أداء الواجبات في إطار الثورة نماء وصعود لها
الثورة الإسلامية
أداء الواجبات في إطار الثورة نماء وصعود لها
عدد الزوار: 73
من كلمة
الإمام الخامنئي في حشد من أهالي قم المقدسة بمناسبة يوم 19 دي1 الثورة
الإسلامية 09-01-2016
أداء الواجبات في إطار الثورة نماء وصعود لها
أ ــ نماء الثورة وصعودها
ثمة خصوصيتان في إطار أداء الواجبات: الخصوصية الأولى هي استمرارية
الثورة وديمومتها.
ومن البديهي أنّه كما لدينا حالات من التساقط, هناك ايضا نماء وصعود 2،
وهذا ما ذكرته مرات عديدة. فهناك من كان ثورياً في يوم، ثم تخلى عن الثورة لعارضة
عرضت عليه، سواء بحق أو ظلم. فالبعض يُعرض عن الثورة لحادثٍ حدثَ على خلاف ما كان
يتوقعه - كما إذا تعرض لظلم في مكان ما - والحق معه كمظلوم، بيد أنه في عمله هذا لم
يسلك جادة الحق. والبعض الآخر يُعرض عن الثورة لقضايا شخصية وعائلية ومتنوعة أخرى.
وهذه هي حالات التساقط في الثورة، وجميع الثورات وكل النهضات الاجتماعية تتعرض
لحالاتٍ من التساقط، ولكن إلى جانب السقوط هناك حالات من النماء والتجدد. فإنّ
معلوماتي ليست بقليلة، وأنا على علم واطلاع بالكثير من الأماكن، وحينما أُجيل نظري،
أجد أن حالات النماء أكثر من حالات التساقط؛ ذلك أن لدينا هذا الكمّ الهائل من
المؤمنين في الشريحة الشابة والمتخرجة والمحلّلة والكفوءة في القضايا التقنية
والعلمية، وهذه هي حالات النماء والصعود في الثورة. في فترة من الفترات كان بلدنا
يعاني من مشكلة وهي أنّ الذين يمكنهم مزاولة التعليم في الجامعات لا يبلغون خمسة
آلاف أستاذ.. هكذا كنا في بداية الثورة، حيث هاجر البعض، وأعرض البعض عن التدريس،
ولم يتسم البعض الآخر بالأهلية والصلاحية. واليوم لدينا عشرات الآلاف من الأساتذة
المؤمنين الذين يزاولون أعمالهم في شتى المجالات الجامعية، وكلهم من المؤمنين
والملتزمين والمعتقدين بالثورة حقاً ومن أعماق قلوبهم، بل قد ترعرعوا في أحضان هذه
الثورة، وهذا ليس بالقليل والأمر اليسير. إنّ كل هؤلاء الشباب المؤمنين في مجال
التأليف والفنّ والعلم والتقنية والتبليغ والخطابة، على مختلف الأصعدة، وفي القضايا
الداخلية والخارجية، يدخلون في عداد حالات النماء الخضراء اليانعة للثورة، وهذا ما
يكتسب أهمية وقيمة كبيرة. ومن هنا فإن العمل بواجباتنا في إطار الثورة، يعني صعود
وتنامي هذه الحالات الخالدة وتضاعف هذه الأنماط.
ب ــ الإطمئنان والثقة بالمستقبل
- والخصوصية الثانية هي السكينة التي تحلّ في قلب الإنسان.
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه حول مبايعة النبي:
(لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ
يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ
السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ)3، إنّ هذه البيعة التي كانت نابعة
عن صدقٍ وإخلاصٍ، استوجبت أن يُنزل الله تعالى السكينة والطمأنينة على القلوب.
وحينما تحلّ السكينة في القلوب، ترحل الهواجس وحالات القلق واليأس. وإنّ من أهم
الأعمال التي يمارسها الأعداء في الظرف الراهن، هي بثّ اليأس وحقنه في النفوس. ففي
شتى المجالات يبثون اليأس في قلب الشاب والشيخ والثوري السابق. وهذه الطمأنينة
والسكينة الإلهية تبعث الأمل في قلب الإنسان، وهي من ثمار البيعة للنبي. إنكم اليوم
حين تقطعون العهد وتجددون البيعة للثورة، فقد بايعتم النبي (صلى الله عليه وآله
وسلم). وكل من يهبّ اليوم لمبايعة الإمام الخميني، قد [كمن] بايع النبي (صلى الله
عليه وآله وسلم). وعندما تحافظون على نهج الإمام الثوري، وتحولون دون اندراسه
وبلائه، فإنكم تبايعون النبي في حقيقة الأمر، ومن يبايع النبي ]يكون مصداقاً
لقوله[: (أَنَزلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ
وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ)4، كما جاء في آية أخرى، وفي الآية
المذكورة أعلاه: ?فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ?. وإذا ما نزلت عليكم السكينة،
واطمأنّت قلوبكم، فلن تُصابوا بالتيه والحيرة واليأس والتزلزل في ساحة مواجهة
العدو. وبالاستناد إلى هذه السكينة والطمأنينة يستطيع الإنسان اليوم أن يقطع بأن
الشعب الإيراني، سوف يتغلّب على أمريكا ودسائسها لا محالة 5.
1- 19 دي (هجريّاً شمسيّاً)
موافق لـ 9 ك2 1978م؛ ذكرى انتفاضة أهالي قم، وهي حادثة مفصلية في تاريخ الثورة
الإسلاميّة.
2- يمكن التعبير أيضا بطريقة أخرى: لدينا حالات صعود وهبوط.
3- سورة الفتح، جزء من الآية 18
4- سورة التوبة، الآية 26
5- انطلاق هتافات الحضور المدوية: الله أكبر الله أكبر.. الموت لأمريكا