يتم التحميل...

لياقات المناسبات

آداب إسلامية

التعزية هي تفعله من العزاء أي الصبر، يقال:عزيته أي صبرته والمراد بها طلب التسلي عن المصائب والتصبر عن الحزن والانكسار بإسناد الأمر إلى الله ونسبته إلى عدله وحكمته وذكر ما وعد الله على الصبر مع الدعاء للميت والمصاب لتسليته عن المصيبة وهي مستحبة إجماعا ولا كراهة فيها بعد الدفن عندنا.

عدد الزوار: 90

التعزية
التعزية هي تفعله من العزاء أي الصبر، يقال: عزيته أي صبرته والمراد بها طلب التسلي عن المصائب والتصبر عن الحزن والانكسار بإسناد الأمر إلى الله ونسبته إلى عدله وحكمته وذكر ما وعد الله على الصبر مع الدعاء للميت والمصاب لتسليته عن المصيبة وهي مستحبة إجماعا ولا كراهة فيها بعد الدفن عندنا1.

بل إنها تكون بعد الدفن فعن الإمام الصادق عليه السلام: "التعزية الواجبة بعد الدفن"2.

والتعزية هي نوع من التضامن الاجتماعي بين المؤمنين وهي من الواجبات الاجتماعية لدى أغلب المجتمعات البشرية، أما في الإسلام فلها أسلوب خاص أراده الله تعالى وعلمنا إياه الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، فما هو فضل التعزية وكيف نعزي الاخرين؟

فضل التعزية
ورد عن رسول الله الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "من عزى مصابا كان له مثل أجره من غير أن ينتقص من أجر المصاب شيئاً"3.

وفي رواية أخرى عن الإمام الصادق عليه السلام، عن ابائه عليهم السلام قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من عزى حزينا كسي في الموقف حلة يحبر بها"4.

وكلنا يعلم ما في الصبر على المصيبة من أجر كبير وعظيم عند الله عز وجل فبمجرد ذهاب الإنسان المؤمن لتعزية بفقيد، فإن أجر الصبر على المصيبة الذي كتب لصاحب العزاء فإنه يكتب للمعزي أيضاً من دون أينقص من أجر صاحب المصيبة.

كيف نعزي؟
هناك طرق كثيرة يمكن للإنسان أن يعزي بها لكننا بما أننا أتباع الشريعة، فإننا سننظر كيف كان الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، وأهل البيت عليه السلام يعزون، لنستن بسنتهم، ونكون لهم من المتبعين.

ففي الرواية أنه لما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أحدق به أصحابه فبكوا حوله، واجتمعوا، فدخل رجل أشهب اللحية، جسيم صبيح، فتخطى رقابهم فبكى، ثم التفت إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: "إن في الله عزاء من كل مصيبة، وعوضاً من كل فائت، وخلفا من كل هالك، فإلى الله فأنيبوا، وإليه فارغبوا، ونظره إليكم في البلاء فانظروا، فإن المصاب من لم يؤجر".

فقال بعضهم لبعض: تعرفون الرجل؟ فقال علي عليه السلام: نعم، هذا أخو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الخضر عليه السلام5.

وقد عزى الإمام الصادق عليه السلام قوماً فقال لهم: "جبر الله وهنكم، وأحسن عزاكم، ورحم متوفاكم"6.

الإمام الرضا عليه السلام في تعزيته للحسن بن سهل : "التهنئة باجل الثواب أولى من التعزية على عاجل المصيبة"7.

وفي الرواية أنه كتب الإمام الجواد عليه السلام إلى رجل: ذكرت مصيبتك بعلي ابنك وذكرت انه كان أحب ولدك إليك وكذلك الله عز وجل إنما يأخذ من الوالد وغيره أزكى ما عند أهله ليعظم به أجر المصاب بالمصيبة فأعظم الله أجرك وأحسن عزاك وربط على قلبك إنه قدير وعجل الله عليك بالخلف وأرجو أن يكون الله قد فعل إن شاء الله تعالى8.

وفي رواية أخرى: عزى الإمام الصادق عليه السلام رجلاً بابن له فقال عليه السلام: الله خير لابنك منك وثواب الله خير لك من ابنك، فلما بلغه جزعه بعد عاد إليه فقال عليه السلام: له قد مات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فما لك به أسوة فقال: إنه كان مرهقا فقال عليه السلام: "إن أمامه ثلاث خصال: شهادة أن لا إله إلا الله، ورحمة الله، وشفاعة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فلن تفوته واحدة منهن إن شاء الله"9.

