الجمهورية الإسلامية تصمد وتقاوم وتزداد قوة
الحكومة الإسلامية
كلمة الإمام الخامنئي في جامعة "العلم والصنعة" 14/12/2008
عدد الزوار: 110
كلمة
الإمام الخامنئي في جامعة "العلم والصنعة" 14/12/2008
الجمهورية الإسلامية تصمد وتقاوم وتزداد قوة
بهذا الصمود على ما ترفضه الجمهورية
الإسلامية و ما تثبّته استطاعت مواجهة جبهة واسعة مجهزة بشتى أنواع الإمكانيات و
المقاومة أمامها. و هذه هي نفس الحال التي شهدناها خلال ثمانية أعوام من الدفاع
المقدس حيث تعاضد الشرق و الغرب و أوربا و الناتو و بعض البلدان العربية و الكل ضد
الجمهورية الإسلامية، لكن الجمهورية الإسلامية استطاعت بالتالي فرض التراجع عليهم
جميعاً بينما لم تتراجع هي أبداً. و تكررت هذه الحال على المستوى السياسي و في
أعوام ما بعد الحرب إلى يومنا هذا.. أي إن الجمهورية الإسلامية استطاعت الوقوف بوجه
الجبهة العظيمة التي تشكلت حيالها. أي إنها لم تتراجع أبداً، و ليس هذا و حسب بل
تقدمت إلى الأمام ووجهت الضربات للعدو.. هذا ما حصل.
لاحظوا الوضع الحالي لأمريكا في الشرق الأوسط، و لاحظوا ما كانت عليه قبل خمسة عشر
عاماً و انظروا كيف هو حال أمريكا في الشرق الأوسط. يزداد كره الناس لها يوماً بعد
يوم، و تزداد ذلة و إخفاقاً يوماً بعد يوم.. في القضية الفلسطينية بشكل، و في قضية
لبنان بشكل، و في قضايا العراق و أفغانستان بشكل. لقد فشلت أمريكا في مخططاتها
للشرق الأوسط، وغالباً من كان المستهدف في هذه المخططات هي الجمهورية الإسلامية قبل
تلك البلدان. تلقّت أمريكا الضربات و استطاعت الجمهورية الإسلامية أن تقف و تصمد.
طبعاً كانت المؤامرات متعددة و كثيرة.. في العقد الأول من الثورة بشكل من الأشكال،
و في العقدين الثاني و الثالث للثورة كانت المؤامرات بأشكال متنوعة - و ليس ثمة
متسع من الوقت لذكر التفاصيل - على أن النقطة الرئيسية التي ينبغي للطلبة الجامعيين
و المنتسبين الأعزاء للجامعات و كذلك كل أبناء الشعب لا سيما النخبة و الواعون أن
يتنبهوا لها هي أن نظام الجمهورية الإسلامية يتمتع بالقوة و الاقتدار الذاتي. و قد
استطاع الصمود لحد اليوم طوال هذه الأعوام الثلاثين. انصبت كل هممهم على سحق
الجمهورية الإسلامية و القضاء عليها، لكنها لم تسحق أبداً، بل ازدادت قوة في
المجالات المختلفة باضطراد.
حفظ "الجمهورية الإسلامية" بحفظ مبادئها
هذه القدرة على البقاء و الاقتدار و إمكانية البقاء يجب أن تحفظ. ليس
الأمر أننا مهما عملنا و بأية طريقة سرنا - حتى بطريقة اللا أبالية و عدم الاهتمام
بواجباتنا الحساسة - فستبقى إمكانية المقاومة كما كانت. كلا، ينبغي الحفاظ على نظام
الجمهورية الإسلامية بالمعنى الحقيقي للكلمة، كي يمكن إنتفاع الشعب بمصالحه و مصالح
بلاده، و لكي يمكن إيصال هذا الشعب إلى ذروة رقية و طموحاته و مبادئه.
