يتم التحميل...

ثورتنا ثورة الشعب، وطريقها طريق الإسلام؛طريق الرفاهية والكمال

الثورة الإسلامية

ثورتنا ثورة الشعب، وطريقها طريق الإسلام؛طريق الرفاهية والكمال

عدد الزوار: 77

كلمة الإمام الخامنئي دام ظله بمناسبةانتفاضة أهالي محافظة آذربيجان عام 1978م 28/11/1385هـ.ش، ـ 28/ 1/1428هـ،ق ـ 17/2/2007م
ثورتنا ثورة الشعب، وطريقها طريق الإسلام؛طريق الرفاهية والكمال

نهضة أهالي تبريز في التاسع والعشرين من بهمن شكلت رافعة الثورةالإسلامية
وأما نهضة التاسع والعشرين من شهر بهمن التي قام بها أهالي تبريز فإنها كانت من القضايا المصيرية، وإلا لَما قامت هذه الثورة الكبرى.

فلقد كان من الممكن أن يبقى شهداء مدينة قم في الواجهة لمدة قصيرة كبقية الشهداء، ثم ما تلبث أسماؤهم أن تزول من ذاكرة الجماهير شيئاً فشيئاً، ولكن التبريزيين والأذربيجانيين شاءوا ألا تذهب هذه الحادثة طيّ النسيان، فقاموا في التاسع والعشرين من بهمن لإحياء ذكرى أربعين شهداء قم.

وفي الحقيقة فإن إقامة مراسم عزاء أربعين الشهداء كان بمثابة إلهام لبقية أبناء الشعب الإيراني لتصعيد أحداث الثورة.

لقد كان هذا نوعاً من الخّلاقية المباركة، وكان مقدمةً ودافعاً لِما أعقبه من تحركات ثورية، حيث قام أهالي المناطق الإيرانية الأخرى بإحياء أربعينية شهداء تبريز، وهكذا توالت الأحداث التي أدت في النهاية إلى انتصار الثورة.

لقد قلت مراراً: إنّ مهندسي السياسات الأمريكية والانجليزية في إيران لم يعرفوا آذربيجان حق المعرفة، وجهلوا حقيقة أهالي تبريز، والسبب في ذلك هو ما تقدّم قبل قليل.

إنهم توهّموا أنّ بوسعهم تمزيق الشعب الإيراني، فجاءوا بكل غباء إلى أذربيجان، التي تمثل بيضة القبّان بالنسبة للشعب الإيراني بما تتمتع به كواحدة من أبرز المناطق أهمية وحيوية، ثم حاول أولئك الجهلاء شراء بعض العملاء بالمال والإغراءات المادية، فانطلت اللعبة عليهم، ولكن سرعان ما وقع مخططو السياسات الأجنبية في الخديعة، وفشلت مخططاتهم.

لقد وقف أهالي تبريز وآذربيجان بقوة وحزم ضد المخالفين لقيام الثورة، وكانوا هم السبّاقين في كل مرة للقضاء على المعارضين.

ولعلكم مازلتم تتذكرون جميعاً، ما عدا بعض الشباب اليافعين طبعاً، أنهم جنّدوا ذات مرّة في بداية الثورة عدداً من خارج تبريز تحت شعار النضال والمعارضة ودفعوا بهم إلى محاصرة الشهيد مدني.

إنّ أحداً لم يأتِ من الخارج للدفاع عن الثورة، بل إنّ أهالي تبريز كانوا هم الذين هرعوا إلى الشوارع عند علمهم بما حدث.

إنّ تبريز تتميز بالاكتفاء الذاتي فيما يتعلق بالشهامة والدفاع عن الثورة، وكذلك آذربيجان.

الشعب الإيراني متأهب دوما للدفاع عن هويته وبلاده
إنّ الذي نفهمه هو أنّ الأعداء لا يعرفون أذربيجان ولا يعرفون إيران وشعبها.

إنّ مهندسي السياسات المضادة للثورة في العالم ـ سواء في أجهزة المخابرات الأمريكية أو الانجليزية ـ أولئك الذين يتصورون أنهم يرسمون مصير الشعب الإيراني ومستقبل الثورة، لا يعرفون شيئاً عن الشعب الإيراني ولا تلك الحقائق الخالدة في ذاكرة شعبنا.

لقد قال الجميع، ولاسيّما المراقبون والإحصائيون: أنّ حجم المشاركة في مسيرات الثاني العشرين من بهمن هذا العام فاق جميع السنوات السابقة في طهران والمحافظات الأخرى.

فلماذا كل هذا الحضور وهذه المشاركة الضخمة بعد سبعة وعشرين عاماً من انتصار الثورة؟ لقد نزلت الجماهير إلى الساحة؛ لأنها شعرت أنّ الأعداء ينظرون إلينا بعين التهديد.

إنّ هذه هي قوة الثورة، وإنّ هذه هي الثورة القوية التي تستطيع الدفاع عن نفسها، فحيثما اشتمّت رائحة التهديد والخطر، برزت حقيقة أصحابها، فانطلقوا سيراً إلى الميدان.

وعندما اندلعت الحرب المفروضة، كان أبناء الشعب مشغولين ببناء حياتهم ومستقبلهم ،وما أن أحسّوا بالخطر حتى غادر الشباب الجامعات والأسواق والمصانع، وجاءوا من القرى والأرياف والمدن وتركوا العيش الرغيد، ثم ما لبثوا أن فتحوا صدروهم لاستقبال الخطر الداهم؛ بغية الدفاع عن هويتهم ( فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ) فبعضهم سقط شهيداً، والبعض الآخر معاق لكن الغالبية العظمى ما زالت باقية وتعمل في الساحة بنشاط، وتزداد يوماً بعد آخر.

إنني أقول مؤكداً بكل اطمئنان وثقة: إنّ شباب اليوم ـ أو شباب الجيل الثالث ـ لا يقلّون أبداً في استعدادهم وشجاعتهم وكرامتهم للدفاع عن هويتهم الدينية والثورية عن شباب الجيل الأول الذين خاضوا غمار الحرب المفروضة في مرحلة الدفاع المقدس، بل ولربما فاقوهم أيضاً.

ثورتنا ثورة الشعب وطريقها طريق الإسلام
إنّ هذه هي حقيقة تلك الثورة التي تفجّرت من إيمان الجماهير واعتقادها ومن الإرادة الحقيقية لأبناء الشعب.

وهذا هو واقع الحال مهما حاول تزييفه بعض العملاء الذين باعوا أنفسهم للأجانب بثمن بخس، حتى ولو تعددت مشاربهم واختلفت أشكالهم.

إنّ حقيقة الأمر هي: أنّ هذه الثورة هي ثورة الشعب، وإنّ الشعب يعتبرها ملكاً له، ويشعر بالغبطة إزاءها؛ لأنه يجد أنّ طريق الثورة هو طريق بلوغ السعادة والرفاهية ودرجات الكمال الإنساني ـ مادياً ومعنوياً ـ وهو طريق الإسلام وطريق التعاليم الإسلامية المُنقذة.

 

2017-02-24