يتم التحميل...

إستثمروا موقع المسؤولية فيما يكسب رضا الله

تربية دينية (مواعظ)

إستثمروا موقع المسؤولية فيما يكسب رضا الله

عدد الزوار: 109

من كلمة الإمام الخامنئي لدي لقائه رئيس وأعضاء مجلس الشوري الإسلامي بمناسبة بدء أعمال الدورة العاشرة لمجلس الشورى الإسلامي05-06-2016
إستثمروا موقع المسؤولية فيما يكسب رضا الله
في دعاء أبي حمزة الثمالي، يخاطب الإمام ربَّه قائلاً: «اَللّهُمَّ ارْحَمْنِي إِذا انْقَطَعَتْ حُجَّتِي، وَكَلَّ عَنْ جَوابِكَ لِسانِي، وَطاشَ عِنْدَ سُؤْالِكَ إِيّايَ لُبِّي»1؛ ارحمني في ذلك الوقت الذي تسألني فيه ولا يوجد لديّ جواب أقدّمه بين يديك. وذلك حين يبدأ حساب الأعمال. أنا العبد لله قد جرّبته بنفسي. هذه تجربتي، وما كنتُ ناوياً من قبل ذكرها. ولكنها الآن خطرت على بالي، وجرت علي لساني، وسأذكرها لكم: عندما تعرّضتُ لتلك الحادثة (محاولة الاغتيال) عام 1360ه.ش (1981م) في مسجد أبي ذر، أصابتني حالة الإغماء. خلال الفترة التي حملوني فيها من داخل المسجد إلي السيارة، استفقتُ مرتين أو ثلاثاً، ورجعت إلي حالة الإغماء، حتي دخلتُ أخيراً في غيبوبة كاملة. في إحدي تلك الحالات التي استرجعت فيها وعيي، شعرت بأن هذه هي اللحظات الأخيرة. أي إنّني أحسست بالكامل بأنها لحظات الموت. فجأة تجسّدت كل حياتي السابقة أمام عيني، وفكّرت في نفسي: ماذا لدي الآن لأعرضه؟ فكّرت وفكرّت كثيراً. وجدت أن أعمالي كلها بالإمكان أن تتعرض للبحث والنقاش. حسناً، لقد جاهدنا، ودخلنا السجون، وتعرّضنا للتعذيب، وقمنا بالتعليم والتدريس، بذلنا جهوداً. هذه هي الأمور التي تخطر في ذهن الإنسان. ولكنّي رأيتُ في تلك اللحظة أنّ بالإمكان أن يناقشوني في كل واحدة منها، قائلين بأنك في القضية الفلانية من الممكن أن تكون قد خلطت نيّتك بنية غير إلهية، وبهذا يتبدّد العمل. فجأة أحسستُ بأني معلَّقٌ بين السماء والأرض، كالإنسان الذي لا يجد لنفسه أي ملجأ ولا مأوي. فقلت: يا إلهي. إن وضعي هو هذا، وأنت تري حالي. الظاهر أنّي لا أملك شيئاً. وحين أحاسبُ نفسي، أجد أنني صفر اليدين؛ إلا أن ترحمني أنت. هذه الحالة تحدث للإنسان. فلنحاول اغتنام هذه الفرص.

من كلمة الإمام الخامنئي في لقاء أعضاء الاتحادات الطلابية الإسلامية20-04-2016
"الشباب" أفضل مرحلة لتنمية البعد المعنوي
دعوة الشباب لتقوية البعد المعنوي
أطرح أولاً بضع كلمات حول شهر رجب. يوجد لدى كل إنسان بعدٌ معنوي لطيف. حسناً، لدى الإنسان مجموعة أبعاد مختلفة، فلديه الغرائز والميول والحاجات، وهناك بُعد هو البُعد المعنوي الموجود في كل إنسان، وهو بُعدٌ لطيفٌ جداً، وتكون لطافته وشفافيته أكثر صفاءً في عمر الشباب. إن تمكّنا نحن البشر من تقوية هذا البُعد في أنفسنا، فسيكون هو الهادي والموجّه لسائر الأبعاد. ولا يعني هذا أن البُعد المعنوي يقف سدّاً أمام الغرائز والاحتياجات والتعقل والتفكر، فهذه كلها محفوظة في محلها، وإنما يكون في الإنسان هادياً لأبعاده الأخرى؛ هذا فيما لو بقي وتعزّز فينا. أولئك الأشرار الخبثاء الذين تشاهدونهم في العالم اليوم، من الظالمين أو المجرمين القتلة أو من عبّاد المال أو الشهوة أو البطن، وقد تغلّبت عليهم الأبعاد المادية، لم يُنمّوا البُعد المعنوي في نفوسهم، حتى أخذ بالضعف شيئاً فشيئاً وبشكل تدريجي حتى زال وانتهى. ما أريد قوله لكم أيها الشباب أن تغتنموا شهر رجب وتستفيدوا منه لتقوية هذا البعد المعنوي.

مرحلة الشباب أفضل فرصة لتنمية البعد المعنوي
بعد شهر رجب يطل شهر شعبان، ومن ثم شهر رمضان؛ أشهرٌ هي ربيع المعنوية. وكذلك أنتم - على حدّ تعبير الشيخ الحاج علي أكبري2- أنتم مظهر ربيع الإنسانية، لأنكم في ربيع العمر. فاغتنموا ربيع المعنوية هذا ما استطعتم، بذكر الله، وقراءة الأدعية الواردة، والتدبر في مضامينها، وتلاوة القرآن، والصلاة في أول وقتها، وترك الذنوب، والتخلّق بالأخلاق الحسنة. إن لنا جميعاً في هذا الشهر فرصاً كبرى، لكن بمقدوركم أنتم الشباب اغتنام هذه الفرص بشكل أمثل، حالُها حال الفرص المادية بالضبط. فلنفترض ساحة سباق، قد وضعوا في آخرها مَعلماً عليه شيء، وطلبوا مني أنا العبد الحقير ومنكم أن نتسابق إليه، وأن يربح ذلك الشيء من يسبق بالوصول إليه منا، فيا تُرى من سيصل أسرع؟ واضحٌ بأنكم أنتم الشباب؛ عندكم طاقة ونشاط وحيوية، بمجرّد أن أتحرك أراكم قد سبقتموني إليه وربحتم. الأمر نفسه في المسائل المعنوية أيضاً. فإن باستطاعتكم الوصول إلى الهدف المنشود بشكل أسرع وأسهل وأجمل وأحلى في القضايا المعنوية. وتلك الشخصيات النورانية التي شاهدتموها في زماننا، كأمثال المرحوم آية الله الشيخ بهجت - على سبيل المثال - حيث كان إنساناً نورانياً، وشيخاً كبيراً مفعماً بالنورانية، كانوا أشخاصاً يربّون أنفسهم وينتبهون لها منذ عهد الشباب؛ أي منذ أن كانوا في أعماركم. من يتأخر في التفكير بهذه الأمور، تقلّ توفيقاته، ومن لا يفكّر بهذه المسائل أبداً، يُحرم من النورانية والصفاء والنقاء، ويكون حالُه كحال الكثير من أبناء الدنيا.


1- مصباح المتهجّد.
2- في بداية اللقاء تحدث الشيخ على اكبري ممثل الولي الفقيه في الاتحادات الطلابية الاسلامية لطلاب المدارس والثانويات. وكذلك تحدث اثنان من الطلاب وقدموا اقتراحات وافكار في محضر سماحة الإمام القائد


 

2017-03-03