المهم هو أن لنظام الجمهورية
الإسلامية بنية حقوقية ورسمية هي الدستور، و مجلس الشورى الإسلامي، و الحكومة
الإسلامية، و الانتخابات - هذه الأمور التي تشاهدونها - وحفظ هذه المفاصل مهم و
واجب بالطبع لكنه غير كافٍ.
ثمة دائماً في باطن البنية الحقوقية
بنية حقيقية أو هوية حقيقية وواقعية ينبغي المحافظة عليها. البنية الحقوقية بمثابة
الجسم و القالب، و الهوية الحقيقية بمنـزلة الروح و المعنى و المحتوى. إذا تغير
المعنى و المحتوى فلن يعود للبنية الظاهرية و الحقوقية من فائدة حتى لو بقيت على
حالها دون تغيير، كما أنها لن تستمر، فحالها سيكون كحال السن المنخور من الداخل..
ظاهره سليم لكنه يتحطم بأول ارتطام له بجسم صلب. تلك البنية الحقيقية والواقعية و
الداخلية هي المهمة، فهي بمثابة الروح من هذا الجسد. ما هي تلك البنية الداخلية؟
إنها مبادئ الجمهورية الإسلامية: العدالة، و كرامة الإنسان، و حفظ القيم، و السعي
لتكريس الأخوة و المساواة، و الأخلاق، والصمود حيال نفوذ الأعداء.. هذه هي عناصر
البنية الحقيقية و الداخلية لنظام الجمهورية الإسلامية. إذا ابتعدنا عن الأخلاق
الإسلامية، و إذا نسينا العدالة، و تركنا شعار العدالة لأغبرة العزلة، و إذا
استهنّا بالحالة الشعبية لمسؤولي البلاد، و إذا نظر مدراء إيران ككثير من مدراء
البلدان الأخرى للمسؤولية كوسيلة و كمصدر ثروة و سلطة، و إذا غابت هموم الخدمة
والتضحية من أجل الشعب عن أذهان المسؤولين و ممارساتهم، و إذا أقصيت و ألغيت و طردت
من أذهان المدراء النـزعة الشعبية و التبسط في العيش و عتبار أنفسهم في مستوى عموم
الناس، و إذا نسيت المقاومة إزاء تطاول العدو و تجاوزاته، و إذا ساد الخجل و التردد
و ضعف الشخص أو ضعف الشخصية على العلاقات السياسية و الدولية لدى مسؤولي البلاد.
إذا فقد أوضعف هذا اللباب الحقيقي و هذه العناصر الرئيسة من هوية الجمهورية
الإسلامية الواقعية، فإن البنية الظاهرية للجمهورية الإسلامية لن تستطيع فعل
الكثير، و لن تؤثر كثيراً. و صفة "الإسلامي" بعد مجلس الشورى حيث نقول مجلس الشورى
الإسلامي، و حكومة الجمهورية الإسلامية لن تستطيع لوحدها فعل شيء. أساس القضية هي
أن نحرس تلك الروح، و لا نفقد تلك السيرة و لا ننساها، و لا ترتاح ضمائرنا لمجرد
حفظ الشكل و القالب. اهتموا بالروح و المعنى و السيرة. هذا هو أساس القضية.
• الحفاظ على "الجمهورية الإسلامية" مسؤولية الطبقة
الجامعية بدرجة أولى
وأقول لكم إن تغيير السيرة وتغيير تلك الهوية الحقيقية يحصل بنحو تدريجي
و هادئ جداً. غالباً ما لا يتنبه البعض لهذا التغيير أو إن الكثيرين لا يتفطنون له.
و قد ينتبه له الجميع بعد فوات الأوان. ينبغي التدقيق كثيراً. العين البصيرة للطبقة
المتنورة المثقفة في المجتمع - أي الطبقة الجامعية - والعين البصيرة للطلبة
الجامعيين ينبغي أن ترى نفسها دوماً مسؤولةً عن هذه المهمة.
