يتم التحميل...

الثورة الإسلامية تقاوم وتنتصر في تصديها لجبهة قوى الإستكبار العالمية

الثورة الإسلامية

الثورة الإسلامية تقاوم وتنتصر في تصديها لجبهة قوى الإستكبار العالمية

عدد الزوار: 91

من كلمة الإمام الخامنئي في مجاهدي تعبئة البناء بمناسبة أسبوع الدفاع المقدس 22-09-2010
الثورة الإسلامية تقاوم وتنتصر في تصديها لجبهة قوى الإستكبار العالمية

العناوين الرئيسية
· تعبئة البناء ثمرة طيبة من ثمار شجرة الثورة
· المتخلفون عن ركب الثورة توهموا أنها انتهت
· الثورة حقيقة لا تنتهي
· جبهة الأعداء تستهدف الإٍسلام باستهدافها ثورتنا
· الثورة صمدت ومسيرتها تتقدم


تعبئة البناء ثمرة طيبة من ثمار شجرة الثورة
طيب، لنذكر شيئاً عن هذه الحركة العظيمة لتعبئة البناء، ومخيمات الهجرة التي بدأت رسمياً منذ عشرة أعوام.

طبعاً يجب أن أعترف بأن هذا المشروع انطلق أول مرة من قبل الشباب أنفسهم. الشباب الجامعيون وطلاب المدارس أنفسهم بدأوا هذا التحرك. في سنة 79 وصلتنا تقارير هذا التحرك الجميل العظيم الذي أدى إلى إعلان نداء تعبئة البناء لكل شباب البلاد. أي إن هذا المشروع كان تحركاً جماهيرياً تلقائياً يشبه على وجه التحديد جهاد البناء في بداية الثورة.

جهاد البناء أيضاً كان على هذه الشاكلة حيث بدأه الشباب أنفسهم وساروا نحو القرى والأرياف واشتغلوا في الخدمة في تلك الظروف والأحوال الصعبة المعقدة. ودفع هذا التحرك الإمام الجليل وشجعه على إصدار الأمر بجهاد البناء. أعمال الناس تلهم المدراء والمسؤولين قراراتهم ومبادراتهم.

حسناً، ما هو العامل المُسبِّب هنا؟ إنه الحب، والإيمان، والبصيرة، والهمّة. هذه هي الأعمدة الأصلية. العشق والإيمان. الإنسان الذي لا إيمان له لا يمكنه أن يتصور محوراً لتحركه. الإنسان الذي لا يتحلى بالمشاعر القلبية العاشقة العميقة لن يكون بمستطاعه مواصلة هذه المسيرة. الإنسان المفتقر للهمّة يكتفي بالأعمال الصغيرة والحدود القريبة، ولا يرمق بنظره أعلى القمم. الإنسان الذي لا بصيرة له يسير في الدرب الخطأ، وحتى لو كان فيه عشق وإيمان فسوف ينفقهما في الطريق الخطأ. العشق والإيمان والبصيرة. هذا ما منحته الثورة لشعبنا ومجتمعنا. ومن هنا أضحت الثورة تلك الشجرة الطيبة التي يذكرها القرآن الكريم: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ...)1 الكلمة الطيبة كالشجرة السليمة الطيبة الأصل (أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء)2، إنها شجرة متجذرة ولها جذور عميقة وقوية وأغصان وأوراق كثيفة. (تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا...)3، تؤتي ثماراً بحسب الفصول وحسب احتياجات البشر. هذه هي الكلمة الطيبة. والثورة هي مثل هذه الشجرة. الطريق الثوري الذي فتحه إمامنا الجليل ـ هذا السالك الحقيقي لطريق الطيبين والأولياء والشهداء والمعصومين والصّديقين ـ لنا هو مثل هذه الكلمة الطيبة.

