ملحمة شعرية حسينية تعيد الحياة إلى طفل رضيع
خواطر
ملحمة شعرية "حسينية" تعيد الحياة إلى طفل رضيع
عدد الزوار: 182
من كلمة قائد الثورة الإسلاميّة
سماحة الإمام الخامنئي(حفظه الله) في لقاء جمع من أهل الشعر والثقافة والأدب
بمناسبة ولادة الامام الحسن عليه السلام 11-6-2017
ملحمة شعرية "حسينية" تعيد الحياة إلى طفل رضيع
المرحوم السيد "إلهي قمشه اي" مثلًا، لديه "النغمة الحسينية "وهي ملحمة. وقد نظم
النغمة الحسينية لابنه "حسين" المشهور حاليًا. وكان المرحوم السيد" إلهي قمشه" قد
روى لي بنفسه قصته، وهي أن هذا الطفل كان مريضًا وكانوا قد يئسوا من شفاء هذا الطفل
الذي كان رضيعًا وفقدوا الأمل من بقائه حيًا. فنذر أنه لو بقي هذا الطفل حيًا فإنه
سينظم ملحمة حول الإمام الحسين. يقول بقيت أفكر ورأيت أن طفلي يسير نحو الموت، كان
الطفل في ساعاته الأخيرة وكان يحتضر ويفارق الحياة. وحتى لا ترى زوجتي موت طفلها
قلتُ لها اذهبي إلى السطح، واكشفي عن رأسك وادعي وتضرعي وقومي بالأعمال الفلانية.
أردتُ أن أُبعدها عن الطفل لكي لا ترى مشهد موته، لكن خطر ببالي هذا النذر؛ وهو أنه
لو شفي هذا الطفل فسأنظم ملحمة حول الإمام الحسين. ثم بدأت أفكر من أين أبدأ
الملحمة وكيف أنظم وما إلى ذلك. يقول هكذا بدأت الأفكار تتوارد على ذهني قليلًا
قليلًا إلى أن وصلت إلى علي الأصغر وعطش علي الأصغر، فتذكرت فجأة أن هذا الطفل لم
يشرب الماء ولم يرضع منذ ثلاثة أو أربعة أيام بأمر من الطبيب. كان الطبيب قد قال إن
الماء وحتى الحليب يضر بهذا الطفل، وإذا شربهما فسيموت. قلت في نفسي إن هذا الطفل
عطشان وهو يحتضر وقد وصل إلى مشارف الموت، فَلأُسقِه شربة ماء وليمت بعد ذلك؛
فطالما هو ميت فعلى الأقل لا يموت عطشان. يقول:نهضتُ وجئتُ بالماء ورحت أسكب الماء
بالملعقة الصغيرة بين شفاه الطفل نقطةً نقطة، وحينما فعلتُ هذا مرتين أو ثلاث مرات
رأيت عيونه قد فتحت. سقيته مزيدًا من الماء فأخذ يبكي. فأسرعت إلى مطلع الدرج
وناديت والدته وقلت لها تعالي ابنك يريد الحليب. يقول: ظنت زوجتي أن ابنها قد مات،
وأنني أبلغها الخبر بهذه الطريقة: «تعالي أرضعي ابنك». نزلت فوجدتْ الأمر غير ما
تصورت. الطفل يبكي حقًّا ويريد الحليب، فأرضعته. وهكذا تحسّنت حال الطفل وتماثل
للشفاء بشكل كامل. وبالطبع فقد كتب هو نفسه هذه القصة في مقدمة النغمة الحسينية.
وما قاله لي ورويته الآن يختلف قليلًا عمّا جاء في مقدمة "النغمة الحسينية":
"في أوراق كتاب الرسوم والأسماء
نزل اسم حسين من السماء"
وهذا هو "حسين إلهي قمشه" المعروف، الذي يلقي المحاضرات والبرامج؛ إنه ابن هذه
الحادثة. المقصود هو أن الأديب نظم "النغمة الحسينية"، وهي من أفضل أشعار السيد "إلهي
قمشه اي". ملحمة "النغمة الحسينية" من ضمن أجمل أشعار السيد "إلهي قمشه اي".