يتم التحميل...

الثورة صيرورة حضارية، والدولة مظهر لها وليست بديلا عنه

الثورة الإسلامية

الثورة صيرورة حضارية، والدولة مظهر لها وليست بديلا عنه

عدد الزوار: 83

من كلمة الإمام الخامنئي في لقائه قادة وكوادر قوات حرس الثورة الإسلامية 16/09/2015
الثورة صيرورة حضارية ، والدولة مظهر لها وليست بديلا عنه

الثورة صيرورة حضارية

وأما «الثورة»، حيث قلنا: حراسة الثورة، فالثورة حقيقة مستمرة، وليست أمراً حصل دفعة واحدة بأن نقول مثلاً: صودف أن وقع حدثٌ في التاريخ الفلاني، حيث نزل عدد من الناس إلى الشوارع، واستمرت حركتهم عشرة أيام أو عشرين يوماً أو شهرين أو ستة أشهر، حتى سقطت الحكومة، وهذه هي الثورة؛ كلا، هذه ليست الثورة، وإنما هو جزء منها. فإن الثورة حقيقة خالدة دائمة. والثورة تعني التحول. التحول العميق لا يتحقق خلال ستة أشهر أو خلال سنة أو خمس سنوات، بالإضافة إلى أن التحول والصيرورة - وهي بمعنى الانتقال من حال إلى حال - لا تقف عند حدٍّ أساساً، ولا تنتهي أبداً؛ هذه هي الثورة. فالثورة حقيقة مستمرة. والتصريحات التي تتردّد على ألسنة البعض - ومصدرها على حدّ تعبيرهم غرف الفكر الأجنبية، وبات البعض في الداخل يكررها في الصحف والمجلات والخطابات المختلفة ويعيدها إلى اللغة الفارسية مع ان مصدرها من الخارج – من أن الثورة قد انتهت؛ وقد يظهر شخص فاقد للعقل ويقول صراحة إن الثورة لا بد من إيداعها في المتحف، والبعض الآخر لا يبلغ إلى هذه الدرجة من فقدان العقل، ولا يصرّح بهذا القول، وإنما يتفوّه به بشكل مبطن وغير مباشر، ويتحدث بطريقة وكأن الثورة قد انتهت وتبدّلت إلى جمهورية إسلامية. الثورة أساساً لا يمكن تبديلها، ولا بد أن تكون الجمهورية الإسلامية مظهراً للثورة ولتلك الحركة التي هي في تجدّد وتحوّل دائم. وهذه حالة يجب أن تكون في الجمهورية الإسلامية، وإلا فإنها ليست جمهورية إسلامية، وليست دولة إسلامية؛ الثورة حقيقة مستمرة.

مثل الثورة العليا : معالم الحياة الطيبة بالتعبير القرآني
حسنٌ، لكن ماذا تفعل الثورة؟ الأمر الذي تقوم الثورة بإنجازه في بادئ الأمر، هو رسم الـمُثُل العليا والأهداف الكبرى. وبالتأكيد فالـمُثُل العليا غير قابلة للتغيير، فإن الوسائل في تغيّر والتطورات اليومية في تغيّر، ولكن تلك الاصول التي هي المثل والأهداف الرئيسية لا يمكن تغييرها. فالعدالة مثلاً هي هدف وغاية كبرى منذ بداية خلق البشر وحتى يومنا هذا. ولم تخرج العدالة عن كونها هدفاً ومثالاً في أيّ زمن من الأزمنة. كما أن حرية الإنسان مثال وهدف أيضاً، إلى غير ذلك من الأمور المشابهة. فإن الثورة تصوّر المثل العليا والاهداف وترسمها، ثم تتجه وتتحرك نحوها. إذا أردنا الآن أن نعبّر عن هذه المثل والأهداف الكبرى بكلمة واحدة ونجد لها تعبيراً قرآنياً نقول: «الحياة الطيبة» حيث قال تعالى: (فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاة طَيِّبَة)1 و(اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ)2. فإن دعوة نبي الإسلام وكافة الأنبياء هي للحياة، ولكن أي نمط من الحياة؟ إنها الحياة الطيبة بالتأكيد.

