نظامنا الإسلامي نظام ديمقراطي في اطار الإسلام
الحكومة الإسلامية
كلمة الإمام الخامنئي في حشد من الأهالي أثناء زيارته التفقدية لمحافظة يزد. الزمان: 12/10/1386هـ. ش ـ 22/12/1428هـ.ق ـ 2/1/2008م.
عدد الزوار: 91
كلمة
الإمام الخامنئي في حشد من الأهالي أثناء زيارته التفقدية لمحافظة يزد. الزمان:
12/10/1386هـ. ش ـ 22/12/1428هـ.ق ـ 2/1/2008م.
نظامنا الإسلامي نظام ديمقراطي في اطار الإسلام
أيها الأخوة والأخوات الأعزاء، يا أهالي يزد الأعزاء، ويا أبناء الشعب
الإيراني العزيز، إنه لا مندوحة لنا عن الثقة بالنفس إذا ما أرادنا بلوغ هذا الهدف.
لابد وأن نعبر عن أرادتنا الوطنية كما عبرنا عنها حتى اليوم من خلال إنجازاتنا
المتواصلة.
إنها لم تكن مزحة أن نسقط حكومة من أشد حكومات العالم ظلماً وفساداً في بلد يتعرض
لأقسى الضغوط الاستكبارية والاستعمارية، وأن نقضي على تلك الحكومة المستبدة وتلك
العائلة المنحوسة التي كانت تحقق لعالم الشرق والغرب مآربه وأطماعه، وأن نزيل آثار
تلك الحكومة المتهاوية لتلك الأسرة الملكية الوراثية، ثم نستبدلها بنظام حكومي شعبي
نابع من أصوات ومشاعر الجماهير في بلد لطالما تعرض للظلم وعانى من الاستبداد خلال
قرون طويلة.
فهل هذه مزحة؟!
لقد حقق الشعب الإيراني هذا الإنجاز العظيم، ولا يوجد بلد آخر في هذه المنطقة يداني
الجمهورية الإسلامية من حيث الاستناد الى أصوات الشعب وأحاسيسه.
إنّ المرء ليشعر بالألم عندما نجد أن البعض يتقولون ببعض المهاترات السياسية ـ أو
الفئوية على الأرجح ـ وكأنه لا توجد ذرة من الديمقراطية في هذا البلد. إنه ضرب من
التعسف وعدم الانصاف.
إنّ ثمة انتخابات تُجرى في هذا البلد مرة واحدة في المتوسط كل عام منذ ثمان وعشرين
سنة، وهي انتخابات حرة ونزيهة، يتحكم فيها العقل، وتتميز بالحضور الشعبي الواسع،
والنوعية، ومشاركة كافة الاتجاهات والأطياف. فلماذا نعيد ونكرر مزاعم الأعداء الذين
ينكرون وجود ديمقراطية في ظل الإسلام، ولماذا نثلج صدورهم بترديد ادعاءاتهم
الكاذبة؟
لقد استطاع الشعب الإيراني أن يقيم عماد هذه البناء المبارك، وأن يرسخ فيه
ديمقراطية جديدة لا سابق لها، وهي الديمقراطية الدينية.
إنّ هناك إطار للديمقراطية في كل مكان من العالم، ولا يوجد بلد فيه ديمقراطية إلا
وهي خاضعة لإطار أو اتجاه خاص، إما عن طريق الأحزاب، أو الأجهزة القضائية، أو أجهزة
خارجة عن إطار السلطتين القضائية والتنفيذية. وهكذا في كافة بلدان العالم.
وأما بالنسبة لنا، فقد جعلنا من الإسلام إطاراً للديمقراطية لأن الشعب الإيراني شعب
مسلم ومؤمن، وهكذا انبثقت الديمقراطية الدينية والديمقراطية الإسلامية.
إنّ نظرة الشعوب المسلمة الأخرى للشعب الإيراني بعين العظمة والإكبار يعود الى أن
هذا الشعب امتلك الشجاعة للدخول الى الميدان، وأن النظام الحاكم توفر على الشجاعة
لمنح الشعب فرصة المشاركة، ثم ما لبث أن فاجأ العالم بديمقراطية لم يكن يعلم بها،
وذلك في صيغة خاصة وشكل معين، وبعد ذلك رفعها رايةً وشعاراً.
إنّ كافة الشعوب والحكومات تقع فريسة لضجة اللعب الدعائية لأعدائها، وأما الشعب
الإيراني فقد ظل في منأى عن كل ذلك.
إنّ الشعب الإيراني لم يتخذ مواقف انفعالية إزاء العديد من القضايا، كقضية
الديمقراطية الدينية، وقضايا المرأة، وأساليبنا المعتادة في السياسة الخارجية،
وعلاقتنا بأقطاب القوى الدولية، فإننا لم نتأثر بالخدع الإعلامية، ولم يغير الشعب
مساره، وسنستمر على هذا المنوال.
وإنني أؤكد من جديد أنه لابد من الحفاظ على هذه الثقة بالنفس.