يتم التحميل...

القرآن نظام حياة: نظام الجمهورية الإسلامية أعظم مصاديق العمل بالقرآن

الحكومة الإسلامية

من كلمة الإمام الخامنئي أمام الباحثات القرآنيّات في إيران_20/10/2009

عدد الزوار: 97

من كلمة الإمام الخامنئي أمام الباحثات القرآنيّات في إيران_20/10/2009
القرآن نظام حياة: نظام الجمهورية الإسلامية أعظم مصاديق العمل بالقرآن

القرآن نظام حياة
ينبغي الامتزاج بالقرآن. إنّ مفاهيم القرآن مفاهيم للحياة وليست مجرد معلومات. قد تكون المعلومات القرآنية لدى شخص ما جيدة ولكن لا أثر للقرآن في حياته إطلاقًا. أشارت بعض السيدات هنا إلى هذا المعنى. علينا السعي لتجسيد القرآن في حياتنا. وكما قالت إحدى زوجات الرسول الأكرم المكرمات حينما سُئلت حول أخلاق الرسول: «كان خلقه القرآن»1 أي إنه كان قرآنًا متجسدًا. ينبغي إيجاد هذا المعنى في مجتمعنا.

نظام الجمهورية الإسلامية أعظم مصاديق العمل بالقرآن
هناك حقيقة واضحة جدًا لكنها خافية في الغالب بسبب شدة وضوحها. لنطرح هذه الحقيقة ونذكرها. هذه الحقيقة هي أصل تحقق الجمهورية الإسلامية. هذا تجسيد للقرآن. إنّ نظام الجمهورية الإسلامية نظام ديني وهو من أكبر مصاديق العمل بالقرآن.. المصداق الذي أوجدته لنا الثورة. يجب أن لا نغفل عن هذا الشيء. أجل، هناك جداول عديدة داخل هذا الإطار الكبير ينبغي أن تُملأ، وأعمال كثيرة لا بد أن تنجز، بيد أن المهمة والعمل الرئيسي هو إيجاد هذا النظام.. إيجاد نظام قائم على الدين وتكون هوية المسؤولين فيه وخصوصياتهم وأداؤهم وعلاقتهم بالجماهير وخدمتهم للناس كلها [قائمة] على أساس الدين وعلى أساس القانون الديني والقانون الإسلامي. هذا هو أكبر مصداق من مصاديق العمل بالقرآن.. إنه الشيء الذي قام به الرسول الأكرم حينما هاجر إلى المدينة. ما لم يكن هناك مجتمع ونظام وسلطة مركزية تنشر ظلالها على كافة الأنشطة الاجتماعية فلن تكون هناك ضمانة للأعمال. كان هناك قبل الثورة خيّرون وناصحون قلائل تتحرّق قلوبهم وضمائرهم ويتألمون وينصحون الناس باستمرار - في وسائل الإعلام العامة أو ضمن حدود أضيق - ويعظونهم و ليست الموعظة عديمة التأثير بل هي تؤثر في القلب، لكنها لم تتحقّق عمليًّا؟ لماذا؟ لأن النظام نظام خاطئ، ولأن اتجاه المجتمع يخالف العدالة والإنصاف والمروّة والأخلاق. في مثل هذا الاتجاه الخاطئ هل من المجدي الإصرار على هذا وذاك أن كن عادلًا، وكن رحيمًا، وكن منصفًا؟ الاتجاه هو المهم. يتشكل أساس الاتجاه من خلال تأسيس نظام ذي اتجاه ديني صحيح. هذا ما قامت به الثورة حيث أسست هذا النظام. ما أودّ قوله هو أن لا ينسى باحثونا القرآنيون وشبابنا المتحمسون والمحبون هذه الحقيقة. إنها حقيقة جد واضحة وساطعة، لكنها تبقى مغفولًا عنها في الغالب. إنها حقيقة مهمة جدًا.

ينبغي الدخول في البناء القرآني ضمن هذا الإطار والنهوض بالمهام الأساسية. وذلك من اجل أن يكون المحتوى قرآنيًا بالمعنى الحقيقي للكلمة. سلوكنا الفردي، وسلوكنا الإداري، وسلوكياتنا المؤسساتية، سلوكنا في التربية والتعليم - أي أجهزة التربية والتعليم بما في ذلك الجامعات ومراكز البحث والحوزات وغيرها - وسلوكنا داخل العائلة، وسلوكنا السياسي، وسلوكنا الدولي؛ يجب أن يكون كل هذا على أساس الإسلام. فمتى ستتحقق هذه الغاية؟ حينما نكون قد تعرفنا على المفاهيم القرآنية بشكل صحيح. إنه الشيء الذي يتحقق بهذه الحركة البحثية القرآنية العظيمة، سواء في جانبها النسوي أو الرجالي. هذا هو الاتجاه المنشود الذي ينبغي للبحوث أن تسير فيه.


1- فضائل الخمسة، ج1، ص 117.

2017-02-22