تقدير وعرفان لصاحب كتاب:" حكايات شيقة للأولاد الطيبين"
وأما النقطة الثانية فإنها تتركز حول السيد آذر يزدي الذي أخبروني بحضوره معنا الآن في هذا الاجتماع؛ وأنه تكبد عناء المجيء رغم مرضه. لقد شاهدته منذ فترة في التلفاز عندما كانوا يقومون بتكريمه. ومع قلة الوقت فقد جلست أمام شاشة التلفاز واستمعت الى كلمته. لقد كان يقول إن أحداً لم يقم بتكريمه في عهد ما قبل الثورة، رغم ما قدمه من خدمات جليلة.
وعندما شاهدت هذا البرنامج، خطرت في ذهني فكرة، وأحببت أن أقولها له يوماً ما، حيث لم يكن ممكناً من الناحية العملية أن أراه حينذاك وأتحدث معه.
وأما الآن فقد سنحت الفرصة، وها هو معنا هنا في هذه الليلة.
إنني أعتبر نفسي مديناً لهذا الرجل ولكتابه فيما يخص تربية أبنائي. فعندما صدر كتابه الذي يحمل عنوان( حكايات شيقة للأولاد الطيبين) أخذت الكتاب وتصفحته، وربما كان من جزئين أو ثلاثة أجزاء. آنذاك كان أبنائي في سن المراهقة، وكانوا على أبواب البلوغ، وكنا في عصر الطاغوت، وكان كل شيء يسير نحو تضليل عقول الشباب وتكدير نفوسهم. وكنت أبحث عن مادة جذابة وشيقة تُدخل السرور على قلوب الشباب وترشدهم للخير والفضيلة. لقد كان ذلك الكتاب ممتازاً. وكنت حينها أعد قائمة بأسماء الكتب المقترحة لتوزيعها بين الشباب من طلبة الجامعات وتلاميذ المدارس العليا والمتوسطة.
ولكننا كنا نفتقر الى كتب للأطفال الصغار، حتى عثرت على هذا الكتاب. وعندما تصفحته وجدته يفي بالغرض من نواحٍ متعددة. فاشتريته، وكان يتكون حينها من جزئين أو ثلاثة على ما أعتقد، ثم ما لبثت أن اشتريت باقي الأجزاء بعد صدورها ووضعتها بين يدي أبنائي، ولم يقتصر الأمر عند ذاك، بل جاوز عائلتنا الى الأصدقاء والعوائل الأخرى وكل من وجدت لديه أولاد في سن يناسبها هذا الكتاب، وكنت أوصيهم باقتنائه.
والآن فإنني كنت أرغب في التعبير عن امتناني له وعرفاني بجميله. لقد سَدَّ فراغاً هائلاً بهذا الكتاب حينذاك وعلى مدى أجيال ثقافية طويلة. إنه لعمل قيّم. وأسأل الله تعالى أن يتقبل منك هذا العمل الطيب وأن يجازيك عليه خير الجزاء يا سيد مهدي آذر يزدي.
إنّ مثل هذا التقدير الشفهي والتكريم اللفظي لا يفي بحق تلك الانجازات الصادقة والأعمال المخلصة، ولكنّ الله يُجزل أجر المخلصين.
* من كلمة الإمام الخامنئي في جمع من النخب أثناء زيارتهالتفقدية لمحافظة يزد. الزمان: 15/10/1386هـ. ش ـ 25/12/1428هـ.ق ـ 5/1/2008م..