يتم التحميل...

الثورة الاسلامية تنقذ الشعب من نظام آل بهلوي الظالم

الثورة الإسلامية

الثورة الاسلامية تنقذ الشعب من نظام آل بهلوي الظالم

عدد الزوار: 88

الثورة الاسلامية تنقذ الشعب من نظام آل بهلوي الظالم

خصائص النظام البائد
ما الذي جرى في التاسع عشر من دي؟ الجميع يعلم أنّ التاسع عشر من "دي" شكّل انطلاقة حركة جماهيريّة شاملة بين أبناء الشعب الإيراني. لقد كانت تلك النار تحت الرماد؛ آخذة بالاتّساع يومًا بعد يوم. لكنّ اندلاعها وتأجّج لهيبها، بدأ في التاسع عشر من "دي" على يد القُمّيّين؛ لينتهي بعد ذلك إلى تحرّكات مختلفة أدّت إلى حضور الشعب الإيراني يدًا واحدة في الميدان صادحًا بنداء التلبية للإمام العزيز، الشجاع، الروحي والربّاني، ومتصدّيًا للنظام الفاسد.

ما كان ذلك النظام الذي واجهه الشعب؟ من كان على رأسه؟ هذا أمر غاية في الأهميّة.

أودّ في هذا المجال أن آتي على ذكر خصوصيّتين أو ثلاث. وكما ذكرت لكم: توجد اليوم مساعٍ لتحريف الحقائق. يريدون تجميل أخبث الوجوه وأقبح الوجوه وأحلك الوجوه للمتأخّرين من حكّام هذا البلد التاريخيّين. يريدون تزيينها كي لا يطّلع الناس على الحقائق ولا يعلموا ما الذي قام به أولئك تجاه الثورة.

1 ــ الديكتاتوريّة
إحدى خصوصيّات ذلك النظام الفاسد؛ الديكتاتوريّة القاتمة والمظلمة. والقمع العجيب للناس، وبأقسى الأساليب الممكنة وأفظعها. وهو أمر نشاهده في بلدان أخرى أيضًا. لكنّنا هنا شاهدنا بأمّ أعيننا ما الذي فعلوه وبأيّ طريقة كانوا يتعرّضون للناس، سواء خلال مرحلة حكم رضاخان حيث شاهد ذلك من كان قبلنا وكبار السن فينا ونقلوه لنا، أو خلال العهد الأخير الذي كنّا فيه نحن وسائر الناس في الساحة والميدان.

طبعًا، جيل الشباب لم يشاهد تلك المرحلة. يوجد كثير من الكلام الموثّق والوقائع، حول ما فعلوه بالناس والمناضلين وبكلّ من كان يبدي أدنى معارضة لهم. حول سلوكهم مع الناس وتعذيبهم لهم. حول الضغوط العجيبة والغريبة التي كانوا يمارسونها على المستوى الجسدي والروحي. حول تلك السجون المرعبة التي لا زالت بعض آثارها قائمة تثير دهشة من يقصدها ويراها.

هذه واحدة من خصائصهم. حيث كانوا يحافظون على حكمهم من خلال استعمال القوّة والظلم والاستبداد والضغط على الناس.

الأشخاص الذين يبدون حرصهم اليوم على حقوق البشر ويكرّرون مثل هذه الادّعاءات الخاوية ليل نهار؛ كانوا يدافعون عن تلك الطبقة الحاكمة بكلّ وجودهم وبكلّ ما أوتوا من قوّة.

لا يمكن لهم أن يدّعوا أنّهم كانوا يجهلون الوقائع! فجهاز السافاك (جهاز المخبرات) المرعب والفظيع إنّما صنعه الصهاينة والأمريكان. وجهاز السي أي أي هو من جاء بتلك الأساليب التي كان يتبعها جهاز السافاك. فكيف يمكن لهم أن لا يعلموا بحقائق الأمور.

ولقد واجه هؤلاء معضلة كبيرة في الفترة الأخيرة حينما ظهرت إلى العلن تلك الفضائح حول ممارسات وكالات التجسّس الأمريكيّة مع خصومهم والمعارضين لهم. أين هم ممّا يتبجّحون به حول حريّة الرأي والليبراليّة والديموقراطيّة والأخذ بآراء الناس!حقا، هذا عالم عجيب!