ضرورة حفظ
وإبراز خصائص الجمهورية الإسلامية
النظام الإسلامي نظام إسلامي في ظاهره و باطنه، و ليس نظاماً إسلامياً
في الظاهر فقط. مجرد أن تكون في الدستور شروط لرئيس الجمهورية، و القائد، و رئيس
السلطة القضائية، و لمجلس صيانة الدستور، و لهذا الطرف أو ذاك، فهذا لا يكفي رغم
أنه شيء لازم. ينبغي الحذر من الانحراف عن الأهداف و المبادئ و الاتجاهات. و هذا ما
كنّا نكافح من أجله طوال هذه السنوات المديدة خصوصاً بعد انتهاء الحرب و رحيل
الإمام. كانت هذه من القضايا الأساسية في العقدين المنصرمين. بذلت جهود جمة لسلخ
الجمهورية الإسلامية عن روحها و معناها. بذلوا جهوداً حثيثة و بأشكال مختلفة سواء
على الصعد السياسية، أو في الميادين الأخلاقية، أو على المستويات الاجتماعية، و عبر
التصريحات و الأقوال التي أطلقت. شهدنا فترة دعت فيه صحافتنا رسمياً و علنياً لفصل
الدين عن السياسة. بل شككوا في فكرة الوحدة بين الدين و السياسة و هي أساس
الجمهورية الإسلامية و أساس التحرك العام للشعب. هل فوق هذا شيء؟! في فترة ما؛ لوحظ
أن صحافتنا دافعت علناً وصراحةً عن النظام البهلوي الظالم المتجبر السفاك! من أجل
أن لا يحدث مثل هذا و لأجل مواجهة هذا الانحراف يمكن تكريس التخوم العقيدية
والفكرية و السياسية. ينبغي أن تكون مميزات و علامات الهوية الإسلامية واضحة: ميزة
طلب العدالة، و ميزة بساطة عيش المسؤولين، و ميزة الدفاع عن الحقوق الوطنية. الدفاع
الشجاع عن حقوق الشعب إحدى المميزات، ومثال ذلك الحق النووي و القضية النووية. هذه
إحدى عشرات الأمور التي تحتاجها بلادنا، و ليست القضية الوحيدة. و لكن حين ركّز
العدو على هذه النقطة صمد شعبنا بدوره عليها. بالنسبة لهذه النقطة التي ركز عليها
العدو، إذا تراجع الشعب و المسؤولون و غضوا الطرف عن هذا الحق الناصع القاطع، فلا
شك في أن الطريق سيُفتح أمام العدو للتطاول على الحقوق الوطنية.
أ ــ مناهضة مسؤولو البلاد النزعة الأرستقراطية
اجتناب الحالة الارستقراطية ظاهرة كانت مشهودة في ثورتنا، و قد حاول
البعض حلحلتها تدريجياً. لهذه القضية تأثيرها في قضايانا الاقتصادية والنفسية.
النـزعة الارستقراطية كانت قيمة سلبية في الثورة أي إن الأشخاص و على شتى المستويات
كانوا يتجنبون بشدة أن ينسبوا إلى الارستقراطية أوأن تلاحظ عليهم أمور تعد من
مميزات النـزعة الارستقراطية. مسؤولو البلاد بالدرجة الأولى ملتزمون بهذه الحالة و
يجب أن يكونوا كذلك. لكن هذه الحالة ضعفت شيئاَ فشيئاً. و اليوم عاد لحسن الحظ و
لله الحمد تيار مناهضة النـزعة الارستقراطية و اعتبارها قيمة سلبية، بمعنى أن
الحكومة و مسؤوليها شعبيون و متبسطون في معيشتهم و هذه فرصة جيدة جداً، و هي نعمة
كبيرة و أحد المعايير.