خصائص الحياة الطيبة
1ــ الإستقلال
حسنٌ ما هي الحياة الطيبة؟ إنها تلك الأمور التي يحتاج إليها البشر لحياتهم وسعادتهم. فإن العزة الوطنية على سبيل المثال جزء من الحياة الطيبة؛ ذلك أن الشعب الذليل الخنوع لا ينعم بحياة طيبة. كما أن الاستقلال وعدم التبعية للأجانب وللآخرين أيضاً من أجزاء الحياة الطيبة. فلا ينبغي أن نبحث عن الحياة الطيبة في العبادة وفي كتب الأدعية فقط ! حقائق الحياة هي هذه الأمور. إن الحياة الطيبة لشعب ما هي أن يعيش عزيزاً مرفوع الرأس مستقلاً غير تابع للآخرين.

لقد بادر البعض إلى تأليف كتاب في رفض الاستقلال ! يتعجب الإنسان حقاً، كيف لا يشعر البعض بالخجل اليوم من التفوّه بهذه الأمور. لصٌّ يعترض طريق قافلة ليسرق منها كل ما فيها، فيقول أحدهم: المصلحة اليوم تقتضي أن ندخل في عصابته وأن نعمل وفق إرادته وننفذ كل ما يطلب ! فإن الحديث في رفض الاستقلال هو مثل هذا المعنى. وسبق أن ذكرنا أن الاستقلال هو الحرية على مستوى ومقياس شعب ما. فإنهم يدافعون عن الحرية بالاسم، ويرفضون الاستقلال، مع أن الاستقلال هو الحرية، ولكن ليس الحرية الفردية لشخص واحد، وإنما هي حرية الشعب وتحرره من حالات الفرض والإملاء والإذلال وفرض التخلف والنهب والاستعباد. فإن تحرر شعب من هذه الأمور، سيكون مستقلاً.

2ــ التقدم العلمي والرقي المدني
وإن من الأمور التي تؤمّن الحياة الطيبة، التقدم والريادة في العلم والحضارة العالمية. أن يتمكن شعب ما من أن يسير ويصل للتقدم والريادة في منظومة العلم العالمي والمدنية العالمية، وأن يضع سلماً جديداً أمام البشرية كلها لتتسامى وتتكامل، فإنه يكون قد حقق جزءاً من الحياة الطيبة.

ــ حياة الغربيين المادية ليست " حياة طيبة "
الغربيون ليسوا كذلك، ولم يسيروا نحو الحياة الطيبة؛ لقد حققوا نجاحات مادية كبيرة، وأطلقوا أفكاراً جديدة وما زالوا يتكلمون في هذه المجالات، إلا أنهم أرفقوا ذلك بما يجعل السقوط عن هذا السلّم أمراً حتمياً ! يضعون السلّم أمام البشر، ولكنهم يفعلون ما من شأنه أن يؤدي إلى سقوط البشر عن هذا السلم بالتأكيد. يعملون على إفساد الأخلاق ؛ فانظروا اليوم إلى الثقافة الغربية حيث أخذت أقبح الأعمال وأفظعها تتخذ طابعاً عادياً وعرفياً وقانونياً، ولو عارضهم أحد في ذلك، يستنكرون قائلين لماذا تعارضنا؟ وهذا كله لمجرد ميل الإنسان ورغبته ! حسنٌ، الإنسان قد يرغب في فعل الكثير من الأمور. إلى أين سيصل كل هذا التهتك والخلاعة في الغرب؟ لا يوجد عندهم سبيل للعلاج، ولا طريق للنجاة بالتأكيد. فإن هذا الطريق الذي يسلكه الغرب حالياً، وهذا التمادي في الانحطاط الأخلاقي، سيدمر الغرب من أساسه ويقضي عليه نهائياً. شعوبهم مسكينة مغلوبة على أمرها. الإنسان يحترق قلبه حسرةً على ناس وشعوب هذه البلدان. هم ناسٌ مساكين. لكن النخب والمؤثرين ومخططي البرامج وواضعي السياسات يبذلون كل جهودهم لتحقيق أهدافهم الخبيثة والقذرة.

