُمّ أصلِح لَنا ظَهرَنا، وبارِك لَنا فيما رَزَقتَنا، وقِنا عَذابَ النّارِ. اللّهُمّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن وَعثاءِ السّفَرِ، وكَآبَةِ المُنقَلَبِ، وسوءِ المَنظَرِ فِي الأَهلِ والمالِ والوَلَدِ. اللّهُمّ أنتَ عَضُدي وناصِري، بِكَ أحُلّ وبِكَ أسيرُ. اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ في سَفَري هذَا السّرورَ والعَمَلَ بِما يُرضيكَ عَنّي. اللّهُمّ اقطَع عَنّي بُعدَهُ ومَشَقّتَهُ، واصحَبني فيهِ، واخلُفني في أهلي بِخَيرٍ، ولا حَولَ ولا قُوّةَ إلّا بِاللّهِ. اللّهُمّ إنّي عَبدُكَ وهذا حُملانُكَ والوَجهُ وَجهُكَ والسّفَرُ إلَيكَ، وقَدِ اطّلَعتَ عَلى ما لَم يَطّلِع عَلَيهِ أحَدٌ، فَاجعَل سَفَري هذا كَفّارَةً لِما قَبلَهُ مِن ذُنوبي، وكُن عَونًا لي عَلَيهِ، واكفِني وَعثَهُ ومَشَقّتَهُ، ولَقّني مِنَ القَولِ والعَمَلِ رِضاكَ، فَإِنّما أنَا عَبدُكَ وبِكَ ولَكَ".
فَإِذا جَعَلتَ رِجلَكَ فِي الرّكابِ فَقُل:"بِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحيمِ، بِسمِ اللّهِ واللّهُ أكبَرُ".
فَإِذَا استَوَيتَ عَلى راحِلَتِكَ واستَوى بِكَ مَحمِلُكَ فَقُل:"الحَمدُ للّهِ ِ الّذي هَدانا لِلإِسلامِ، وعَلّمَنَا القُرآنَ، ومَنّ عَلَينا بِمُحَمّدٍ صَلّى اللّهُ عَلَيهِ وآلِهِ. سُبحانَ اللّهِ، سُبحانَ الّذي سَخّرَ لَنا هذا وما كُنّا لَهُ مُقرِنينَ، وإنّا الى رَبّنا لَمُنقَلِبونَ، والحَمدُ للّهِ ِ رَبّ العالَمينَ. اللّهُمّ أنتَ الحامِلُ عَلَى الظّهرِ، والمُستَعانُ عَلَى الأَمرِ. اللّهُمّ بَلّغنا بَلاغًا يَبلُغُ إلى خَيرٍ، بَلاغًا يَبلُغُ إلى مَغفِرَتِكَ ورِضوانِكَ. اللّهُمّ لا طَيرَ إلّا طَيرُكَ، ولا خَيرَ إلّا خَيرُكَ، ولا حافِظَ غَيرُكَ1.
1-الحج والعمرة في الكتاب والسنة/ العلامة محمد الريشهري.
2019-07-31