ذات يوم كانت هناك حاجة للعمل والتحرك الدفاعي داخل المجتمع، وذات يوم كانت الحاجة للعمل الدفاعي على حدود البلاد، وفي يوم آخر كانت هناك حاجة للعمل والمعرفة. وفي يوم كانت هناك حاجة للعمل على تكريس العقيدة والإيمان، وفي يوم آخر تظهر الحاجة للخدمة والعمل. في كل هذه الظروف يجني الناس ثماراً تتناسب مع فصولهم وظروفهم. هذه هي حركة الثورة.

المتخلفون عن ركب الثورة أسقطوا حالهم عليها فتوهموا أنها انتهت
توهم بعضهم أن الثورة أصبحت قديمة وبالية. وأعلنوا أن الثورة قد انتهت . كانوا هم الذين انتهوا. هم الذين نفدت ذخائرهم ونفد مخزونهم ولم يستطيعوا مواصلة الطريق. قارَنوا الدنيا والمجتمع والثورة بأنفسهم فأخطأوا. (...نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ...)4 .

حينما تنقطع العلاقة بالله لن يعود بمقدور الإنسان أن يعرف حتى نفسه بصورة صحيحة، فما بالك بمجتمعه أو مبادئهِ ومُثُله. كيف يقطع الإنسان علاقته بالله؟ حينما تتغلب الأهواء والميول المادية ومحورية الذات على نفس الإنسان، فتتحول هذه الجاذبيات إلى خيوط عنكبوت تلتف حول كائن الهمّة والإيمان الضعيف وتصيده وتقضي عليه. كان لدينا أناس من هذا القبيل.

شهدنا أمثال هؤلاء في الماضي وسنشهدهم في المستقبل أيضاً. هؤلاء مصاديق عدم الثبات. الذين يتخلفون عن طريق الثورة ومسيرتها ليسوا بالضرورة أفراداً ناصبوا الثورة العداء منذ البداية. حينما تتغلب الدوافع المادية على الإنسان سوف يتوقف عن مواصلة المسيرة. وعندما تتحول الأهداف الصغيرة التافهة الشخصية كالحصول على المال والثروة والبهارج، والوصول إلى الرئاسة والسلطة إلى هدف رئيس للإنسان فسينسى هدفه الرئيس.

في مسيرة ما حينما نروم الوصول إلى مكانٍ ما أو هدفٍ ما، إذا وجدنا في الطريق حقلاً أخضر، أو ينبوع ماء، أو مقهى جيداً، وتضعضعت خطواتنا وإرادتنا واعتبرنا ذلك الشيء الجميل هدفنا وارتحنا له ورضينا بأن نقضي وقتاً ممتعاً فيه فسوف ننسى هدفنا ولن نواصل الطريق. هذا بلاء حلَّ ببعضهم، لقد قارنوا الآخرين بأنفسهم فقالوا إن الثورة انتهت والإمام انتهى، لكنهم مخطئون.

الثورة حقيقة لا تنتهي
الثورة حقيقة إلهية تعتمد على إيمان الجماهير ومشاعرهم العاشقة وبصائرهم. وهل يمكن أن تنتهي الثورة؟ لذلك قلت مراراً وأقول الآن أيضاً: جيلنا الشاب اليوم وهو جيل الثورة الثالث إن لم يكن إيمانه وحماسه وبصيرته أعظم من الجيل الأول فهو ليس بأقل يقيناً.

في ذلك الحين كان الكثيرون ينـزلون إلى الساحة ولا يستطيعون البقاء فيها. والشاب اليوم بكل هذه الوساوس التي تحيط به وبكل هذه الوسائل الإعلامية المادية والأنانية والشهوانية، حينما يأتي الدور لأداء الواجب نراه يضحّي هكذا وينـزل إلى الساحة هكذا. هذا أمرٌ له قيمة عظيمة جداً.

