مدينة "قم" السباقة في مواجهة الطاغوت
الثورة الإسلامية
مدينة "قم" السباقة في مواجهة الطاغوت
عدد الزوار: 83
من كلمة
الإمام الخامنئي في المسؤولين التنفيذيين بمحافظة قم المناسبة: الزيارة الخاصة
لمدينة قم 27-10-2010
مدينة "قم" السباقة في مواجهة الطاغوت
كانت قم مبغوضة في عهد حكومة الطاغوت. وقد كانت مبغوضة تحديداً بسبب
خصالها المعنوية والواقعية، بسبب تدين أهلها وارتباطهم برجال الدين، وبسبب الحوزة
العلمية الموجودة في هذه المدينة. انطلق أول نداء لمجابهة ظلم رضا خان من مدينة قم.
من أجل أن يستطيع المرحوم الحاج آقا نور الله الإصفهاني مواجهة استبداد رضا خان في
بداية حكمه جعل من قم مقراً وملاذاً له، فجاء إلى قم، واجتمع علماء المدن المختلفة
في قم، وقد واجهوا طبعاً قمع الحكومة البهلوية العسكرية المستبدة، وجرى سمّ المرحوم
الحاج آقا نور الله فاستشهد. بعد ذلك، رفع عالم دين متّقٍ نداءه في هذا الصحن
الطاهر ضد كشف الحجاب وفرض السفور، ولفت إليه كل الأنظار، فقام رضا خان من طهران
وانهال بالضرب على هذا الرجل العالم التقي الورع المجاهد المعنوي.. لمجابهة الأجهزة
البهلوية سابقتها في قم.
من كلمة الإمام الخامنئي في الطلبة الجامعيين غير
الإيرانيين بقم المناسبة: زيارة الإمام الخامنئي دام ظله لمدينة قم 26-10-2010
إعتصم الشعب الإيراني بالصبر فانتصر وأقام دولة مقتدرة ومتطورة
إنتصار الثورة الإسلامية فتح آفاقا جديدة أمام الأمة
الإسلامية
عندما انتصرت الثورة الإسلامية في إيران شعرت الشعوب الإسلامية في شرق
الأرض وغربها بأنفاس جديدة، وأنّ الأجواء قد تغيّرت، كما أحست بالانفراج والسعة في
عملها ونشاطها، ونتيجة لذلك شعر المسلمون في أفريقيا وأسيا، بل في جميع المناطق
التي يقطنونها أنّ انتصار الثورة الإسلامية، وتأسيس النظام الإسلامي فتح أمامهم
آفاقاً جديدة، وهذا كنّا نتعلمه من إمامنا ومن منهج النظام الإسلامي الواضح، من
البداية وإلى الآن. إنّ بعضاً من هذا العمل العظيم هو ما تقومون بأدائه، فأنتم قد
اجتمعتم هنا بعد أن أقبلتم ممّا يقرب من 100 بلد, من أجل تعلّم المعارف الإسلامية
الأصيلة المنجية، علماً أنّ هدفنا ليس هو القيام بتصدير الثورة إلى هذا البلد أو
ذاك على أساس المفردات المتعارفة في القاموس السياسي, لأنّ الثورة ليست من الأمور
التي يمكن تصديرها بالأساليب السياسية أو تطويرها بالوسائل العسكرية أو الأمنية,
هذا فهم خاطئ لموضوع الثورة, لذا فإننا قد سددنا أبواب هذا الفهم منذ البداية.
قيام الجمهورية الإسلامية وفر للأمة الفرصة لاستعادة
تعاليمها الأسلامية
إنّ هدف الجمهورية الإسلامية هو إعادة توليد معارف الإسلام السامية,
لأنّ تمسّك الشعوب المسلمة بهذه المعارف والتعاليم المنجّية، يمهّد الأرضية لشعور
الأمة الإسلامية بهويتها وكيانها, ويعلّمها المراد من قوله تعالى: ?وَيَضَعُ
عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ?1. ما هي إذاً هذه
الأغلال التي قيّدت الناس في الأجواء المليئة بالشرك، وأراد الإسلام أن يضعها عنهم؟
إنّها الحقائق التي غفلت الأمّة الإسلامية عنها مدّة طويلة من الزمن، فالأمّة يمكن
لها اليوم أن تكون حرّة ومتطورة وعالمة وعزيزة ومقتدرة، ببركة امتلاكها للتعاليم
الإسلامية، مع أنّ الاستكبار والأجهزة الاستعمارية سعت على امتداد قرنين من أجل
إزالة هذه المفاهيم من أذهان المسلمين, ليغفلوا عن هويتهم، وتتاح لهم فرصة التجاوز
على القدرات السياسية والاقتصادية للشعوب المسلمة، والتطاول على ثقافتها الأصيلة،
فقامت الثورة بإيقاظ الِشعوب الإسلامية وتذكيرها بذلك.
