سيسأل أصحاب " المسؤولية " يوم القيامة عن أماناتهم
تربية دينية (مواعظ)
سيسأل أصحاب " المسؤولية " يوم القيامة عن أماناتهم
عدد الزوار: 91
من كلمة
الإمام الخامنئي في مسؤولي الدولة05-04-2010
سيسأل أصحاب " المسؤولية " يوم القيامة عن أماناتهم
سوف نُسأل أنا وأنتم عن كل لحظة من لحظات أيام مسؤوليتنا. سوف يُسأل
الجميع. غاية الأمر أن من لا يحمل على عاتقه عبئاً ثقيلاً ـ كالذي ليس لديه مالٌ
كثير ـ فإنه إذا سُئل وحوسب سوف يشير إلى بعض الأشياء وينتهي حسابه. أما الذي يمتلك
المال الكثير والمدّخرات والمداخيل المتعدّدة، فبالطبع لو حوسب فإنه لن ينهي ذلك
الحساب بكلمة أو كلمتين. فلو كان المحاسب دقيقاً وأراد أن يسأله عن كل شيء ويتشدد
ويعامله بعدلٍ، فبالتأكيد سوف يصعب الأمر كثير, إذ عليه أن يجيب على هذه الأمور
واحدة واحدة: فمن هنا حصلتُ على هذا المال، وفي هذا صرفته، وبهذه الوسيلة اكتسبته،
ولهذا السبب أنفقته. والمسؤولية هي على هذه الشاكلة أيضاً. وأنتم بحمد الله على
الظاهر لستم أصحاب مالٍ وثروة ـ إن شاء الله لا تكونون كذلك ـ لكن ثقل مسؤوليتكم
أكبر من ثقل ذلك المال. سوف نُسأل: ماذا كانت مسؤوليتكم في القضية الفلا نية؟
وعليكم أن تعلموا تفاصيل المسؤولية. وإذا لم تعلم، سوف تُسأل لماذا لم تعرف أن
مسؤوليتك هي هذه؟ ولماذا غفلت عن الأمر؟ وإذا كنت تعلم سيُقال لك كيف أدّيت هذه
المسؤولية؟ وسيطول الأمر حتى تشرح وتبيّن وتقدّم العذر.
الجميع مرتهنون، كل البشر ومخلوقات هذا العالم هم رهائن الحساب الإلهي. فلا يوجد أي
إنسان يمكن أن يقول إن ميزان أعمالي قد امتلأ بالقدر المطلوب. حتى الأنبياء لا
يمكنهم أن يقولوا ذلك، ولهذا يستغفرون. فالأنبياء والأولياء وإلى آخر لحظة يستغفرون
ويطلبون المغفرة. والإمام السجاد يقول في الدعاء: (وعدلك مهلكي). لذلك نقول (عاملنا
بفضلك). فلو وُضع ميزان العدالة وأريدَ فصل الشعر من العجين والتدقيق في أعمالنا
فواويلاه. ينبغي أن نطلب من الله التفضّل والإغماض والتجاوز.
ولا شك أن هناك كلمة يمكن أن ننطق بها في محضر الله تعالى, وهي: أنني قد سعيت بقدر
طاقتي. فإذا أردنا أن نقول هذا فحسناً. بقدر ما فهمت وبمقدار ما استطعت وعلمت سعيت.
فاعفُ عما فرط منا وما نقُص, هذا ممكن. فعلينا أن نشحذ هممنا حتى نستفيد من كل
طاقتنا واستعداداتنا وإمكاناتنا. ولا شك أن لكل إنسانه ضعفه ومشاكله ونقصه, وعلينا
أن نكل هذه الأمور إلى الله، لكن أن نسعى سعينا ولا نقصّر.
خدمة الناس وتطوير المجتمع عبادة كما الصلاة
ولنعلم أن الله تعالى سيعيننا أيضاً. فإن كل من سعى نحو هدفٍ وأعمل
قدراته يعينه الله. حتى في الأعمال الدنيوية فإن الله يعين
(كُلاًّ نُّمِدُّ هَؤُلاء وَهَؤُلاء)1 فالذين يسعون نحو
الدنيا فإن الله تعالى يقول إنه سيمدهم. وإن كانوا إذا خرجوا من الدنيا فلا نصيب
لهم من الآخرة.. وأولئك الذين يطلبون الآخرة يمدّهم الله مثلما يمدّ طلّاب الدني,
والآخرة ليست مجرّد صلاة ليل ودعاء وذكر وتوسّل وأمثالها. نعم، لا شك بأن هذه
وسائل، لكن خدمة الناس والحضور حيث ينبغي هما أيضاً عملان إلهيان.