الثورة تمر في منعطف تاريخي خطير
أعزائي، بلدكم وشعبكم يسير في منعطف تاريخي خطير. منذ ثلاثين عاماً ونحن نسير في هذا المنعطف. واجهتنا محنٌ خطيرة وتجاوزناها لكنها لم تنته. هذا المنعطف التاريخي الحساس لا يختص بتاريخ إيران فقط، بل بتاريخ الأمة الإسلامية كلها. الأمة الإسلامية المصابة بالركود منذ قرون، وتتعرض للإهانة، والمتخلفة عن ركب الحضارة، والمبتلاة ببعض ـ أو كثير ـ من الحكام والساسة الفاسدين المستبدين، حان يومها الآن لتتحرر من كل هذه الأعباء والمشكلات والأدران والمعضلات. لقد قطع شعب إيران الخطوة الأولى الواسعة. العالم عالم التناقضات والصدامات والحروب، عالم الصراع المادي بين القوى التي لا تريد أن ترفع الشعوب المستقلة رؤوسها وتشعر بشخصيتها ووجودها.. هذه القوى سوف لن تقعد ساكتة ساكنة بلا حراك. خصوصاً وأنهم يعلمون أن الأمة الإسلامية تتمتع بموهبة ذاتية تنبع من الأحكام الإسلامية، لذلك يصطفُّون في مواجهتها، ورأيتم كيف اصطفوا.

جبهة الأعداء تستهدف الإٍسلام باستهدافها ثورتنا
منذ بداية الثورة ظهر الاصطفاف بين جبهة المستبدين الدوليين والجشعين العالميين وبين شعب إيران العظيم والشجاع. يُوهِمون الناس بأن الهدف هو إيران، لكن هدفهم الحقيقي هو الإسلام. الهدف هو الأمور المعنوية للأمة الإسلامية. يعلمون أن المحرك الذي يشغِّل هذه المسيرة العظيمة هو الأمور المعنوية والقرآن والإسلام. لذلك يعارضون الإسلام والقرآن. طبعاً الرائد الذي يقف في مقدمة الصف هو الشعب الإيراني وهم يوجهون الضربات لهذا الرائد. بيد أن هذه القوة الريادية الهائلة لم تضعف بعد مضي ثلاثة عقود، ولم تتزلزل أقدامها، ولم تضعف عزيمتها، ولم تتراجع إلى الوراء، وليس هذا وحسب بل زادت من سرعتها وثباتها.

الثورة صمدت ومسيرتها تتقدم
قلت مراراً وهذا القول ليس شعاراً، بل هو حقيقة: همتنا وبصيرتنا وقدراتنا المتنوعة اليوم أكبر بكثير مما كانت عليه قبل ثلاثين سنة. هداية الثورة وروحها واتجاهها حقائق لم تصبح قديمة بالية فينا.. وهو الشيء الذي كانوا يتمنونه. والشاهد على صمود الثورة هم هؤلاء الشباب خير شاهد على ذلك هم أنتم أيها الشباب الأعزة.. هذا الجيل المتوثب الحيوي ذو البصيرة والهمّة والوعي والحاضر في الساحات المختلفة.

إذا كان الكلام عن أعمال تقنية متطورة فقد وقف هؤلاء الشباب وقفتهم، شبابنا هم الذي يديرون الطاقة النووية. وفي مجال الخلايا الجذعية ينشط الشباب أيضاً، وفي تقنيات البيئة، وتقنيات النانو، ومختلف أنواع التقنيات، أينما ذهبنا وجدنا الشباب يعملون، الشباب الذين لم يشهدوا فترة الحرب، ولا التقوا بالإمام الخميني، ولا يحملون خواطر وذكريات عن بداية الثورة.

إذن، المسيرة مسيرة حيوية متوثبة ومتجددة. حينما نأتي إلى ساحة العمل والخدمة والجد نرى هذه الحركة العظيمة، حركة تعبئة البناء. وحين نأتي إلى مضمار السياسة والمشاركة نرى حركة التاسع من دي، وحركة الثاني والعشرين من بهمن، والمشاركة الهائلة في الانتخابات.. ما معنى كل هذا؟ معناه أن شبابنا اليوم ـ وهم الأكثرية الغالبة في شعبنا ـ وعموم جماهيرنا يتقدمون بنفس اتجاه الثورة الإسلامية وبنفس المعنويات وبسرعة أكبر. إذن، لقد تقدمنا إلى الأمام.