3ــ الحياة الطيبة؛ تكامل معنويٌّ ماديّ
إذن فالتقدم في العلم والحضارة البشرية المترافق مع التكامل المعنوي هو تقدم مادي ومعنوي. ولقد ذكرت قبل فترة في أحد اللقاءات - وأظن أن الكلمة بُثّت على شاشات التلفاز - قائلاً: تصوّروا الجمهورية الإسلامية بعد عشرين أو ثلاثين عاماً يبلغ عدد سكانها مثلاً 200 أو 180 أو 150 مليون نسمة، وقد حققت نجاجات مادية وعلمية وصناعية باهرة، وقد أرست البعد الروحي والمعنوي ونشرت العدالة، فانظروا ماذا سيحدث، وكم ستكون لها من جاذبية بين البشر من المسلمين وغير المسلمين3.

5ــ الإيمان بالله والكفر بالطاغوت
إن من خصائص الحياة الطيبة وخصائص هذه الثورة التي صرّح القرآن بها الإيمان بالله والكفر بالطاغوت: (فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى)4. و«العروة الوثقى» يعني أنكم مثلاً تجتازون طريقاً خطراً مليئاً بالمزالق، وهناك حبل أو شيء آخر تتمسكون به لئلا تزلوا وتقعوا على الأرض وتسقطوا إلى الأسفل، وهذا ما يعبّرون عنه بـ«العروة الوثقى». فإن كنتم تؤمنون بالله وتكفرون بالطاغوت، فإنكم متمسكون بالعروة الوثقى. ثم إن الإيمان بالله والكفر بالطاغوت أمران متلازمان لا ينبغي فصل أحدهما عن الآخر. وأشيرُ هنا أيضاً إلى أن الإيمان بالله يصعب إزالته وأخذه من الناس، إلا أن إعلام الأعداء قد تركّز على "الكفر بالطاغوت"، حيث باتوا يضعّفون حالة الكفر بالطاغوت تدريجياً، ويسلبون هذا البعد من الناس قائلين لهم: آمنوا بالله وآمنوا بالطاغوت معاً !. هذا أمرٌ غير ممكن، لأن الإيمان بالله والكفر بالطاغوت أمران متلازمان متناسبان.

ج ــ الثورة طريقنا إلى الحياة الطيبة
هذه هي الحياة الطيبة؛ أن نتحرك في حياتنا باتجاه هذه الحالة في بلدنا، والثورة تريد أن توصلنا إلى هناك. فالرفاهية والعدالة والحيوية والنشاط في العمل وإنجازه بشوق ورغبة والعلم والتقنية كلها من أجزاء الحياة الطيبة، إلى جانب البعد المعنوي والروحي والرحمة والأخلاق الإسلامية ونمط الحياة الإسلامية التي هي بدورها من الحياة الطيبة. النظم والتنظيم من أجزاء الحياة الطيبة. إن هذه الحركة نحو الحياة الطيبة دائمة ولا نهاية لها. (أَلَا إلى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ)5. الحياة الطيبة هي الصيرورة إلى الله، فالصيرورة تعني التحول والانتقال من حال إلى حال، إيجاد التغيير في ذات الشيء وباطنه، فيصبح أفضل وأحسن يوماً بعد آخر. هذا ما يُعبّر عنه بالصيرورة. البشرية لها صيرورة نحو الله. والمجتمع الإسلامي المطلوب هو الذي توجد فيه هذه الصيرورة، وهي مستمرة بشكل متواصل لا نهاية له. هذه هي الثورة.

