فضائل شهر رجب
جمادي الثاني
نبارك لكم إطلالة شهر رجب الأصب الذي تظافرت الأخبار و الروايات عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم و الأئمة الأطهار بجلالة قدره و عظيم فضله, فهو الشهر الأصب لأنه تصب فيه الرحمة و المغفرة من الله سبحانه وتعالى على العباد. فعن النبي الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم: "يسمى الرجب الأصب لأن الرحمة تُصَبُّ صباً فيه وعن الإمام الكاظم عليه السلام: "رجب شهر عظيم يضاعف الله فيه الحسنات ويمحو فيه السيئات".
عدد الزوار: 240
بسم الله الرحمن الرحيم
المناسبة: إطلالة شهر رجب الأصب
نبارك لكم إطلالة شهر رجب الأصب الذي تظافرت الأخبار والروايات عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم والأئمة الأطهار بجلالة قدره وعظيم فضله، فهو الشهر الأصب لأنه تصب فيه الرحمة والمغفرة من الله سبحانه وتعالى على العباد. فعن النبي الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم: "يسمى الرجب الأصب لأن الرحمة تُصَبُّ صباً فيه" وعن الإمام الكاظم عليه السلام: "رجب شهر عظيم يضاعف الله فيه الحسنات ويمحو فيه السيئات". وهو شهر أمير المؤمنين فقد روى انه عليه السلام كان يصوم رجباً ويقول: "رجب شهري وشعبان شهر رسول الله" وشهر رمضان شهر الله عزّوجلّ".
وفيه تقع مناسبات عظيمة ومنها البعثة النبوية الشريفة لخاتم الأنبياء والمرسلين الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وولادة أمير المؤمنين ومولى المتقين الإمام علي عليه السلام، وولادة الإمامين الهادي والجواد عليهما السلام، وشهادة الإمام الكاظم عليه السلام، وغزوة خيبر التي هزم الله فيها اليهود بالحملة العسكرية التي قادها أمير المؤمنين عليه السلام.
وهو من الأشهر الحُرم التي عظمها الله تعالى. وهو موسم الدعاء فعن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم: "إن الله تعالى نصب في السماء السابعة ملكاً يقال له الداعي، فإذا دخل شهر رجب ينادي ذلك الملك كلّ ليلة منه إلى الصباح: "طوبى للذاكرين، طوبى للطائعين" يقول الله تعالى: "أنا جليس من جالسني ومطيع من أطاعني، وغافر من استغفرني، الشهر شهري، والعبد عبدي، والرحمة رحمتي، فمن دعاني في هذا الشهر أجبته، ومن سألني أعطيته، ومن استهداني هديته، وجعلت هذا الشهر حبلاً بيني وبين عبادي، فمن اعتصم به وصل إليّ".
أوصى سماحة ولي أمر المسلمين الإمام الخامنئي مدّ ظلّه العالي في مستهل شهر رجب الأصب بوصايا قيمة تضمنتها كلمته التوجيهيّة التالية: إنّ شهر رجب قد حلّ، وهو شهر مبارك، ويختلف عن شهر جمادى الثانية، فرجب أفضل من حيث الصلاة والأذكار الخاصة به فإذا كنا نقوم بعمل مستحب فعلينا بمضاعفته الآن، وإن لم نكن نأتي به سابقاً فعلينا الشروع فيه الآن. لقد سبق وأن ذكرت للإخوة.. بأنّكم ما زلتم شباباً وعملكم يحتاج إلى التديّن والإيمان بالله، فعليكم استغلال هذه الطاقة وبناء شخصيتّكم في البعدين المعنوي والمادي.
فمن الجانب المعنويّ عليكم أن تتعبدوا وأن تهتمّوا كثيراً بالأحكام الإسلاميّة، سواء كانت واجبة أو مستحبة. وكذلك البعد المادي يجب أن تبنوا أنفسكم وأن تتعلموا الفنون المختلفة وخاصة تلك المرتبطة بعملكم كاستعمال السلاح. إلا أن الأهم هو الجانب المعنوي، فالبعض يتصور أن عليه الاستمرار على أداء الأعمال التي كان يؤديها سابقاً، إلا أن الصحيح هو أن عليه الاستزادة من تلك الأعمال إن كانت صالحة كالصوم المستحب والصلاة المستحبة ومراقبة النفس في أعمالها وهي من أهم الوظائف. وإن كانت تلك الأعمال غير صالحة فعليكم بذل الجهد من أجل التخلص منها لأن النفس البشرية تسعى نحو الكمال. إن التلوث بأصناف الفساد هو مما يهددكم، والفساد الذي يمكن أن يلوثكم.. ليس فقط الفساد الجنسي بل أيضا السياسي، والفساد المالي، والفساد الأخلاقي، لذا تجب الرقابة الذاتية فابدؤوا بأنفسكم، كما يجب أن تكونوا حساسين تجاه الآخرين ؛ فإذا وجد لديكم شخص منحرف فعليكم بالسعي لإصلاحه وهدايته ولا يجوز أن تكونوا مكتوفي الأيدي.
كتبنا الله وإيّاكم من المتعرّضين لنفحات رجب المستفيدين منها
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين