من كلمة
الإمام الخامنئي عند لقاء أفراد التعبئة في محافظة كرمانشاه14-10-2011 م
حتمية انتصار جبهة الحقّ
اليوم هناك أمة ظهرت وسط مجموعة هذه التيارات في أنحاء العالم, وهذا
الامتزاج بين الحق والباطل، وهذا التسلّط والهيمنة الظالمة والشيطانية لشياطين
الإنس على حياة الآخرين . في مثل هذه الأجواء، التي هي أجواء استكبارية ؛ أجواء
نظام السلطة التي طالما ذكرناها، حدث أن ظهر شعب يقول الحقّ ويسعى للحقّ . ينشد
حقوق الناس، يهدف إلى إقامة العدالة. هذا الشعب هو الشعب الإيراني العزيز، الذي
استطاع أن يَثبُت ويستقيم على مواقفه ببركة الإسلام. وبسبب ثبات الشعب الإيراني،
فقد انتشر هذا الفكر بالتدريج في هذه المنطقة، بل وفي كل العالم. ونحن الآن نرى ما
يحدث في هذه المنطقة. هذه حقيقة. من البديهي أنّ شياطين العالم لا يملّون ولا
يكفّون شرورهم. طالما هم موجودون فهم يتابعون دون يأس. فقد كان الاتحاد السوفياتي
المنحرف والخاطىء ــ وإلى ما قبل سقوطه ــ تماماً مثل هذا النظام الليبرالي
الرأسمالي ــ وكما يقولون: الليبرالي الديمقراطي ــ مخالفاً للإسلام وللجمهورية
الإسلامية.
حسناً، لقد زال نظام الاتحاد السوفياتي المنحرف الشيطاني، وكذلك فإنّ النظام الآخر
(الرأسمالي) سيزول أيضاً. ولكن إلى أن يزول هذا النظام فإنّ أصحابه يجمعون كل همّهم
وقواهم وينزلون إلى الميدان لمواجهة النظام الإسلامي. ولا شكّ أنّ كل سعيهم سيكون
بلا فائدة. إذا كان هناك ثبات في هذه الجهة، إذا تحلّت بالصبر ولم تفقد الأمل في
القلوب وتابعت وثابرت، فلا شكّ بأنّ النصر حليفها, هذه من السنن الإلهية، إن الله
تعالى صادق وهو أصدق القائلين: (وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ
مَن يَنصُرُهُ)1،(إِن تَنصُرُوا
اللَّهَ يَنصُرْكُمْ)2.
هناك جبهة تسعى نحو الحق وتطلبه, الجبهة المقابلة لها تجري وراء الباطل. إذا خاف
أهل جبهة الحق ، فمن الواضح أنّهم سيُهزمون ؛ هم على حق لكنهم حينئذ يُمنون بالفشل.
عندما يُظهرون عدم الصبر ويملّون بسرعة، لا شكّ في هزيمتهم. أحياناً ينطقون بكلام
الحق ولكن لا يعملون بمقتضياته. يجرون وراء الدنيا والماديات وطيب العيش ؛ بالطبع
سيُهزمون. لم يعطِ الله لأحد إمضاءً على بياض : لأنّكم على حق فأنتم حتماً منتصرون
. كلا، أنتم ستنتصرون، لأنّكم على الحقّ ولأنكم ثابتون مستقيمون على الحقّ. إذا
صمدتم ستنتصرون. ولكن إلى أن يحصل النصر النهائي فهناك صراع وكفاح وتحدٍّ مستمرّ.