تلاوة الآيات مصدر لنزول الرحمة الإلهية
تربية دينية (مواعظ)
تلاوة الآيات مصدر لنزول الرحمة الإلهية
عدد الزوار: 166
من كلمة
الإمام الخامنئي(حفظه الله) في لقائه وفوداً شعبية من مختلف المناطق01/08/2016
تلاوة الآيات مصدر لنزول الرحمة الإلهية
أشكر هؤلاء الإخوة الأعزاء الذين أنشدوا نشيداً وقرأوا القرآن بصورة
جماعية. علماً بأن الجلسة كان فيها همهمات، ولم تصل تلاوة هؤلاء الإخوة الأحباء
الجميلة جداً إلى مسامع البعض، وحُرمتم من التمتع بها، ولكنني استمعتُ إليها بدقة
واستفدتُ منها. إن آيات القرآن الكريمة وكلمات القرآن، إذا ما تُليت وقُرئت في أي
مكان وفي أي زمان، فهي مصدر لنزول الروحانية والمعنوية والبركة، ولا سيما هذه
الآيات التي اختارها هؤلاء الأعزة، وهي آيات من سورة الأحزاب، التي تدلّ على نهج
الأمة الإسلامية البيّن وصراطها المستقيم أثناء الأزمات العاصفة والتحديات الراهنة،
وتنير دربها، وتبيّن لها سبيلها إذا ما ابتليت بالشدائد والصعاب في أي فترة وزمان -
كالصعاب التي أشير إليها في هذه الآيات -. (مِنَ
الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ).
حينما يكون العهد والميثاق الذي قطعته القلوب المؤمنة مع الله صادقاً، فالأمور
كلّها ستسير جيداً وتتقدم، والمشاكل كلها ستعالج وتحل. بالتأكيد يوجد في الحياة
عقبات ومشاكل، ولا يوجد أيّ طريق معبَّد أمام أي شعب من الشعوب، بل إنّ عليهم
بهممهم وجهودهم أن يشقّوا الطريق ويعبّدوه ويسيروا باتجاه أهدافهم المنشودة. هكذا
تحركت الشعوب التي بلغت ذروة المعنوية والمدنية والرفاهية والسعادة. هذه هي الأمور
التي تعلمنا إيّاها هذه الآيات.
الأشهر الحرم مناسبة لمزيد من التعبد
حسناً، نحن على أعتاب شهر ذي القعدة، وهو أوّل الأشهر الـحُرُم. والحرام
بمعنى الاحترام؛ أي الأشهر التي لها حرمتها عند ربّ الأرباب؛
(مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ)، فقد جعل الله تعالى
لهذه الأشهر الأربعة احتراماً وحرمة تفوق حرمة سائر الشهور، بحدود معينة من الأحكام
التي تبيّن لنا في أيّ شيء وأمرٍ يتحقق هذا الاحترام. وعلى المسلمين أن يأخذوا
الدورس من هذا التعليم الإلهي. فإن الشهر الحرام الذي هو الشهر الإلهي المحترم ــ
على حدّ تعبير العارف الكبير المرحوم الحاج ميرزا علي القاضي (رضوان الله تعالى
عليه) ــ من الأشهر الحرم الذي يجب على المسلمين أن يعدّوا أنفسهم فيها، من خلال
زيادة التوجه إلى الله سبحانه وتعالى ومزيد من التعبّد للنزول إلى ساحات الحياة
الحسّاسة والهامة. إنّ الواجب الملقى على عاتق الشعب الإيراني في الوقت الراهن -
هذا الشعب العظيم والمرفوع الرأس - هو أن يحثّ الخطى للأمام ويمضي قُدماً في هذا
الطريق المفعم بالفخر الذي اختاره، ويتحرك بكل قوة وسرعة وعزة وعنفوان.