الذكر والتقوى أوجب من تحصيل العلم
تربية دينية (مواعظ)
الذكر والتقوى أوجب من تحصيل العلم
عدد الزوار: 172
من كلمة
الإمام الخامنئي في تجمّع علماء الشيعة والسنّة في كرمانشاه13-10-2011 م
الذكر والتقوى أوجب من تحصيل العلم
أعزّائي، إخواني، أبنائي؛ يا شباب الطلّاب الفتية والفتيات: إذا أردتم
أن تُعطّروا الأجواء كباقة من الورود، إذا أردتم أن تفيض المعنويات منكم كالنبع
وبسلاسة ومن دون إكراه يرتوي منها الآخرون ويسارعون إليها فإنّ طريق ذلك هو"فليبدأ
بتعليم نفسه".
"إِنَّما يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماء" .هذه الآية الشريفة التي تُليت،
(إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء)1
، قد جعلت الخشية من خصائص العلماء. حسناً، للعلماء خصائص عديدة لكن الاختيار وقع
على الخشية. فبعد ذكر الآيات الإلهية في الجبل والوادي والصحراء والبستان والهضاب
الموجودة في الآيات يقول: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ
عِبَادِهِ الْعُلَمَاء). إنّ من خاصّية العلم أنّه يشمل الإنسان بهذه
النعمة الكبرى، فإنّ الخشية الإلهية تظلّل قلب الإنسان ويجب علينا أن نحصل عليها.
أنتم الشباب يمكنكم أن تقوموا بهذا العمل أسهل منّي. فإذا وصلتم إلى سنّي، فإنّ
الذي يكون قد قام بهذا العمل في أيّام شبابه سينفعه ذلك، وإلا سيكون عمله صعباً.
فجِدُوا الخشية اليوم في أنفسكم وحصّلوا الخشوع لله في هذه المرحلة وافتحوا باب
التضرّع إلى الله في أيّامكم هذه، وأشرعوا النوافذ التي تقرّبكم إلى الله اليوم،
فكلّ ذلك سينفعكم. إنّ هذا العمر سينقضي, بعضٌ يصلون إلى الشيخوخة وبعضٌ لن يصلوا.
فاعلموا ذلك، إنّ المسافة بين العشرين سنة أو الثلاثين سنة إلى سبعين سنة وما بعدها
حيث نحن الآن هي مسافة قصيرة تمرّ كالبرق. الإنسان عندما يكون في العشرينات يتصوّر
أنّه ما زال هناك وقتٌ طويل إلى السبعينات. كلا، إنّ العمر يمرّ كالبرق. وبعدها
يكون الرحيل. لو كان القرار بأن نقوم بعملٍ ما ونؤمّن زاداً ما ، في هذه المدّة
القصيرة والفرصة القليلة، فإنّ فرصتها الأساس في مرحلة الشباب. إنّني أرى الوصية
بالخشوع والذكر والتقوى والسعي للتقرّب إلى الله أوجب للطلّاب من الوصية بالعلم
الذي يُعدّ أساس عملهم. فلو وُجد العلم ولم يكن هناك من تقوى فإنّ هذا العلم يكون
بلا فائدة، بل يكون مضراً أحياناً. كان لدينا علماء سواء في العلوم الدينية أو في
غيرها لم يستفيدوا من هذا العلم أو يفيدوا فحسب، بل أصبحوا وبالاً ووزراً. فإنّ روح
المعنويات أمرٌ ضروريٌّ في قالب العلم والعالِم.