يتم التحميل...

الجيش الإيراني تشكيل ثوري وفي للثورة والشعب

الثورة الإسلامية

الجيش الإيراني تشكيل ثوري وفي للثورة والشعب

عدد الزوار: 81

من كلمة الإمام الخامنئي حفظه الله في جمعٍ من القادة والعاملين في جيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية ــ 19/04/2015
الجيش الإيراني تشكيل ثوري وفي للثورة والشعب

"يوم الجيش" خطوة كبيرة وضرورية
ممّا لا شك فيه أنّ أحد أبرز وأهم الخطوات والإبداعات التي قام بها إمامنا العظيم تعيين يوم خاص بالجيش "يوم الجيش"1.

إذا عدنا إلى تلك المرحلة ولاحظنا التوجّهات والتطلّعات التي كان يحملها أعداء إيران والثورة اتجاه هذا البلد وكل زاوية من زواياه؛ نستطيع عندئذ أن ندرك كم كان تحديد يوم خاص بعنوان "يوم الجيش" عملًا كبيرًا ومثمرًا، عملًا ضروريًا ولا غنى عنه.

البعض منكم أنتم الشباب لا يذكر تلك الأيام، بل إنّ بعضكم لم يكن قد ولد، لقد كان هناك تحرك قوي وخطير للقضاء على الجيش الإيراني حتى من داخل الجيش نفسه، لقد حصلت مساع في هذا الاتجاه وكانوا ينظّرون ويقدّمون رؤية وفلسفة. كانت هناك عناصر من داخل الجيش تعمل على القضاء على هذا الجيش، باعتبارها عناصر متدينة موحّدة2، هذه التحرّكات والمساعي كانت موجودة وقائمة.

لكن الإمام تصدّى لها ووقف في وجهها، لقد شخّص الإمام ضرورة بقاء الجيش قويًّا ومقتدرًا، وأن يكون له دوره الذي يقوم به، كذلك أدرك الإمام ضرورة إزالة العوائق التي أدّت إلى إيجاد هوّة بين الجيش والشعب وقد تمكّن من إزالتها فعلًا.

الجيش يظهر ثوريته في الميدان
لقد بقي الجيش في الميدان كتشكيل ثوريّ قولًا وفعلًا، بقي في قلب المواجهة وقام بالدور المناط به.

هناك شواهد على هذا الأمر تعود إلى ما قبل فترة الحرب المفروضة وسنوات الدفاع المقدّس الثماني، لكن الحقائق ظهرت واتّضحت خلال تلك المرحلة من خلال إنجازات وملاحم الجيش على مختلف الصعد وفي جميع الساحات، وقد أشرت في هذا اللقاء وفي لقاءات أخرى إلى ذكريات وحوادث وقعت في تلك الأيام وإلى ما شهدته ساحات القتال، خصوصًا في الفترة الأولى لبدء الحرب عام 59 هـ[1980م] حيث عاينت هذه الأمور عن قرب، وكذلك في السنوات اللاحقة خلال فترة رئاستي للجمهورية والتي لم أكن أذهب فيها إلى ساحة المعركة لكنّني كنت أتابع هذه الإنجازات من خلال التقارير والجلسات التي كانت تعقد للنظر في الأمور واتخاذ القرارات اللازمة.

29 فروردين: الجيش وفيٌّ للثورة والشعب
علينا تمجيد هذه الأيام وتخليد ذكراها، كذلك ينبغي أن ندرك معنى التاسع والعشرين من شهر فروردين على النحو الصحيح.

التاسع والعشرون من فروردين يعني أن الجيش ينتمي إلى هذا البلد وإلى هذه الثورة وإلى هذا الشعب، يعني أن الجيش إنما يعمل على تحقيق تطلعات الشعب وأهداف الثورة. وكما أنشد هؤلاء الشباب الأعزاء ظل الجيش وفياً الثورة، هذا هو معنى التاسع والعشرين من فروردين.

هذا من جملة الأمور العظيمة التي قام بها الإمام والتي كان لها آثار خالدة وسيكون لها المزيد من الآثار في المستقبل. وإن شاء الله ستحققون أنتم الشباب التقدم والتطور في هذا المحيط وهذه الأجواء وتصنعون المجد والفخر لهذا البلد بإذن الله.

الجيش الإيراني: بصيرةٌ وإيمان
إن إحدى خصوصيّات جيش الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة هي البصيرة الثوريّة والدينيّة، التمسك بالدين والالتزام الديني، وهذا أمر في غاية الأهميّة.

التعهّد الديني يعني الالتزام التام بكافة الموازين التي قررها الإسلام في خصوص القوى المسلحة والأعمال العسكرية.

ترى الجيوش في العالم عندما تشعر بالنصر تطلق العنان لجموحها وتقوم بممارسات يندى لها الجبين؛ وقد شاهدنا نماذج من ذلك في مناطق مختلفة من العالم. هذا عندما تشعر بالنصر حيث لا ترحم صغيرًا ولا كبيرًا. أما حينما تشعر [الجيوش] بالخطر فهي تقدِم على ممارسات وأعمال أخرى تعتبر جُرمًا في نظر الشرع المقدّس، كذلك تعتبر جرمًا من وجهة نظر القوانين الدولية. طبعًا لا يأبه الطغاة في العالم لا للقوانين الدولية ولا للمعايير الإنسانيّة، يقومون باستخدام الأسلحة الممنوعة ويستهدفون المدنيّين وهذا ما حصل كثيرًا في الحروب التي خاضتها أمريكا مباشرة أو بالواسطة، هذا هو الحال الذي عليه جيوش العالم.

أما الجيش والقوى العسكرية في الجمهوريّة الإسلامّية فهم يلتزمون بالأحكام الإسلامية؛ فلا يعمدون إلى الطغيان عند انتصارهم وتحقيقهم الغلبة؛ ولا هم يقدمون على ممارسة محرّمة وممنوعة أو يستخدمون وسائل محظورة عند تعرّضهم للخطر.


1- صحيفة الإمام، ج7، ص 20، بيان إعلان يوم الجيش 26-1-1358ه.ش 15-4- 1979
2- بمعنى ان هذه العناصر كانت تنطلق من فكرة ان الجيش هو جيش الشاه وموروث غير ملتزم وغير متدين.. (حسب ما يفهم من كلام سماحته).


 

2017-02-24