ألإحتفال بذكرى انتصار الثورة ــ كما الثورة نفسها ــ ظاهرة فريدة
الثورة الإسلامية
ألإحتفال بذكرى انتصار الثورة ــ كما الثورة نفسها ــ ظاهرة فريدة
عدد الزوار: 69
ألإحتفال
بذكرى انتصار الثورة ــ كما الثورة نفسها ــ ظاهرة فريدة
ولأعود الآن إلى قضيّة الثاني والعشرين من بهمن، وقضيّة الثورة ، والتي
هي قضيّة أمسنا ويومنا وغدنا . وقضيّتنا دائمًا وأبدًا.
إنّ الاحتفال بالثاني والعشرين من بهمن يتألّق في كلّ عام أكثر من العام الذي سبقه.
ولقد دلّ على نفسه بنفسه. يقدّم البعض تحليلات متعدّدة؛ وهي تصوّرات يتمّ رسمها في
الفراغ حين يجلسون ويفكّرون وحدهم ومع أنفسهم . لكن النصّ الذي يكتبه الشعب في
الواقع، هو كلام آخر مختلف تمامًا.
المتخصّصون الذين يراقبون بدقّة، حركة التظاهرات في الشوارع والساحات ــ وبعضهم
يحدّدون أعداد الجماهير من خلال المناظير وآلات التصويرــ قدّموا لنا تقارير
متعدّدة ؛ بأنّه في العام الماضي كانت مشاركة الجماهير في الاحتفالات وتظاهرات ذكرى
الانتصار أكثر بكثير من العام الذي سبقه . وهذه السنة قدّم هؤلاء أنفسهم - الذين
يجرون الإحصاءات والحسابات بدقّة وعن كثب - تقاريرهم بأنّ في هذه السنة كانت
المشاركة أكثف والحشود أكبر من السنة الماضية أيضًا. قد يخطر في بال البعض أنّ
عبارة " كلّ عام أفضل من الذي قبله "، التي
تتكرّر كلّ عام على الأفواه ، ما هي سوى لقلقة لسان؛ كلا . إنّه الواقع. حسن؛ على
ماذا يدلّنا هذا الواقع؟ إنّ رأيي - أنا العبد الحقير- أنّ احتفال ذكرى انتصار
الثورة هو ظاهرة لا نظير لها تمامًا كالثورة نفسها . ماذا يعني هذا الأمر؟ كما أنّ
ثورتنا – باعتراف الأعداء أيضًا - لا نظير لها على مدى التاريخ ؛ ومن جوانب متعدّدة
. فكذلك الاحتفال بالذكرى السنويّة للانتصار، لا مثيل له في أيّ مكان في العالم
أيضًا. عادةً، ــ وكما كنّا نشاهد في التلفاز ويصلنا عبر وسائل الإعلام ــ فإنّ
ذكرى انتصار الثورات في مختلف البلدان، بعد مرور سنتين أو ثلاثة أو أربع سنوات
تُقام بشكلٍ رسمي وجاف. تختلف المسألة بشكلٍ كامل عندنا . يحتفل الشعب بالذكرى؛
وليس فقط في طهران بل في كلّ مراكز المحافظات . وليس فقط في مراكز المحافظات بل في
كلّ مدن البلاد؛ .وليس فقط في السنة الأولى أو الثانية أو الخامسة أو العاشرة، بل
في السنة الخامسة والثلاثين . أليست هذه ظاهرة عجيبة ومدهشة ؟! لقد مضى 35 عامًا
على انتصار الثورة . الذين وُلدوا في عام انتصار الثورة، صاروا اليوم رجالًا ونساءً
بعمر ال35 سنة - وقد عبروا مرحلة الشباب تقريبًا - وفي الوقت نفسه، يحتفل الجميع في
الذكرى السنويّة لانتصار الثورة بكلّ هذا الدافع والإحساس بالاستقامة والوفاء
لأهداف الثورة . ويتكرّر الاحتفال، بكلّ هذه القوّة والهيبة والعنفوان . أليس هذا
أمرًا عجيبًا ؟ دعوا وسائل إعلام العدو تقول ما تشاء وتفعل ما تشاء . ولكنّ مراكز
الفكر والأبحاث عندهم، تدرك جيّدًا ماذا يحصل هنا. أولئك الذين يجتمعون ويبحثون
ويطالعون، يدركون ويفهمون أنّه لا يمكن مواجهة هذا الشعب وهذه الثورة وهذا الدافع
والإيمان.
رسالة الاحتفال بذكرى انتصار الثورة : الإستقامةٌ على
ثوابت الثورة والوحدة
ما هي الشعارات التي يطلقها الناس في هذه التظاهرات؟ إنّها شعارات
الصمود والثبات على الخطّ المستقيم وصراط الثورة المستقيم . تكرّر هذا المشهد في
كلّ المناطق ؛ في جميع أنحاء البلاد. شعارات الصمود؛ أي إنّ الناس يُظهرون من خلال
تظاهرات الثاني والعشرين من بهمن، تجلّي هذه الحقيقة: إنّ الله تعالى قد أنجز وعده،
حيث قال: "إن تنصروا الله ينصركم ويثبّت أقدامكم"؛ إنّ الله يثبّت أقدامكم ويقوّي
خطواتكم ويصونكم من التراجع. هذا وعد إلهي . ولقد تحقّق هذا الوعد الإلهي بالنسبة
إلى الشعب الإيراني . حيث إنّكم نصرتم دين الله، فثبّت الله أقدامكم. إنّ احتفال
هذه السنة بالذكرى الخامسة والثلاثين لهو علامة على تثبيت الأقدام. حسنٌ، ما هي
رسالة هذا الاحتفال؟ انظروا إلى شعارات الناس . ينبغي أخذ الرسالة من شعارات
الجماهير. وما أراه -أنا العبد لله- حين أنظر إلى هذه التظاهرات، أنَها قد وجّهت
رسالتين: الأولى هي رسالة الاستقامة، والثانية هي رسالة الوحدة. ماذا تعني
الاستقامة؟ الاستقامة هي ثبات الشعب الإيراني وتمسّكه بأهداف الثورة.
أهداف الثورة : الإستقالال ، والعدالة في ظل الإسلام
نحن لدينا أهداف إيجابيّة . وكذلك لدينا أهداف سلبيّة . أهدافنا
الإيجابيّة هي عبارة عن حركتنا نحو العدالة الاجتماعيّة . نحو الحضور الشعبي في
مختلف قضايا البلاد. نحن نسعى للإسلام؛ حيث نعتبر أنّ سعادة البلد تكمن في العمل
بالتعاليم الإسلاميّة. نحن نسعى للاقتصاد المستقلّ، والثقافة غير التابعة للأجانب .
نسعى نحو ثقافتنا الإسلاميّة والإيرانيّة الأصيلة . نسعى للتألّق العلمي لبلدنا .
نريد لبلدنا أن يكون رائدًا متقدّمًا في مجال العلم والاقتصاد والثقافة والاجتماع
والأخلاق والمعنويّات . هذه هي رسائل ثورتنا الإيجابيّة. كذلك فإنّ لثورتنا رسائل
سلبيّة أيضًا. رسالة ثورتنا السلبيّة هي هذه: نحن لا نستسلم ولا نخضع للهيمنة ولا
للتسلّط. لا نستسلم لنظام التسلّط.