رأيتم في صدر الإسلام أن أولئك الذين مُدحوا ـ بحسب ثقافتنا وطبق عقيدتنا ـ إنما
كان ذلك بسبب مواقفهم السياسية والاجتماعية وجهادهم أكثر مما كان من صلاتهم
وعباداتهم. فنحن قليلاً ما نمدح أبا ذر أو عمّاراً أو المقداد أو ميثم التمّار أو
مالك الأشتر بسبب عباداتهم. فالتاريخ عرف هؤلاء بمواقفهم التي كانت مواقف مصيرية,
وبالحركة العامّة التي تمكّنت من هداية المجتمع وتشكيله والمساهمة في تطوره. وأولئك
الذين ذُمّوا إنما كان ذلك لهذا السبب أيضاً. فالكثير من الكبار الذين ذُمّوا لم
يكن الأمر بسبب شربهم للخمر أو عدم صلاتهم بل بسبب عدم حضورهم حيث كان ينبغي. هكذا
سجّل التاريخ, وانظروا وسترون. فالعمل الإلهي والمعنوي والتوحيدي لا ينحصر في
الصلاة. وإن كان أمر الصلاة ليس قليلاً. فالصلاة هي الداعم لكل هذه الأمور، تلاوة
القرآن والتدبر في القرآن والتضرّع إلى الله تعالى وقراءة الأدعية المأثورة ـ
الصحيفة السجّادية، دعاء الإمام الحسين عليه السلام ودعاء كميل وبقية الأدعية
الموجودة فهذه كلّها أمور تعين على المقصد, إنها مشغّلة محرك وجود الإنسان. فلو كان
لكم أنسٌ بالله وأصلحتم ما بينكم وبين الله لأمكنكم أن تقوموا بهذه الأعمال بشكل
أسهل ورغبة أكثر وشوق أزيد. لهذا فإن الذي يريد أن يقوم بالأعمال الإلهية فإن الله
يعينه، كالذي يريد أن يقوم بالأعمال الدنيوية. أولئك الذين جعلوا الدنيا أو
مقاماتها أو مالها أو عيشها أو لذّاتها الجنسية وأمثالها هدفاً لأنفسهم ـ حيث نشاهد
اليوم الكثير من أمثال هؤلاء ـ فإنهم عندما يتحرّكون على طريق هذا الهدف فإن الله
يمدّهم. والمدد الإلهي يكون بجعل الوسائل في أيديهم, يعزمون ويتحرّكون على هذا
الطريق وليس هدفهم سوى الهدف المادي لهذا فإنهم يصلون إلى ذلك الهدف. ولا شك بأنهم
لمّا أهملوا هذا الجانب الأساس الذي هو البعد المعنوي والإلهي والأخروي فإنهم هناك
خاسرون, ولكنهم يتقدّمون في الجانب الذي جعلوه هدفاً.
من كلمة الإمام الخامنئي في الطلبة الجامعيين غير
الإيرانيين بقم المناسبة: زيارة الإمام الخامنئي دام ظله لمدينة قم 26-10-2010
لتمتين علاقتكم بالله تعالى: إغتنموا أوقات الصلاة
أيّها الشباب: إنّ أعظم ثروة يمتلكها الشاب القلب الطاهر والنوراني.
أيّها الأعزاء: عليكم أن تستغلّوا هذا القلب النوراني، وتقووا علاقتكم مع الله،
فإذا تمكّن الشاب من معرفة الله تعالى وعرض قلبه عليه من خلال الخشوع والذكر
والتضرّع والتوسل، سيكون مصداقاً لقوله تعالى: (نُّورٌ
عَلَى نُورٍ)2, لأنّ نور الله تعالى سيُقذف في قلبه.
إجتنبوا المعصية واغتنموا أوقات الصلاة
اجتنبوا المعصية، واستأنسوا بالله، واغتنموا أوقات الصلاة، فإنّ ذلك من
أعظم الأمور. إنّ أعظم نعم الله تعالى الصلاة، فهي تعطينا فرصة اللقاء مع الله
والتحدّث إليه عدّة مرات يومياً، نتكلم معه ونستمد العون منه ونعرض حاجاتنا عليه،
ونقوّي علاقتنا بالساحة الربوبية بواسطة هذا التضرّع وهذا التوسل, لذا فإنّ علماءنا
العظام كانوا يعطون أهمية كبيرة للصلاة.