والأعداء في الموقف المعاكس تماماً. كانوا يومذاك أقوى وهم اليوم أضعف وكان أملهم حينذاك أكبر ويقولون إننا سنقضي على النظام والثورة في ثلاثة أيام، ثم في أسبوع، ثم في شهرين، واليوم لا يسمع منهم أحد مثل هذا الكلام الهراء، فقد يئسوا وتراجعوا. إذن، هذه الحركة حركة نحو الأمام. إننا نتقدم في هذا المنعطف التاريخي العظيم بحيطة وتدبير ووعي ودقة وطاقة كبيرة.

الشباب الحاضر في مختلف الساحات من عوامل تقدم مسيرت البلد
وهذا بسبب عدة عوامل رئيسة. من هذه العوامل أنتم الشباب. أنتم الذين تتقدمون بالبلاد إلى الأمام. حضور الشباب من المحركات القوية الدافعة إلى الأمام. على الجميع تثمين مشاركة الشباب ومعرفة قدرها، وسوف تتنامى هذه الروح بين شبابنا أكثر فأكثر إن شاء الله، سواء الفتيات منهم أو الفتيان، وسواء في البيئة الجامعية أو بيئة الثانويات، أو البيئات الاجتماعية المختلفة.. وهذا ما سيحصل. الكلام اليائس والناجم عن الكآبة لن يؤدي إلى أية نتائج، وغالباً ما يكون سببه اليأس والكآبة لدى قائله.

الحرب المفروضة : الثورة تصمد وتنتصر في وجه قوى الإستكبار مجتمعة
هذه الأيام ذكرى بدء الحرب المفروضة. ثمانية أعوام تكاتفت جميع القوى العسكرية فيها في العالم ضد إيران. صحيح أن أمريكا والاتحاد السوفيتي السابق لم يبعثا جنودهما عملياً إلى ساحة القتال - إنهم لا يبعثون الجنود، إذ لا حاجة لإرسال الجنود، الشعب العراقي المسكين كان أسيراً في أيديهم - لكنهم بعثوا التجهيزات والمعدات، وخطط الحرب، وصور الأقمار الصناعية عن ساحة الحرب، وزوّدوا بها صداماً، وبعثوا له المال، ووفروا له الاعتبار السياسي.. فعلوا كل ما استطاعوا ضد الثورة، وضد الإمام الخميني، وضد النظام، وكانوا يفتعلون الأكاذيب والإشاعات ويبثونها في الإعلام. فعلوا كل هذا فما كانت النتيجة؟ أين صدام اليوم؟ صدام الذي قدّموه لمجابهة شعب إيران العزيز والثورة الإسلامية والإمام الجليل، ذاق في البداية طعم الذل الشديد ثم مات وفارق الحياة منكوباً خاسئاً. بينما الإمام الخميني حيّ، والثورة حية، وأبناء الإمام أحياء، وشعب الإمام حي. هذه تجربة.

وهذا سيكون مصير كل الذين يتقدمون ويقفون في الخطوط الأمامية لجبهة الاستكبار العالمية لمجابهة إيران الإسلامية. هذه تجربة، وستكون النتائج نفس النتائج في المستقبل أيضاً. سيبقى

الإمام حياً وستبقى الثورة حية وستبقون أنتم أحياء، وسيتقهقر أعداؤكم ويتراجعون. يجب أن تصل هذه المسيرة إلى القمم العليا لأهداف الثورة، وستصل بفضل من الله وبحول الله وقوته.


1- سورة إبراهيم، الآية 24.
2- سورة إبراهيم، الآية 24.
3- سورة إبراهيم، الآية 25.
4- سورة الحشر، الآية 19.


 

2017-02-24