أهالي آذربيجان في الخطوط الأمامية لقضايا الثورة البلاد
الثورة الإسلامية
أهالي آذربيجان في الخطوط الأمامية لقضايا الثورة البلاد
عدد الزوار: 83
من كلمة
الإمام الخامنئي دام ظله في لقاء أهالي إقليم آذربيجان في ذكرى انتفاضة أهالي تبريز
في 19 بهمن ـــ الزمان: 15/2/2012م.
أهالي آذربيجان في الخطوط الأمامية لقضايا الثورة البلاد
إحياء
المناسبات تأكيد على صحة المسار
أعزائي، أيها الشباب، أيها الرجال والنساء الغيارى من تبريز وآذربيجان،
النقطة الرئيسة تكمن في هذا الصمود. لماذا نحيي التاسع والعشرين من بهمن كل عام؟
ليست المسألة أننا نريد البقاء على الماضي. الكثير من الحشد الموجود هنا والكثير من
شباب آذربيجان ومدينة تبريز لم يشهدوا ذلك اليوم، ولم يكونوا قد ولدوا حينذاك،
لكنهم يحيونه. هذا ليس مراوحةً في الماضي، إنّما هو تدليلٌ على المسار الصّحيح
للحركة نحو المستقبل.
أهالي آذربيجان في الخطوط الأمامية لقضايا الثورة البلاد
وأما تبريز وآذربيجان. قلنا مراراً إنّ أهالي آذربيجان وخصوصاً أهالي
تبريز والكثير من المدن الأخرى في آذربيجان كانوا منذ أكثر من مئة عام في الخطوط
الأمامية لأهم الأحداث والتطورات الإيجابية في البلاد، وقد مارسوا دورهم فيها. من
قضية تحريم التنباك حيث نزل إلى الساحة المرحوم الحاج ميرزا جواد مجتهد التبريزي،
وإلى الحركة الدستوريّة - سواء نهضة الدستور الأولى، أو الذي حدث بعد الاستبداد
الصغير - كانت آذربيجان ومدينة تبريز بؤرة تفجّر المواجهات. وكان الرجال الأبطال
المشاهير من تبريز يحملون في جيوبهم رسائل وأحكام كبار العلماء، ويستشهدون بها
ويستندون عليها، ويصرحون بها، وهم من أمثال ستار خان وباقر خان. هذا ما عدا العلماء
الكبار الذين شاركوا في هذه النهضة. حتى أمثال هؤلاء الأبطال والجنود البسلاء من
آذربيجان كانوا يصرّحون أنهم تابعون لعلماء الدين ولأحكام مراجع التقليد. هذا ما
تقوله لنا الوثائق والمستندات الموثوقة المتبقية من ذلك العهد. لم تكن تلك الحركة
تلقائية دون وجهة محدّدة، بل كانت حركة دينية منبعثة من مشاعر الغيرة والحمية
الدينية. الجميع كانوا متدينين في كل أرجاء البلاد، لكن في بعض المناطق برزت هذه
الحركة الدينية بشكل أوضح بسبب الخصال المحلية - من غيرة وحمية وشجاعة ورجولة -
وهكذا كانت تبريز وآذربيجان.
وهكذا كان الوضع بعد أن انطلقت النهضة الإسلامية في الخامس عشر من خرداد سنة 1342هـ
.ش. (5 حزيران 1963م.), فقد سُجن علماء الدين آنذاك ونُفوا ونقلوا إلى سجون طهران.
كان الوضع على هذه الشاكلة طوال تلك الأعوام. وفي بداية الثورة كان يوم التاسع
والعشرون من بهمن يوماً مشهوداً وعلامة في هذا الطريق العظيم لمسيرة الشعب
الإيراني.
لقد قلت دوماً ولا أريد التكرار بأنه لولا الـ29 بهمن لم يكن من المعلوم أن يكون
للـ19 من شهر دي3 في قم كل هذا التأثير. إنما انتفاضة 29 بهمن لأهالي تبريز هي التي
جعلت دماء الشهداء المظلومين في 19 دي في قم تغلي، وهي التي أحيت تلك الدماء وأوصلت
رسالتها إلى العالم كله ولجميع أنحاء البلاد. هكذا كان تأثير انتفاضة الشعب في
تبريز. ثم في قضايا الثورة وقضايا الحرب.
فأول إمام جمعة شهيد وشهيد محراب كان من تبريز. من بين خمسة شهداء محراب هناك اثنان
من تبريز. ومن بين الألوية البارزة ومن بين القادة العسكريين المعروفين كان لواء
عاشوراء4 والجنود الآذربيجانيون والتبريزيون والقادة من تلك المحافظة. اللواء
مجموعة من الشباب وليس فيه كل الناس، ولكن لو لم يكن كل الناس على هذا الطريق
وقلوبهم جميعاً في هذا الاتجاه لما تكوّن لواءٌ بطلٌ شجاعٌ مثل ذلك اللواء. يأتون
بجثامين الشهداء ويشيعونها باستمرار فيزداد الناس شوقاً، ويبعث الآباء والأمهات
أبناءهم للجبهات أكثر. هذا كله له معنى. هذا هو سرّ نجاح الشعب الإيراني.