السعادة في سلامة الدّين
رجب
قال جابر بن عبد الله:"دخلت على أمير المؤمنين (عليه السلام) يوما فقلت له: ما تقول في دار الدنيا؟ قال:"ما نقول في دار أولها غم، وآخرها الموت؟"، قال: فمن أغبط الناس؟ قال:"جسد تحت التراب، أمن من العقاب، ويرجو الثواب".
عدد الزوار: 240السعادة في سلامة الدّين
قال جابر بن عبد الله:"دخلت على أمير المؤمنين (عليه السلام) يوما فقلت له: ما تقول في دار الدنيا؟ قال:"ما نقول في دار أولها غم، وآخرها الموت؟"، قال: فمن أغبط الناس؟ قال:"جسد تحت التراب، أمن من العقاب، ويرجو الثواب".
السعادة كمال منشود بالفطرة من
الإنسان، فهو يسعى دائما نحو الأفضل والأكمل، ويعيش الخوف دائما من أن يكون مغبونا
في عمره أو في ماله.
وتأخذ الدنيا الإنسان إلى درجات الغبن حيث يتصور أن سلامته في تحصيل المال والجاه
وما يناله من هذه الدنيا، وهو لا يدرك أن هذه هي حبائل الشيطان، وانه بذلك يمكن
الشيطان من قيادته، ولا يقاومه أو يمانعه، ولذا ما تؤكد عليه تعاليم الأنبياء
والرسل وأهل البيت (عليهم صلوات الله) أن الغبن يرتفع عندما يكون دين الإنسان
سالما. والدرجة الأولى في ذلك أن يكون صاحب يقين حسن بربه، وقد ورد عن الإمام علي
(عليه السلام) قوله:"المغبون من غبن دينه، والمغبوط من حسن يقينه"؛ والغبطة أن
يتمنى الإنسان مثل ما لدى غيره ولكنه لا يتمنى زواله عن غيره.
والإنسان الذي يكون صادقا مع نفسه ويريد لها السلامة هو الذي يكون محور اهتمامه في
هذه الدنيا أن تسلم هذه النفس في الآخرة من العذاب، ومهما كانت المتاعب والآلام
التي تواجهها النفس في هذه الدنيا عظيمة وكبيرة فإنها ليست شيئا أمام متاعب الآخرة،
ولذا لا بد وأن يكون البحث عن سلامتها الأخروية هو الأساس وطريق ذلك أن تكون طاعة
الله عز وجل شعارا يلتزم به هذا الإنسان، ولذا يشرح الإمام أمير المؤمنين (عليه
السلام) الفوز بأن تكون كل ساعات عمر هذا الإنسان قد صرفت في طاعة الله يقول:"إن
المغبون من غبن عمره، وإن المغبوط من أنفذ عمره في طاعة ربه"، أي لم يترك ساعة من
عمره تضيع في غير طاعة الله، لأن مثل هذه الساعة تشكل خسارة، حيث تذهب دون نتيجة.
إن الخطوات التي يسير بها الإنسان في
سبيل الفوز بالآخرة تتمثل أولا بأن تشكل النفس محور اهتمامه، فهو يبحث لها عن
السعادة، وباجتماع هذا الخوف على النفس مع اليقين بما عند الله يكون النظر دوما إلى
أن فوزها بنيل الآخرة، فينعكس ذلك سلوكا في حياته الدنيا وهو الطاعة المستمرة لله
عز وجل وهو عبارة عن سلامة دين هذا الإنسان من آفات المعاصي.
إن الذي تكون الآخرة محور اهتمامه لن يغبط الناس على نيل شيء من هذه الدنيا، وإنما
سوف يكون النموذج الذي يتمناه ويسعى إليه هو ذلك الإنسان الذي سعى في هذه الدنيا
للآخرة، فعاش في سلامة من دينه وحاله في ملحودة قبره انه يعيش الأمان من العقاب
وينتظر القيامة حيث يناله العطاء الإلهي.
ختاما نبارك لصاحب العصر والزمان (عجل الله فرجه الشريف) ولولي أمر المسلمين
الإمام الخامنئي (دام ظله) وللمجاهدين جميعا ذكرى الولادة المباركة لمولى الموحدين
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام).
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين
2017-04-17