إلى دار السلام مع رسول الله (صلى الله عليه وآله)
الشهادة
إلى دار السلام مع رسول الله (صلى الله عليه وآله)
عدد الزوار: 259
إنشغل عليّ عليه السلام وفاطمة عليها السلام وبنو هاشم ومعهم الصحابة الأجلّاء
بفاجعة رحيل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وتجهيزه ودفن جسده الطاهر.
وبعد ذلك أصاب المرض السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام، وقد عُلِّلَ سبب ذلك
بالعديد من الأسباب المرتبطة بالأحداث التي حصلت بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله
وسلم...، وقد اختلف المؤرّخون في مدّة بقائها بعده صلى الله عليه وآله وسلم، فقيل:
أربعون يومًا، وقيل: خمسة وسبعون يومًا، وقيل: ثلاثة أشهر وقيل خمسة أشهر أو ستة
أشهر، لكنّ المشهور أنّها ارتحلت إلى الرفيق الأعلى بعد رحيل الرسول صلى الله عليه
وآله وسلم بثلاثة أشهر في جمادى الآخرة سنة إحدى وعشرين للهجرة[1].
وقد جاء عن أسماء أنّ فاطمة الزهراء عليها السلام لمّا حضرتها الوفاة قالت لأسماء،
"إنّ جبرائيل أتى النبيّ لمّا حضرته الوفاة بكافور من الجنّة، فقسّمه أثلاثاً، ثلثاً
لنفسه، وثلثاً لعليّ، وثلثاً لي، وكان أربعين درهماً فقالت: يا أسماء ائتني ببقية
حنوط والدي من موضع كذا وكذا، وضعيه عند رأسي، فوضعته ثمّ قالت لأسماء حين توضّأت
وضوءها للصلاة: هاتي طيبي الذي أتطيّب به، وهاتي ثيابي التي اُصلّي فيها فتوضّأت"
ثم تسجَّت بثوبها ثمّ قالت: "انتظريني هُنيهةً وادعيني فإن أجبتك وإلاّ فاعلمي أنّي
قدمت على أبي فأرسلي إلى عليّ".
وحين حانت ساعة الاحتضار وانكشف الغطاء نظرت السيّدة فاطمة عليها السلام نظرة حادّة
ثمّ قالت: "السلام على جبرائيل، السلام على رسول الله، اللهمّ مع رسولك، اللهمّ في
رضوانك وجوارك ودارك دار السلام، ثمّ قالت: هذه مواكب أهل السماوات وهذا جبرئيل
وهذا رسول الله يقول: يا بنية أَقدمي فما أمامكِ خيرٌ لك" وفتحت عينيها ثمّ قالت: "وعليك
السلام يا قابض الأرواح عجّل بي ولا تعذّبني" ثمّ قالت: "إليك ربّي لا إلى النار"
ثمّ أغمضت عينيها ومدّت يديها ورجليها.
فنادتها أسماء فلم تجبها، فكشفت الثوب عن وجهها فإذا بها قد فارقت الحياة، فوقعت
عليها تقبّلها وهي تقول: يا فاطمة إذا قدمت على أبيك رسول الله فاقرئيه عن أسماء
بنت عميس السلام، ودخل الحسن والحسين فوجدا أمّهما مسجّاة فقالا: "يا أسماء ما ينيم
أمّنا في هذه الساعة؟" قالت: يا ابنيّ رسول الله ليست أمّكما نائمة، قد فارقت
الدنيا[2].
المصدر: السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام قدوة وأسوة
[1] المصدر نفسه، ج 1، ص
73-74.
[2] العلامة المجلسي، بحار الأنوار، مصدر سابق، ج43، ص 186، بتصرّف.