إنّكم اليوم تمتلكون هذه الفرصة العظيمة في الجمهورية الإسلامية، حيث تدرسون
المعارف الإسلامية في العاصمة العلمية قم وجامعتها المباركة (جامعة المصطفى صلى
الله عليه وآله وسلم) (لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ
وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ)2،
فأنتم تستطيعون أن تكونوا نوراً يضيء الطريق للآخرين، وهذا ما يحتاج إليه العالم
الإسلامي اليوم. بالتأكيد أنتم تعيشون أيام الغربة، وإن كان البيت بيتكم، لكنّكم
بعيدون عن أهلكم، وأقربائكم، وأسركم، تتحملون الصعاب، وتواجهون المشاكل، أنتم
وزوجاتكم وأبناؤكم تتعرضون إلى بعض المشاكل، لكن عليكم بالثبات.
الصبر مطية أصحاب الرسالات الجسيمة
إنّ الله تعالى بيّن للنبي صلى الله عليه وآله وسلم في بداية البعثة
مجموعة من العقبات التي قد تواجهه في طريقه, ليكتسب من خلال التغلّب عليها القدرة
على حمل الرسالة الثقيلة والمسؤولية الجسيمة، ومن جملة هذه العقبات الصبر
(وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ)3،
(يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنذِرْ * وَرَبَّكَ
فَكَبِّرْ *وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ * وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ *وَلَا تَمْنُن
تَسْتَكْثِرُ *وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ)4، فقد وضع الله تعالى
عقبة الصبر أمام النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولا بد من الصبر, أي عدم الشعور
بالضجر، والتغلّب على المشاكل، فطريقنا مملوء بالمشاكل، وعلينا أن لا نُهزم أمامها.
من صبر الإمام (رض) استمد الشعب الإيراني الصبر وانتصر
وهذا أيضاً من الدروس التي علّمنا إياها لنا الإمام قدس سره عملياً, فقد
كان الإمام قدس سره صابراً. عندما كان صوت الإمام قدس سره يصدح في مدينة قم، لم يكن
يجد له ناصراً سوى الطلاب, لقد كان غريباً، الإمام كان غريباً في وطنه وفي مدينته،
لكنّه كان ثابتاً.
قد تعرّض هذا الرجل العظيم لأنواع الضغوط ـ المادية والمعنوية ـ لكنّه صمد وثبت:
"المؤمن كالجبل الرّاسخ لا تحرّكه العواصف". فلم تكن تلك العواصف تحرّك تلك الإرادة
الفولاذية وذلك العزم الراسخ, لأنّ عين الماء عندما تنبع من أعالي الجبال سترتوي
السفوح والوديان. لقد تدفّق الصبر من الإمام، فتعلم الآخرون الصبر منه, وصبروا،
ولقد تمكن الشعب الإيراني من أن ينتصر على جميع المؤامرات ببركة هذا الصبر.
هل تعلمون كم مؤامرة دُبّرت ضد هذا الشعب، وكم خنجراً مسموماً خفياً استهدفه منذ
بداية الثورة الإسلامية الإيرانية حتى اليوم؟ إحدى هذه المؤامرات حرب السنوات
الثمانية، فقد فُرضت علينا حرب لمدّة ثماني سنوات، ومن المؤامرات الأخرى على
الجمهورية الإسلامية، فرض الحصار لمدّة ثلاثين سنة، واليوم ـ أيضاً ـ يثير
المتغطرسون الضجيج بشأن العقوبات على إيران، علماً أنّ هذا الحصار لم يُفرض على
إيران اليوم، بل إنّ الجمهورية الإسلامية تعاني من ثلاثين عاماً من الحصار
الاقتصادي، إلا أنّ صبر هذا الشعب وثباته تغلّب على جميع هذه العداوات والمساعي
الخبيثة، واليوم ـ بحول الله وقوته ـ أصبحت الجمهورية الإسلامية تعيش في قمّة
الاقتدار السياسي والأمني.
