يتم التحميل...

ضغوط الإستكبارعلى النظام يزيد الثورة في إيران تألقا وقوة

الثورة الإسلامية

ضغوط الإستكبارعلى النظام يزيد الثورة في إيران تألقا وقوة

عدد الزوار: 80

من كلمة الإمام الخامنئي دام ظله في الذكرى السنوية لانتفاضة أهالي مدينة تبريز ــ الزمان: 27 /11/1389 ه.ش.12/3/1432ه.ق. 16/02/2011م.
ضغوط الإستكبارعلى النظام يزيد الثورة في إيران تألقا وقوة

29 بهمن محطة رائدة على طريق الثورة المظفرة
ما يمكن أن نقوله على أعتاب يوم 29 من بهمن التاريخي الذي لا يُنسى لأهالي آذربيجان وتبريز، هو أنّنا نشعر دوماً بالفخر والشموخ حينما ننظر لهذه البقعة البطولية... بقعة الإيمان والإخلاص. في أيّ حين وفي أيّ مقطع من التاريخ حينما ينظر الإنسان إلى آذربيجان وأهالي آذربيجان يشعر بالفخر والعزّة.

كان الآذربيجانيون سبّاقين وروّاداً في الأحداث التي مرّت على إيران خلال المائة وخمسين عاماً الأخيرة. كانوا أحياناً السبّاقين، وكانوا أحياناً متفرّدين. في قضيّة تحريم التنباك التي أصدر أمرها الميرزا الشيرازي من سامرّاء، كانت تبريز من أوّل المناطق التي استجاب علماؤها الكبار - المرحوم الحاج ميرزا جواد مجتهد وآخرون - للفتوى ونزلت الجماهير إلى الساحة، وهو ما قصم ظهر الاستعمار لفترة وبُرهة زمنيّة معينة، وكذا الحال بالنسبة لقضيّة الثورة الدستورية، وكذا الحال فيما يتعلّق بما بعد فترة الاستبداد الصغير، وكذلك كان الأمر في الأحداث التي أعقبت ذلك حتى فترة الثورة الإسلامية. وقد أضحت أحداث 29 بهمن راية ونموذجاً. هذا هو المهمّ. المهم هو أن يستطيع الشعب أو الجماعة أو الفرد أن يقدّم نموذجاً ويصنع مثيلاً له. وهذا ما صنعه أهالي تبريز في 29 بهمن، ولولا ذلك لربّما أصبحت قضية 19 دي في قم منسيّة. فأهالي تبريز لم يسمحوا للإعلام أو الغفلة أو النَزَعَات المُغرِضة بأن تجعل تلك الحادثة المهمّة والدامية - التي حصلت لأهالي قم - في طيّ النسيان. أي إنّهم قاموا بما قامت به السيّدة زينب الكبرى. لولا زينب لما كانت كربلاء، لولا زينب لما كان من المعلوم والأكيد أن تنتشر حادثة عاشوراء كلّ هذا الانتشار وتُخَلَّد في التاريخ كلّ هذا الخلود. هكذا كانت حركة الجماهير، ولذلك تحوّلت إلى نموذج. ذكرى الأربعين الأولى [لشهداء مذبحة قم في19دي] قام بها أهالي تبريز، والأربعينيات اللاحقة توالت وأفضت إلى هذه الحركة العظيمة.

الضغوط على الثورة زادتها تألقا وقوة
أساس الثورة كان على هذا المنوال. قدّمت هذه الثورة نموذجاً بفضل الهمّة العامّة للشعب الإيراني. أعزّائي، الضغوط التي مورست طوال هذه الأعوام الـ32 ضدّ إيران الإسلامية والجمهوريّة الإسلامية ربما أَمكَن القول إنّ سببها الرئيس هو أن لا يسمحوا بظهور نموذج أمام أنظار المسلمين في المنطقة، إذ من دون وجود النموذج ستكون التحرّكات صعبة، ومع وجود النموذج ستكون التحرّكات سهلة. حينما يتحوّل الشعب إلى نموذج، وحينما تصبح الحركة أُسوة ستُشجَّع المواهب على التحرّك. وهذا ما أرادوا الحؤول دونه.

إنّهم يَفرِضون الحظر ليُضعِفوا البلد من الناحية الاقتصادية كما يظنّون. وذلك من أجل أن ينظر الآخرون ويقولوا إنّ الإسلام تسبّب في تراجع الشعب من الناحية الاقتصادية. يغتالون العلماء حتّى يُوقفوا الحركة العلمية، ولا يستطيع الشعب الإيراني مواصلة تحرّكه العلمي والتقدّمي العظيم ببركة الإسلام والثورة وعرضه على العالم وعلى الأمّة الإسلامية. يُوجِّهون تُهم القمع ومناهضة حقوق الإنسان وما إلى ذلك ليَصرِفوا الرأي العام في العالم. ولكن رغم كلّ هذه المساعي والإعلام والخُبث تألّقت الثورة ولا تزال تتألّق.

وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ
كلّما زادوا من هجماتهم على الجمهورية الإسلامية ازدادت قوّة. حرب الأعوام الثمانية زادتنا قوّة. لو لم تقع حرب الأعوام الثمانية لما ظهر هؤلاء القادة الشجعان والرجال المميّزون بين الشعب، ولما وَجَد هذا التحرّك الشعبي المُخلِص العظيم مجالاً للظهور والبروز. لو لم يكن الضغط الاقتصادي والحظر الاقتصادي والحظر العلمي لما توفّرت الفرص لظهور مواهب شبابنا، أي لكان كلّ شيء حاضراً جاهزاً ولما سعى شبابنا وراءه ولما وصلوا إليه. فرضوا الحظر علينا فتفجّرت المواهب الداخلية وارتفع مستوى الشعب وتحقّق له الرشد والنمو وعَلَت رايته أكثر فأكثر. وكذا سيكون الحال بعد الآن أيضاً. (يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ)1.

الإيمان الإسلام في إيران يثمر عزة وتقدما
إنّنا نشاهد النتائج والثمار الطيبة لمقاومة شعبنا العظيم، وهي صلابة وجه إيران الإسلامية، وعزّة إيران الإسلامية، وتأثير إيران الإسلامية في مختلف الأحداث في المنطقة وحتى خارج المنطقة. نشعر أنّ الإيمان والإسلام قد منحانا العزّة والتقدّم والاقتراب من أهدافنا ومبادئنا. كلّما عزّزنا إيماننا وزِدنَا من تطبيق الإسلام والقيم الإسلامية في مجتمعنا وأوساطنا، ازدادت هذه العزّة وهذا التقدّم، وصلُحَت الحياة المادّية والمعنوية. وهذا ما يرتبط بهمّة الشباب وهمّة الشعب وإيمانه. ولحسن الحظّ، فإنّ المرء ليشاهد ذلك ويرى هذه العزيمة والإرادة لدى نسائنا ورجالنا وشيوخنا وشبابنا وفي مختلف قطاعات البلاد وقوميّاتها، وستستمر هذه الحالة إن شاء الله، وسترون أيّها الشباب إن شاء الله العهد الذي تكون فيه إيران ببركة الإسلام والقرآن قادرة على التألّق في ذروة العظمة وقِممها.
 


1- سورة الصف، الآية 8.

2017-02-24