الإسلام ركيزة الثورة ورصيدها وكل مضمونها.
وأما «الإسلام»، فالثورة هي ثورة إسلامية. علماً بأن البعض يصرّ على قول «ثورة 57ه ش»(1979م)، تجنباً منه لذكر اسم الإسلام، لأنه يخاف من هذا الاسم، ويخشى من عنوان الثورة الإسلامية. الإسلام يمثل ركيزة الثورة ورصيدها وكل مضمونها. وإسلامنا بالطبع هو الإسلام الأصيل، وليس الإسلام التابع للأفكار المنحرفة والمغلوطة والسطحية والحمقاء لأناس كالتكفيريين، وإنما هو الإسلام المبنيّ على العقل - الإسلام العاقل - والمرتكز على القرآن، وعلى المعارف النبوية ومعارف أهل البيت (عليهم السلام)، بأفكار واضحة منيرة، ومنطق متين وبيّن؛ هذا هو الإسلام الذي يمكن الدفاع عنه في كل الأوساط العالمية العصرية بالكامل.

الحمد لله قد فُتحت الأبعاد المختلفة لهذه الثورة وطرحت في المجتمعات الإسلامية. وعلى الرغم من أنهم أنفقوا كل هذه الأموال، وصرفوا كل هذه الدولارات النفطية ليتمكنوا من الوقوف أمام هذه الحركة، فقد شقّ هذا الفكر القويم الرصين طريقه إلى الأمام لحسن الحظ، دون أن نقوم نحن بما يجب من الأعمال المتقنة والمؤثرة ! فنحن مقصرون كثيراً في المجال التبليغي والإعلامي والترويجي. وهذا ما نشاهده اليوم في أقطار العالم الإسلامي . ولله الحمد ــ وتدل عليه شواهد كثيرة ــ فإن الشعوب الإسلامية تحب الجمهورية الإسلامية بكل معنى الكلمة، وتحب المسؤولين فيها. ورؤساء الجمهورية في بلدنا وعلى مرّ هذه الأعوام، أينما رحلوا وأتيح المجال للناس، نجدهم يقيمون الدنيا ولا يقعدونها، كما حدث ذلك في باكستان، وكذلك في لبنان، وفي السودان أيضاً، وفي الكثير من البلدان الأخرى. علماً بأن بعض البلدان تمنع الناس من ذلك، وهذه مسألة أخرى، إلا أن الناس في البلدان الإسلامية إذا شعروا بأنهم يتمكنون من الإفصاح عن عقيدتهم والتعبير عن مشاعرهم وأحاسيسهم فعلوا ذلك، وهذا ببركة الإسلام وبفضل التمسك بالقرآن.

ثم إن الإسلام المحدود في إطار الأعمال الفردية، والإسلام العلماني، وإسلام من "يؤمن ببعض ويكفر ببعض"6، والإسلام المجرد عن الجهاد، والبعيد عن النهي عن المنكر، والمتخلي عن الشهادة في سبيل الله، ليس هو إسلام الثورة. فإن إسلام الثورة هو ذلك الإسلام الذي يشاهده المرء في العديد من الآيات القرآنية الإلهية العديدة في القرآن الكريم، وفي كلامنا، في وصية الإمام الخميني وفي خطاباته وكتاباته. هذا هو إسلامنا. والثورة التي يجب حراستها هي التي تتمتع بهذا الرصيد وهذا المحتوى الإسلامي، وهي ليست مجرد حركة ملحمية حماسية وحسب، وإنما تنطوي على المضمون الإسلامي الذي وفّر إمكانية التأثير على العالم ولحسن الحظ.