من كلمة
الإمام الخامنئي دام ظله بمناسبة يوم العامل 28-04-2010
حضور فاعل لعمال إيران منذ بداية الثورة وإلى اليوم
في النظام الإسلامي، في الجمهورية الإسلامية لبلدنا العزيز، فإن شريحة العمّال ومنذ
بداية الثورة وإلى اليوم قد عبرت الامتحان بشكلٍ رائع. ففي مرحلة الحرب المفروضة،
شاهد كل من كان فيها ورأوا حضور شريحة
العمّال العظيمة، سواء عمّال المدن أو القرى، عمّال الصناعة أم الزراعة، عمّال
الخدمات وغيرهم، في الميادين العسكرية أو ميادين الدعم العسكري، شاهد الجميع ورأوا
كيف أن عمّالنا أدّوا دوراً مبتكرة طوال تلك السنوات الثماني. وبغير هذا، منذ بداية
الثورة وإلى اليوم، فإن العمّال في نظام الجمهورية الإسلامية قد نجحوا في أصعب
الامتحانات.
العمال يتصدون لمحاولات تأليبهم ضد الثورة والنظام
أنتم تعلمون أن طبقة العمّال والشعارات السياسية التي تُقدّم لهم في كل أنحاء
العالم كانت دوماً إحدى أوراق الضغط بوجه الحكومات. وفي نظام الجمهورية الإسلامية
سعى أعداؤنا منذ البداية لاستخدام هذه الورقة ضد الجمهورية الإسلامية. فأنا بنفسي
قد ذهبت في أيام 19 و20 و21 و22 بهمن لسنة 57 (أيام انتصار الثورة) بسبب حادثة وقعت
أو مشكلة وصلتنا، إلى أحد مصانع جادة مدينة كرج. وأخبرني العمّال أنفسهم، وجاءنا
الخبر من ذاك المصنع، أن مجموعة من المرتبطين بالجماعات الماركسية واليسارية قد
ذهبوا إلى هناك وهم عازمون على إقامة مقرٍّ لهم حيث إن تلك المنطقة تمثّل موطن
العمّال لما فيها من تجمّع كبير للمصانع ـ وجمع العمّال من أجل تحريكهم باتجاه بيت
الإمام ونحو المدرسة العلويّة حيث كان الإمام، متصورين أنّهم يتمكّنون من السيطرة
على الأوضاع والإمساك بزمام الأمور. فذهبت إلى هناك، وكان في ذلك المصنع حوالي 400
عامل.
اجتمع بعضهم في قاعة الاجتماعات وكان فيها حوالي 800 شخص، مما يعني أن هناك من جاء
من غير العمال. ولعدّة أيّام كنت أذهب إلى ذلك المصنع صباحاً وأرجع عصراً, وفي أحد
الأيام وقفت على المنبر حوالي 7 ساعات أتحدث وأخطب، فكان يخرج من بينهم من يطلق
الشعارات ويحاجج وكنت أجيب وأوجّه. وفي النهاية قام العمّال أنفسهم بطرد تلك
الجماعة المخرّبة من المصنع. فمنذ ذلك اليوم وإلى يومنا هذا يُعدّ إيجاد الشعار
السياسي، والإمساك بهيكل السلطة بواسطة العمّال، جزء من برامج أعداء الإسلام وأعداء
الجمهورية الإسلامية ضد الإسلام والنظام الإسلامي. ثلاثون سنة وهم يسعون من أجل
استخدام هذه الورقة ضد نظام الجمهورية الإسلامية ولثلاثين سنة يقوم عمّال بلدنا
بردّهم خائبين. هذا ما نعرفه عن طبقة العمّال. فهذه هي العلاقة الحميمة بين العمّال
والنظام الإسلامي المبنية على الإيمان, والقائمة على الأساس المحكم الذي بُني عليه
النظام الإسلامي ووُجد. لهذا فإنّ الحركة الجماعية للبلد على طريق الإنتاج ستتقدّم
من خلال محورية العامل ورب العمل, ولن يتمكّنوا من تحقيق أي إخلالٍ.
1- سورة الأعراف، الآية 157.
2- سورة التوبة، الآية 122.
3- سورة المدّثر، الآية 7.
4- سورة المدّثر، الآيات 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7.