نعم لقد كانت إحدى خصائص النظام الخبيث الذي استولى على مقاليد الحكم في بلدنا: التشدّد المفرط والقسوة البالغة تجاه أيّ شخص يبدي أدنى اعتراض عليهم.

2 ــ التبعيّة الأجنبيّ
الخصوصيّة الثانية لهذا النظام هي التبعيّة المطلقة والذليلة للقوى الأجنبيّة. هم يعمدون إلى إنكار ذلك -وهو أمر غير قابل للإنكار- من خلال الكتب التي يؤلّفونها من أجل تبرئة وتخلية جانب النظام البهلوي المجرم.

لقد جاء رضا خان بقرار من البريطانيّين، كذلك هم من قاموا بعزله. فلم تلبث بريطانيا أن أصدرت بيانًا حول ضرورة مغادرته للحكم؛ حتى تركه مرغمًا بعد أن كان قد تولّاه لما يزيد على السبعة عشر عامًا. إذ لم يكن يحظى بدعم أو مساندة من أيّ طرف آخر. هم أحضروه ثم ارتؤوا أنّ عليه الرحيل فرحل. جاء بقرار منهم وغادر بقرار منهم.

بعد ذلك جاؤوا بمحمد رضا وأبقوا عليه حتى أواخر العشرينات، ثم مع بداية الثلاثينات دخل الأمريكيّون إلى الساحة وأصبح كلّ شيء في قبضتهم. باتت أمريكا هي التي تقرّر السياسات في إيران، وكلّ ما كانت تقتضيه مصالحها سواء على المستوى الداخلي أو على مستوى المنطقة أو العالم، كان لا بدّ من تنفيذه بدقّة بالغة، الأمر الذي شكّل إهانة بالغة للشعب الإيراني العظيم.

هذه كانت إحدى خصائص ذلك النظام المجرم، وهذا هو السبب وراء هذا المستوى من الإصرار والعداء والبغض الذي يتعاطى به الأمريكي مع الشعب الإيراني والثورة الإسلاميّة ونظام الجمهوريّة الإسلاميّة.

لقد أمضى هؤلاء مثل هذه المرحلة، ثم آلت الأمور إلى ضياع هذه الفرصة من أيديهم. وتحرُّر دولة ونظام كالدولة والنظام الإيراني، ومن الطبيعي أن لا يكون لعدائهم مع الثورة نهاية وخاتمة.

3 ــ الفساد؛ المالي، الجنسي
أما الخصوصيّة الثالثة لهذا النظام المجرم فهي الفساد. وبشتّى أنواعه وصنوفه، بدءًا بالفساد الجنسيّ الذي كان قائمًا في جميع أرجاء البلاط ومن لفّ لفّه وأمثالهم والذي تحكى عنه أمور مخجلة. كثيرون كانوا يعلمون بهذه القضايا ولكن لم يكونوا يجرؤون على التحدّث بها.

كان بعض الكتّاب الأجانب يأتي على ذكرها، يتحدّثون أحيانًا عن الفساد الجنسيّ والفساد المالي. ولم يكن الأمر منحصرًا بالمستويات الوسطى للحكم -الأمر الذي قد يحصل في كلّ زمان- كلا، كان الفساد يشمل أعلى المراتب في البلد.

لقد كان محمد رضا ومن حوله متورّطين في أكبر قضايا الفساد المالي، أعلى الرشوات، أسوأ الانتهاكات، في أسوأ أنواع الاستفادة الماليّة والضغط على الثروات الماليّة للبلد.

لقد كانوا يكدّسون الثروات على حساب الناس وفقرهم وتعاستهم. لقد كان الفساد الجنسي والفساد المالي والإدمان والترويج للإدمان ونشر المواد المخدّرة، صنعةً امتهنتها العناصر الأساسيّة في الحكم خلال تلك الفترة.

لقد تمّ اعتقال إحدى أخوات محمد رضا في مطار سويسرا وهي تنقل حقيبة مليئة بالهرويين. وقد انتشر ذلك الخبر في جميع أرجاء العالم.

لكنّهم سرعان ما لملموا تلك القضيّة من خلال الأموال التي دفعوها؛ وتمّ حلحلة الأمور وإغلاق الملفّ. هذا هو الوضع الذي كان قائمًا.