ب ــ الإعلاء من قيمة الجهاد والشهادة
وقيمة الجهاد و الشهادة معيار آخر من هذه المعايير. قيمة الجهاد و
منـزلة الشهادة السامقة كانت من الأمور التي جرى التشكيك فيها من قبل بعض العناصر و
الأيادي. شككوا في الجهاد و في الشهادة. هذا أحد المعايير و
ينبغي أن يبرز. احترام الشهداء و احترام الجهاد و المجاهدين ينبغي أن يكون من
الأجزاء البارزة في راية الجمهورية الإسلامية فتعرف هذه الجمهورية بالجهاد و
الشهادة.
ج ــ الثقة بالشعب وأهمية مشاركته
الثقة بالشعب و الإيمان الحقيقي بمشاركته. البعض يذكرون اسم الشعب لكنهم
لا يؤمنون إيماناً حقيقياً بمشاركته. أساس الجمهورية الإسلامية هو الثقة بالشعب و
الإيمان بمشاركته و دوره.
د ــ الشجاعة والثبان أمام جبروت العدو
ومن المعايير و المميزات أيضاً الشجاعة حيال هيبة العدو. إذا شعر مسؤولو
البلاد بالرعب و الخوف أمام الأعداء فستنـزل بالشعب ويلات جسيمة. الشعوب التي ذلت
للعدو و قهرت من قبله كانت في الغالب شعوباً لها مسؤولون - حداة قافلة الشعب - لا
يمتلكون الشجاعة و الثقة بالنفس اللازمة. أحياناً تكون هناك بين أبناء الشعب عناصر
مؤمنة، ناشطة، مضحية، مستعدة للفداء، و لكن حين لا يكون الرؤساء و المسؤولون أنفسهم
على استعداد لذلك فإن قواتهم سوف تتلاشى أيضاً و بذلك تضمحل هذه الإمكانية و تزول.
يوم تعرضت مدينة إصفهان في عهد الشاه سلطان حسين للهجوم و النهب وتعرض الناس
للمذابح و زالت الحكومة الصفوية العظيمة كان هنالك الكثير من الأفراد الغيارى
المستعدون للقتال و المقاومة، لكن الشاه سلطان حسين كان ضعيفاً. إذا ابتليت
الجمهورية الإسلامية بأمثال الشاه سلطان حسين وبمدراء و مسؤولين لا يتحلون بالجرأة
و الشجاعة و لا يشعرون بقدراتهم الذاتية و بالقدرات و القوى الموجودة لدى شعوبهم
فإن أمر الجمهورية الإسلامية سوف ينتهي.
هـ ــ التقرب إلى الشعوب الإسلامية
التقرب إلى الشعوب المسلمة.. الشعوب المسلمة هي العمق الاستراتيجي لنظام
الجمهورية الإسلامية. لماذا تحاول الدعايات العجيبة الغريبة التي تبثها أمريكا و
بريطانيا التفرقة بين الشعوب المسلمة و شعب إيران؟ لماذا؟ عن طريق النعرات القومية
و نعرات السنة و الشيعة؟ لأنهم يعلمون أن تلك الشعوب تمثل العمق الاستراتيجي
للجمهورية الإسلامية. الشعب يستند إلى عمقه الاستراتيجي. لا يريدون لشعب إيران و
نظام الجمهورية الإسلامية أن يتمتع بهذا الدعم و المناصرة التي يحظى بها في البلدان
المختلفة و هي مناصرة منقطعة النظير. لا تجدون في أي بلد أن الجماهير هناك - و ليس
الساسة - يحترمون و يكرّمون رؤساء البلدان الأخرى و يرفعون صورهم ويذكرون أسماءهم
بهياج، باستثناء ما يحصل لرؤساء الجمهورية الإسلامية. أينما ذهبتم من البلدان
المسلمة حيث توجد آثار و تأثيرات للجمهورية الإسلامية تعرب الجماهير عن مشاعرها
تجاه الجمهورية الإسلامية بهذه الطريقة. العدو لا يريد هذا. العدو لا يريد مثل هذه
الأواصر. و على الجمهورية الإسلامية أن تعتبر هذا أحد واجباتها. هذا من المعايير
الرئيسة.
