صدق الحديث وترك اللغو والهذر
آداب إسلامية
إن الكذب من أخطر الآفات التي ابتليت بها المجتمعات البشرية، وهو من أكثر الأمراض شيوعاً بسبب سهولته، فيكفي فيه تحريك اللسان بغير الحق والاعتماد على المخيلة! ويصبح عادة مترسخة في الإنسان بعد فترة يصعب عليه التخلص منها!
عدد الزوار: 697إن الكذب من أخطر الآفات التي ابتليت بها المجتمعات البشرية، وهو من أكثر الأمراض شيوعاً بسبب سهولته، فيكفي فيه تحريك اللسان بغير الحق والاعتماد على المخيلة! ويصبح عادة مترسخة في الإنسان بعد فترة يصعب عليه التخلص منها!
ومن هنا فقد أكد الإسلام على حرمته وضرورة اجتنابه حتى جعل نقيضه وهو الصدق علامة من علامات المؤمن.
فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لا تنظروا إلى كثرة صلاتهم وصومهم وكثرة الحج والمعروف وطنطنتهم بالليل، ولكن انظروا إلى صدق الحديث وأداء الأمانة"[1].
فأول شيء عليك أن تفعله في الحديث هو السيطرة على هذا اللسان الصغير ومنعه من الاسترسال وارتكاب الكذب!
ترك اللغو
واللغو هو ترك الحديث عن الأمور النافعة في إطار الدين والدنيا، والانشغال فيما لا يفيد وتضييع الجهد بما لا ينتج، والمؤمن بعيد عن العبث واللهو، منصرف إلى الأمور الجادة والنافعة، فهو يبتغي دائماً من كلامه أهدافاً ومنافعاً تجعله أكثر أتّزاناً وتقرباً إلى اللّه عزَّ وجلّ.
يقول تعالى في وصفه للمؤمنين: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ﴾[2].
وأفضل الحديث ما يذكّر باللَّه والآخرة، ويدعو إلى المكارم.
فعن الإمام علي عليه السلام: "كل قول ليس لله فيه ذكر فلغو"[3].
ترك الهذر والثرثرة:
وذلك بسبب ما فيها من غرور مما يكشف عن شخصية غير متزنة، لأن الذي يمسك الحديث ويستأثر به دون غيره يبدو وكأنه مغرور يعرض نفسه ومعلوماته على الآخرين، مضافاً إلى أنه ينافي احترام الآخرين وفسح المجال أمامهم ليشاركوا ويمارسوا حقهم بالكلام، كذلك فإن الثرثرة قد تؤدي إلى الحرام من حيث لا يلتفت المتحدث، وأن حرص الإنسان على أن يصغي أكثر من أن يتحدث يجعله أكثر وقاراً وتواضعاً، وأقل أخطاء وأكثر استفادة.
روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "من وصايا الخضر لموسى عليه السلام: لا تكونن مكثاراً بالنطق مهذاراً، فإن كثرة النطق تشين العلماء وتبدى مساوئ السخفاء"[4].
* آداب المجلس والحديث، جمعية المعارف الإسلامية الثقافية
[1] ميزان الحكمة، ح 10195.
[2] سورة المؤمنون، الآية/3.
[3] ميزان الحكمة، ح 18247.
[4] ميزان الحكمة، ج8، ص439.