4 ــ عدم الاكتراث للناس
من جملة الخصائص البارزة لنظام الطاغوت كان عدم اهتمامه بالناس. فالشعب عنده لم يكن له قيمة. ونحن خلال مرحلة شبابنا في عهد النظام السابق لم نشارك مرة واحدة في انتخابات. ولم نسمع من اي من فئات الناس انهم كانوا يشاركون في انتخابات. لم يكن هناك انتخابات. لقد كان تدخلهم جليا واضحا في برهة زمنية، وكان أقل وضوحا في برهة أخرى. يتخذون جماعة لهم مطية ووسيلة لتحقيق مآربهم من خلال مجلس الشورى والشيوخ. لم يكن الناس اساسا يعرفون من هو على راس الهرم. وفي الاساس كانت علاقة الشعب بالدولة مقطوعة. كان اطلاع الناس معرفة الناس عن اوضاع البلاد حول المسائل السياسية معدوما. حيث انتم الآن ترون وتشاهدون هي النقطة المقابلة تماما لذلك الشيء الذي كان موجودا في ذلك الوقت. كان نظاما خبيثا منقطعا تماما عن آحاد الناس.

5 ــ عدم الاهتمام بالعلم
عدم الاهتمام بالتطور العلمي، والترويج لتصغير شأن الوطن مقابل تعظيم الغرب. لم يتطور العلم حينها. كما لم يكن من وجود للحركة العلمية بالمعنى الواقعي للكلمة. وعمدت الوسائل الإعلامية على جذب الناس لكل ما هو مستورد، الأمر الذي، وللأسف الشديد، ما زال مستمرًا حتى يومنا هذا. ولا يمكن التخلص بسهولة من العادات التي تكتسبها الشعوب على المدى الطويل. وبدلًا أن يوجهوا البلاد نحو إحياء الإنتاج الداخلي والإفادة الصحيحة من المواد الأولية في البلاد، عمدوا إلى تعويد الشعب على شراء البضائع المستوردة بثمن النفط. لقد بدلوا أذواق الناس، قضوا على الزراعة والصناعات الحقيقية والوطنية لقد جعلوا البلاد مرهونة للخارج ولأعداء الأمة. لقد حقّروا هذا الشعب، استهانوا بمقدراته، عظموا الثقافة الغربية.

الثورة تنتصر وتحرر الشعب من نير النظام
كان نظامًا خبيثًا جامعًا لكل ما هو سيء ومذموم. لكن يدرك الناس ذلك. فالشعب الإيراني ذكي ويفهم الحقائق. لكن كان الأمر بحاجة إلى يد؛ إلى صوت؛ إلى قلب مؤمن يوّجه الآخرين نحو ساح النضال. كان النضال متشتتًا في أماكن متفرقة. لكن أن يصبح علنيًا شموليًا، فهو بحاجة إلى رجل إلهي مرسل من الله إلى الناس. فكان إمامنا العظيم هو تلك الصرخة، التي جمعت جميع هموم الشعب. وكان نداء التلبية من قبل هذا الشعب؛ الذي بذل الأرواح والفداء ونزل إلى الميدان. صارع هذا النظام وانتصر عليه.

إن السبب في عداوة نظام الجمهورية الإسلامية ــ وفي الدرجة الأولى ــ لأنه استطاع في تلك النقطة الحساسة من العالم، وفي بلد ثري بموارده، واستراتيجي بامتياز، اقتلاع نظام فاسد عميل لهم، طالما عملوا على تقويته، وإحلال مكانه نظام يعتمد على الإسلام، ويحترم الشعب والقيم والشعارات الوطنية. نظام لا يعر أهمية لإملاءات الأعداء، يتحرك عكس اتجاه النظام السابق بشكل كامل.

كانت أكبر خدمة أسدتها الحركة والثورة الإسلامية، هي إنقاذ الشعب من ذلك النظام. وكان كل ما حدث بعدها من: الاقتدار الوطني، الحركة الشعبية العظيمة، الوعي والبصيرة العامة، التطور العلمي والمكانة البارزة لإيران في المنطقة والعالم؛ كل ذلك كان من بركات إزالة ذلك السدّ من طريق الشعب. هذا ما قام به الشعب بنفسه،.هذا ما قام به الدين والمعتقدات.
 

2017-02-24