الهدف الأكبر الثورة: بناء تجربة إسلامية تحتذى في التقدم والعدالة الإجتماعية
الحكومة الإسلامية
من كلمة الإمام الخامنئي في الحرم الضوي بمناسبة بداية العام الهجري الشمسي الجديد. الزمان: 1/1/1386هـ.ش ـ 1/3/1428هـ. ق ـ 21/3/2007م
عدد الزوار: 92
من كلمة
الإمام الخامنئي في الحرم الضوي بمناسبة بداية العام الهجري الشمسي الجديد. الزمان:
1/1/1386هـ.ش ـ 1/3/1428هـ. ق ـ 21/3/2007م
الهدف الأكبر الثورة: بناء تجربة إسلامية تحتذى في التقدم والعدالة الإجتماعية
إنّ هدفنا الأساسي نحن الإيرانيون ـ والذي يجب وضعه نصب أعيننا دائماً ـ هو أننا
حددنا لأنفسنا هدفاً كبيراً، وقد سعينا لبلوغ هذا الهدف طوال العقود التالية
للثورة، وكلما أمعنا النظر تجلّت لنا إمكانية بلوغ هذا الهدف، وهذا الهدف الكبير
عبارة عن رفعة إيران الإسلام وجعلها نموذجاً تحتذي به الشعوب الإسلامية, سواءً على
المستوى المادي أو المعنوي، وهذا يعني ضرورة أن يرتقي شعبنا مادياً ومعنوياً، وأن
يحظى بالإستقلال الوطني والعزة الوطنية، وأن يتمتع بالقدرة والإمكانات الوطنية، وأن
يتمكن من توظيف جميع إمكاناته، وأن ينعم بالرفاه، وتسود حياته العدالة الاجتماعية،
وعندها يمكن لهذا الشعب أن يغدو أسوة لجميع المجتمعات الإسلامية، بل وغير الإسلامية
أيضاً.
إنّ الشعب الإيراني ينشد الحرية والرفاه والإيمان، وأن تكون بلاده عامرة ومتقدمة،
هذا هو هدف الشعب الإيراني.
ولا يختلف اثنان حول هذا الهدف، حيث تزول هنا جميع الخلافات والنزاعات الفئوية
والسياسية، فإن هذا الهدف يقبله آحاد الشعب الإيراني فالجميع يريد بلداً عامراً،
وأن يكون حرّاً وشامخاً، وأن نستخدم إمكاناتنا الوطنية, وأن نكون متقدمين, وأن نحمل
لواء العدالة الاجتماعية، وأن نحمل بيرق الإيمان الإسلامي في مقدمة الشعوب
الإسلامية، هذا ما يتوخّاه ويعشقه جميع الشعب الإيراني.
ويمكننا بلوغ هذه الغاية؛ وذلك لتوفر الإمكانات الوطنية لذلك، ولأن التجارب تؤيّده.
إنّ الشعب الإيراني شعب كفوء ومستقيم، ويتمتع بالغيرة الدينية والوطنية، وله إيمان
راسخ بالإسلام، ويعشق وطنه، وهذه بأجمعها تعطينا الأمل والثقة بإمكانية شعبنا لبلوغ
هذا الهدف؛ وهذا ما تظهره لنا التجربة أيضاً.
الثورة الإسلامية أعادت شعبنا إلى ميدان التنافس العالمي
لقد مكثنا خارج مضمار التنافس العالمي، بسبب سيطرة الحكومات الفاسدة
والعميلة لسنوات طويلة.
إنّ الشعب الإيراني الذي كان رائد العلم والثقافة وصل به الأمر بفعل سلطة الملوك
الجائرين والقوى المنفصلة عن الشعب إلى الخروج من مضمار السباق العلمي والسياسي
الذي احتدم في العالم منذ قرنين تقريباً.
حينما لا يكون شعب داخلاً في سباق الشعوب، فإن قواه وإمكاناته ستضمحل بشكل طبيعي،
وستكون إنجازاته ضئيلة للغاية، خذوا مثلاً فريقاً رياضياً كفوءاً نشيطاً مندفعاً،
ومع ذلك يُهّمش ويتّم إبعاده عن ميادين المنافسة الرياضية، فإن قواه ستتضاءل بشكل
طبيعي؛ وهذا ما قاموا به تجاه شعبنا.
شعبنا اليوم يتمتع في العالم بمكانة مرموقة في مختلف
المجالات
وفي الوقت الذي خلقت فيه القوى العميلة والفاسدة وغير الكفوءة والملوك
الظَلَمة مثل هذا الوضع لشعبنا على مدى سنوات متمادية، فإن الثورة الإسلامية بمجرد
أن فتحت أبواب الدخول إلى ميدان التنافس العالمي حصل شعبنا على تقدم كبير وانجازات
جبارة.
أن شعبنا يتمتع حالياً بمكانة مرموقة في العالم, سواء في المجالات العلمية أو
السياسية، وأصبح وجهاً لامعاً بين الشعوب.
ففي المجالات العلمية نُعتبر متقدّمون مقارنةً بهذا العصر، وطبعاً لا يمكن التعويض
عن التخلّف الذي حصل طوال قرنين في مدة لا تتجاوز العقدين أو ثلاثة عقود، إلا أننا
في هذه السنوات التي مضت من عمر الثورة الإسلامية قد تقدمنا بسرعة أكبر, مقارنةً
بهذه المدة الزمنية.
تلاحظون أنّ شبابنا قد حققوا إنجازات كبيرة في مجالات الطاقة الذرية والخلايا
الجذرية, وفي مجال الإصابات النخاعية وعشرات المجالات الأخرى، التي سيبتهج الناس
لسماعها. لقد تمكّن علماء بلادنا المبرزين من الظهور على المستوى العالمي, وأن
ينالوا إعجاب العالم.
وكذلك الأمر بالنسبة إلى مجالات التنافس السياسي، حيث تحظى حكومة الجمهورية
الإسلامية الإيرانية في المجالات السياسية ـ سواء على المستوى الإقليمي أو العالمي
ـ بالكثير من المؤيدين، وأنّ كلمتها مسموعة.
وإنّ مسؤولينا يظهرون على نحو بارز سواء في المحافل العالمية أو في أسفارهم إلى
البلدان الأخرى، أو في ما يتخذونه من المواقف.
وهذا إن دلّ على شيءٍ فإنما يدل على قابلية هذا الشعب وكفاءته في التقدم والتطور
ودخول هذه الميادين.
لقد تمكن شعبنا من إدخال مفاهيم جديدة في معاجم السياسة العالمية، فالعالم لم يكن
يعرف مصطلح الجمهورية الإسلامية، في حين غدا هذا المصطلح حالياً شعاراً تنشره كافة
الشعوب الإسلامية.
كما أنّ العالم لم يكن مطلّعاً على تعريف نظام السلطة، فهذا ما عرّفه شعبنا وأدخله
في معاجم السياسة الدولية، وكذلك مسألة محورية الدين في السياسة، والقانون، وإدارة
البلاد، فهذه بأجمعها مفاهيم جديدة تمكّن شعبنا من إدخالها.
إذاً بإمكاننا الدخول والمشاركة في المسابقات العالمية على المستوى العلمي،
والسياسي والصناعي والاقتصادي والثقافي، وأن نحصد النجاح على المدى القصير، ونأمل
أن نغدو على المدى البعيد في مقدّمة الدول. هذا هو وضع شعبنا.