يتم التحميل...

كيف نحيي المساجد؟

إضاءات إسلامية

كيف نحيي المساجد؟

عدد الزوار: 65


إن لإحياء المساجد كيفيات عديدة أوردتها الأحاديث الشريفة، نذكر منها:

أ‌- الزيارة
إن نفس زيارة المسجد هي نوع من إحياء عمارته، وعليها يترتب ثواب جزيل وفضل عظيم يبتدىء:

• بالمشي إليه، فعن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله): "من مشى إلى مسجد من مساجد الله عز وجل، فله بكل خطوة خطاها حتى يرجع إلى منزله عشر حسنات، ويمحى عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات"[1] . وفي الحديث النبويّ الشريف: "الا بشر المشائين في الظلمات إلى المساجد بالنور الساطع يوم القيامة"[2] . وعن الإمام الصادق (عليه السلام): "من مشى إلى المسجد، لم يضع رجلاً على رطب ولا يابس، إلا سبَّحت له إلى الأرضين السابعة"[3].
 
•ويعظم فضل الزيارة إذا سُبِقت بالتطهُّر مقدِّمة لها، ففي الحديث القدسي: "إنّ بيوتي في الأرض المساجد، فطوبى لمن تطهَّر في بيته ثم زارني في بيتي، وحقٌّ على المزور أن يكرم الزائر"[4].

وتزداد الزيارة عظمة حينما يلتزم بآدابها كالذكر الوارد عند دخول المسجد في حديث الإمام الصادق (عليه السلام): "إذا دخل العبد المسجد فقال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، قال الشيطان الرجيم: آه كسر ظهري، وكتب الله له عبادة سنة"[5].

فإذا تمت الزيارة إلى المسجد، فجلس فيه العبد فإن لنفس جلوسه ثواباً عند الله تعالى، ففي الحديث عن النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله): "يا أبا ذر، إنّ الله تعالى يعطيك ما دمت جالساً في المسجد بكلّ نفس تنفست درجة في الجنة، وتصلي عليك الملائكة، وتكتب لك بكلّ نفس تنفست فيه عشر حسنات وتمحى عنك عشر سيئات"[6].

وورد عن الإمام علي (عليه السلام): "الجلسة في الجامع خير لي من الجلسة في الجنة، فإنَّ الجنة فيها رضا نفسي، والجامع فيه رضا ربي"[7].
 
ب‌- الصلاة

إن ما يزيد من فضل زيارة المسجد أن يُصلّى فيه، فإنَّ الصلاة في المساجد لها ميزات منها:

1- الثواب المضاعف
عن الإمام علي (عليه السلام): "الصلاة في المسجد الحرام مئة ألف صلاة والصلاة في مسجد المدينة عشرة آلاف صلاة، والصلاة في بيت المقدس ألف صلاة، والصلاة في المسجد الأعظم مئة صلاة... وصلاة الرجل وحده في بيته صلاة واحدة"[8].
 
2- الشهادة للمصلي يوم القيامة
عن الإمام الصادق (عليه السلام): "صلُّوا من المساجد في بقاع مختلفة؛ فإنّ كلَّ بقعة تشهد للمصلي عليها يوم القيامة"[9].

وتتأكّد الصلاة في المساجد لجيرانها وهم الذين يسكنون في جوار المسجد في محيط أربعين داراً من كلِّ جانب، أو إلى المدى الذي يصل فيه نداء الأذان، فقد ورد أنه قيل للإمام علي (عليه السلام): "من جار المسجد يا أمير المؤمنين، فأجاب (عليه السلام): من سمع النداء"[10]. وعنه (عليه السلام): "حريم المسجد أربعون ذراعاً، والجوار أربعون داراً من أربعة جوانبها"[11].

إلى هؤلاء الجيران لبيوت الرحمن توجهت الكلمة الشهيرة عن النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله): "لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد"[12].

وعن الإمام الصادق (عليه السلام): "شكت المساجد إلى الله تعالى الذين لا يشهدونها من جيرانها، فأوحى الله عز وجل إليها: وعزتي وجلالي، لا قبلتُ لهم صلاة واحدة، ولا أظهرتُ لهم في الناس عدالةً، ولا نالتهم رحمتي، ولا جاوروني في جنّتي"[13].
 
ج- قراءة القرآن
عن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله): "إنما نصبت المساجد للقرآن"[14].
 
د- الدعاء

عن الإمام الصادق (عليه السلام): "عليكم باتيان المساجد، فإنها بيوت الله في الأرض، ومن اتاها متطهرا طهره الله من ذنوبه، وكتب من زواره، فأكثروا فيها من الصلاة والدعاء"[15].
 
هـ- التعلٌّم

عن النبي (صلى الله عليه وآله): "من راح إلى المسجد لا يريد إلا ليتعلّم خيراً، أو ليعلّمه فله أجر حاج تام الحجة"[16].

وورد أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) دخل المسجد، فإذا فيه مجلسان، مجلس يتفقّهون، ومجلس يدعون الله ويسألونه، فقال (صلى الله عليه وآله): "كلا المجلسين إليَّ خير، أما هؤلاء فيدعون الله، وأما هؤلاء فيتعلمون ويفقهون الجاهل، هؤلاء أفضل بالتعليم، بالتعليم أُرسلت لما أرسلت"، ثم قعد معهم.[17]
 
سماحة الشيخ أكرم بركات


[1]  وسائل الشيعة (آل البيت) - الحر العاملي - ج 5 ص 201
[2]  وسائل الشيعة (آل البيت) - الحر العاملي - ج 5 ص 245
[3]  وسائل الشيعة (آل البيت) - الحر العاملي - ج 5 ص 200
[4]  وسائل الشيعة (آل البيت) - الحر العاملي - ج 5 ص 199
[5]  جامع أحاديث الشيعة - السيد البروجردي - ج 4 ص 477
[6]  بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 74 ص 85
[7]  وسائل الشيعة (آل البيت) - الحر العاملي - ج 5 ص 199
[8]  جامع أحاديث الشيعة - السيد البروجردي - ج 4 ص 561
[9]  وسائل الشيعة (آل البيت) - الحر العاملي - ج 5 ص 188
[10]  مستدرك الوسائل - ميرزا حسين النوري الطبرسي - ج 3 ص 356
[11]  وسائل الشيعة (آل البيت) - الحر العاملي - ج 5 ص 202
[12]  وسائل الشيعة (آل البيت) - الحر العاملي - ج 5 ص 194
[13]  وسائل الشيعة (آل البيت) - الحر العاملي - ج 5 ص 196
[14]  وسائل الشيعة ( آل البيت ) - الحر العاملي - ج 5 ص 213
[15]  وسائل الشيعة ( آل البيت ) - الحر العاملي - ج 1 ص 380
[16]  بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 1 ص 185
[17]  بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 1 ص 206

2019-04-30