الصلاة تطهر القلوب من أدرانها
والصلاة بيد الجميع، مع أننا غالباً ما نغفل عن أهميتها، فالصلاة ليست
إسقاطاً للتكليف وحسب, كلا، بل هي فرصة عظيمة يجب الاستفادة منها، قال رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم: "أرأيتم لو أنّ نهراً بباب
أحدكم، يغتسل منه كل يوم خمس مرات، هل يبقى من درنه شيء؟ قالوا: لا، قال: فذلك مثل
الصلوات الخمس"3. فإنّ هذا الاغتسال يمكن أن يخلّف في قلوب
الشباب آثاراً خالدة، فمن خلال الطهارة والتقوى يجري الله على ألسنتنا الحكمة
والموعظة المؤثرة.
الإمام الخميني (رض) قدوة السائرين إلى الله
إنّ المعنويات التي كان يمتلكها الإمام قدس سره، وصفاءه الباطني،
وعلاقته بالله، ودموعه التي كان يذرفها منتصف الليل, كانت من جملة أسباب التأثير
المدهش الذي كانت تؤديه كلمة واحدة يلقيها بين الحشود الغفيرة من أبناء الشعب
الإيراني، في الشدّة والمحنّة، بل في جميع الحالات، لقد كان ابن الإمام ـ المرحوم
الحاج السيد أحمد ـ في أيام حياة أبيه يقول: "عندما كان يستيقظ الإمام في منتصف
الليل، كانت لا تكفي المناديل العادية التي يستخدمها في كفّ دموعه، فيضطر لاستعمال
المنشفة من أجل ذلك"، فإنّ هذا الرجل الفولاذي، الذي لا تزعزعه الحوادث والضربات
المتواصلة التي يهتز لها شعب بأكمله، وكان يرى عظمة وهيمنة القوى المستكبرة تافهة
أمامه، هكذا كان يذرف دموعه أمام العظمة الإلهية في أوقات الدعاء والتضرع، هذه فرصة
عظيمة وعليكم استغلالها ومعرفة قيمتها.
من كلمة الإمام الخامنئي في المشاركين في ملتقى
غزة27-02-2010
الله يؤيد المجاهدين بنصره إذا صبروا
كما أن النصرة الإلهية لكم أنتم الذين تجاهدون وتناضلون لا تختصّ
بالآخرة. في هذه الآية التي تليت ـ وكرّرها السيد خالد مشعل ـ تقول الملائكة:
(نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي
الْآخِرَةِ) إذن، ليست المسألة في الآخرة فقط، بل في الدنيا أيضاً تعمل
ملائكة الله وقواه المعنويّة على مدّ يد العون للذين:(
إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا )
ونحن نشاهد عونهم في الدنيا بأعيننا. ملائكة الله أعانونا نحن أيضاً في ثمانية
أعوام من الدفاع المقدّس. وقد شاهدنا هذا العون بأعيننا. قد لا يصدّق ذلك الإنسان
الغارق في المادّيّات، دعه لا يصدّق. نحن شاهدنا هذا العون. واليوم أيضاً تساعدنا
ملائكة الله، ونحن واقفون وصامدون بفضل العون الإلهيّ. قوّتنا العسكرية لا تقبل
المقارنة بأمريكا. وقدراتنا الاقتصادية وإمكاناتنا المالية والإعلامية وامتداد
نشاطنا السياسيّ لا يقبل المقارنة بأمريكا. ومع ذلك فنحن أقوى من أمريكا، مع أنّها
أكثر مالاً وسلاحاً وأقوى إعلاماً وإمكانياتها المالية والسياسية أكثر، لكنها أضعف
ونحن أقوى. والدليل على قوّتنا هو أنّ أمريكا تراجعت خطوة خطوة في كلّ الميادين
التي حصلت فيها مواجهة بيننا وبينها. نحن لا نتراجع بل نتقدّم إلى الأمام. هذا هو
الدليل والمؤشّر، وهو ببركة الإسلام وبفضل العون الإلهيّ ومساعدة ملائكة الله. هذا
ما نعتقد به ونؤمن به وقد شاهدناه ونشاهده بأعيننا. وسوف تعود القدس الشريف يوماً ـ
إن شاء الله وعلى الرغم من هذا الهمّ والقلق الذي أشاروا إليه حول القدسّ وهو قلق
واقعيّ - إلى أيدي المسلمين، وقد يشاهد الكثير منكم ذلك اليوم، وقد نكون نحن أو لا
نكون، على كلّ حال سيشهد شعب فلسطين والشعوب في العالم هذا الأمر يوماً ما.
1- سورة الإسراء, الآية 20.
2- سورة النور، الآية 35.
3- عوالي اللئالي: ج 1، ص 110.