تهنئة الحاج والمعتمر
من المناسبات التي يتحقق من خلالها التواصل بين أفراد المجتمع الإسلامي الواحد، تهنئة العائدين من الحج والعمرة، ولهذا العمل فضل كبير عند الله وأثر كبير على النفوس، وقد ورد في الحديث عن الإمام الصادق عليه السلام قال: كان علي بن الحسين عليه السلام يقول: "يا معشر، من لم يحج، استبشروا بالحاج وصافحوهم وعظموهم، فإن ذلك يجب عليكم تشاركوهم في الأجر"10.

وفي رواية أخرى عنه عليه السلام: "من عانق حاجا بغباره كان كأنما استلم الحجر الأسود"11.

كما أنه يستحب المبادرة لتهنئة الحجاج العائدين في وقت قريب من عودتهم لأن الحاج يعود من مكة والمدينة مطهرا من الذنوب وصفحته بيضا كما ولدته أمه، وقد ورد في الرواية كان علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام يقول: "بادروا بالسلام على الحاج والمعتمر ومصافحتهم من قبل أن تخالطهم الذنوب"12.

وجرت العادة أن يهنأ الحاج بعبارات تليق مع هذه المناسبة من قبل حجا مبروراً وسعياً مشكوراً إلا أنه ورد في الروايات الشريفة بعض من الأقوال التي أوصى بها أهل البيت عليه السلام ومنها ما ورد عن الإمام الصادق عليه السلام في حديث الأربعمائة ... وإذا هنأتموه فقولوا له: "قبل الله نسكك، ورحم سعيك، وأخلف عليك نفقتك، ولا جعله آخر عهده ببيته الحرام"13.

وفي رواية أخرى أنه لقي "مسلم" مولى الإمام الصادق عليه السلام صدقة الأحدب وقد قدم من مكة فقال له مسلم: الحمد لله الذي يسر سبيلك، وهدى دليلك، وأقدمك بحال عافية، وقد قضى الحج وأعان على السعة، فقبل الله منك، وأخلف عليك نفقتك، وجعلها حجة مبرورة، ولذنوبك طهورا، فبلغ ذلك أبا عبد الله عليه السلام فقال له: كيف قلت لصدقة؟ فأعاد عليه؟ فقال عليه السلام: من علمك هذا؟ فقال: جعلت فداك، مولاي أبو الحسن عليه السلام ، فقال له: نعم ما تعلمت إذا لقيت أخا من إخوانك فقل له هكذا، فإن الهدى بنا هدى، وإذا لقيت هؤلاء فقل لهم ما يقولون14.

وفي رواية أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول للقادم من مكة: "قبل الله منك وأخلف عليك نفقتك، وغفر ذنبك"15.

*اللياقات الإجتماعية، إعداد ونشر جمعية المعارف الإسلامية الثقافية، ط1، آب 2005م، ص55-63.


1- مكارم الأخلاق، الشيخ الطبرسي، ص‏145.
2- الكافي، الشيخ الكليني، ج‏3، ص‏203.
3- الكافي، الشيخ الكليني، ج‏3، ص‏204.
4- الكافي، الشيخ الكليني، ج‏3، ص‏205.
5- الكافي، الشيخ الكليني، ج‏3، ص‏205.
6- ميزان الحكمة، محمدي الريشهري، ج‏3، ص‏1972.
7- ميزان الحكمة، محمدي الريشهري، ج‏3، ص‏1972.
8- ميزان الحكمة، محمدي الريشهري، ج‏3، ص‏1972.
9- الكافي، الشيخ الكليني، ج‏3، ص‏205.
10- الكافي، الشيخ الكليني، ج‏3، ص‏204.
11- وسائل الشيعة (ال البيت) الحر العاملي، ج‏11، ص‏445.
12- وسائل الشيعة (ال البيت) الحر العاملي، ج‏11، ص‏446.
13- وسائل الشيعة (ال البيت) الحر العاملي، ج‏11، ص‏445.
14- وسائل الشيعة (ال البيت) الحر العاملي، ج‏11، ص‏447.
15- وسائل الشيعة (ال البيت) الحر العاملي، ج‏11، ص‏447.
2009-10-23