ضرورة استناد السياسة على أصول العقيدة
"رفض الأدلجة "
و إزالة الأيديولوجيا. من الأفكار والتصريحات التي كانت رائجة لعدة أعوام وتعطلت لبضع سنوات، ثم عادت ثانية هي إزالة الأيديولوجيا والدعوة إلى تحييدها من الساحة الدبلوماسية والسياسة الداخلية. هذا بالضبط كلام مخالف للحق والحقيقة؛ ومعناه التخلي عن الأصول والمباني الثورية والإسلامية في السياسة الداخلية والخارجية، ولكن نتخلى عنها ؟ إن هذه السياسات لا بد وأن تقوم على أساس هذه الأصول والمباني؛ وكذلك الحال في جميع المجالات. إلتفتوا إلى هذه النقطة الظريفة : العلم هو السير نحو واقع وحقيقة واكتشافها والاطلاع عليها، وبالطبع لا معنى للأيديولوجية في هذا المجال. ولكن ما هو الواقع الذي يجب علينا تقصيه؟ وما هو الواقع الذي يجب علينا عدم التوجه نحوه؟ هذا ما يتدخل فيه الفكر والعقيدة والأيديولوجيا . على حدّ تعبير المتفرنجين؛ ثمة علم مضرّ لا نريد السعي وراءه، وثمة علم نافع نريد اكتسابه؛ ذلك أن هناك علماً نافعاً وعلماً ضاراً. ومن هنا فإن الفكر والإيمان والعقيدة والأيديولوجيا على حد قولهم مؤثرة حتى في مسألة العلم.

لا نفوذ ولا اقتدار من غير الروح الثورية
من الأمور التي كثيراً ما يسمعها الإنسان، هناك قضيتان وعبارتان متناقضتان في الحقيقة تترددان على ألسنة معارضينا وأعدائنا، وتتكرران من قبل البعض في الداخل أيضاً، ولكن قلما يلتفت إلى التناقض بينهما. العبارة الأولى التي طالما يكررونها هي أن بلدكم بلد قوي وله نفوذه وتأثيره، وهذا ما نسمعه كثيراً في عالم اليوم. هناك من ضعاف النفوس وقصار النظر في الداخل من لا يقبل حتى بهذه القضية أيضاً، غير أن المحللين المراقبين في الخارج من أصدقائنا وأعدائنا يعترفون مراراً وتكراراً بأن الجمهورية الإسلامية اليوم بلد مقتدر يترك أثره على أحداث المنطقة وله نفوذه. هذه عبارة، والعبارة الثانية هي أنهم يقولون: لا تصرّوا كل هذا الإصرار على مصطلح وكلمة الثورة وقضية الثورة والروح الثورية. إن هاتين العبارتين متناقضتان. وأساساً فإن سبب هذا الاقتدار والنفوذ هو الثورة، ولو لم تكن الثورة، ولم تكن الروح الثورية، ولم يكن الفعل الثوري، لما كان هذا النفوذ. وقولهم إنكم أصحاب نفوذ وأولو قوة واقتدار، اتركوا الثورة وتخلوا عنها ليتسنى لنا أن نتعايش مع بعضنا بعضاً، يعني تخلوا عن الثورة لتزول قدرتكم فنتمكن من ابتلاعكم ! وهذا ما يصرّحون به لبعض الأفراد في الجمهورية الإسلامية ! ولكن لا يُلتفَت إلى المعنى والمفهوم الحقيقي من هذا الكلام. إلى متى تريدون البقاء على الحالة الثورية؟ إلى متى تريدون التحدث عن الثورة؟ تعالوا وانضموا إلى المجتمع العالمي! هذا الكلام يعني دعوا هذا النفوذ، وهذا الاقتدار، وهذا التأثير في المنطقة، وهذا العمق الاستراتيجي الذي لديكم في أوساط الشعوب، وتخلوا عن هذه الأمور، لتضعفوا، وليستنى لنا السيطرة عليكم. ويطلبون منا أن نلتحق بالمجتمع العالمي، ومرادهم من المجتمع العالمي بضعة قوى مستكبرة متغطرسة ظالمة. ومعنى هذا الكلام الدعوة إلى الذوبان في مخططاتهم. إذن فالثورة تتسم بمثل هذه الأبعاد. وهناك كلام كثير فيما يخص حراسة الثورة، ولكن أكتفي بما ذكرت في هذا المجال.


1- سورة النحل، جزء من الآية 97.
2- سورة الأنفال، جزء من الآية 24.
3- استطرد القائد قائلا: يهدف الأعداء الى منع تحقيق ذلك
4- سورة البقرة، جزء من الآية 256.
5- سورة الشورى، جزء من الآية 53.
6- تفسير الصافي، ج 1، ص 193.


 

2017-02-24