و لكم أن تنظروا الآن في كتابات
أشخاص هم إما قصيرو النظر - و هذا ما نقوله إذا نظرنا للمسألة نظرة حسنة - أو إذا
نظرنا نظرة سلبية قلنا إنهم مغرضون و خونة، حيث انتقدوا مراراً و بصراحة و لا زالوا
أواصر الجمهورية الإسلامية بالشعب اللبناني، و بشعب العراق، وبشعب أفغانستان، و
بشعب فلسطين. لاحظتم أن هذا ما يقال للأسف في صحافتنا و من على بعض منابرنا
السياسية. و هذه مناهضة لأحد المعايير و المميزات الأساسية للجمهورية الإسلامية.
كلا، الجمهورية الإسلامية ترى مصالح الشعوب المسلمة مصالحها، و هي على ارتباط بهم و
تدافع عنهم.. إنها تدافع عن المظلوم، عن الشعب الفلسطيني. هذه هي المعايير التي
ينبغي أن تُبرّز. الطالب الجامعي و المنتسبون للجامعات، و خصوصاً الطالب الجامعي
يمكنه ممارسة دوره في هذا الميدان.. ميدان حفظ المعايير و تكريسها و إجلاء الخصائص
الحقيقية للجمهورية الإسلامية، و هذا ما عدا الخصائص الظاهرية كالأسماء و المناصب
الرسمية و الحقوقية و ما إلى ذلك. يمكنكم أن تساهموا و تبادروا. طبعاً شعبنا شعب
يقظ لحسن الحظ.
من الشؤون المهمة التي أردت أن أطرحها اليوم هي قضية التقدم و العدالة - و قلنا إن
العقد الرابع هو عقد التقدم و العدالة - و لكن مضى الوقت. ثم إنني لا أريد مضايقتكم
أكثر من هذا بالوضع الذي حصل لحنجرتي. إنما أذكر بعض النقاط باختصار و أترك الموضوع
للقاء طلابي آخر إن شاء الله.
أقول لكم أيها الشباب الأعزاء: إنه على الرغم من كل ما حصل خلال هذه العقود الثلاثة
- المؤامرات المختلفة، و صنوف الإيذاء، و مؤامرات الإسقاط و الانقلاب في السنوات
الأولى و العقد الأول للثورة، و إلى الحرب المفروضة، ثم إلى المؤامرات التي تسمى
رقيقة و مرنة بعد العقد الأول وبعد انتهاء الحرب و إلى هذا الحين؛ فإن الشعب
الإيراني و الجمهورية الإسلامية أثبتت أنها جديرة بالبقاء.. وقفت بقوة. وبعد الآن
أيضاً لن تستطيع أحداث العالم المختلفة زعزعة هذه الشجرة المتينة العظيمة. هم لم
يستطيعوا استئصالها يوم كانت غرسة يانعة، أما اليوم فتحولت إلى شجرة هائلة متجذرة.
ليس بوسعهم زعزعة الجمهورية الإسلامية. علينا أن نحذر من أن ننخر و نتهرأ داخلياً.
إذا حافظنا على سلامتنا المعنوية و سرنا في الطريق الذي رسمه لنا الإسلام و
الجمهورية الإسلامية و لم ننحرف عنه فلسنا خائفين من العدو الخارجي على الإطلاق، و
لن يستطيع إلحاق أي ضرر بنا.
السياسات الاستكبارية، و سياسات أمريكا، و سياسات الشبكة الصهيونية العالمية التي
تستهدف بالدرجة الأولى الجمهورية الإسلامية لأسباب واضحة، ليس بوسعها القضاء على
الجمهورية الإسلامية. و هي ليست عاجزة عن القضاء عليها و حسب، بل و عن إبطاء حركتها
أيضاً. بوسعنا المضي في مسيرتنا بسرعة. و نتوقع مؤامرات العدو بالطبع، فهذه
المؤامرات ستستمر إلى حين معين، و هذا الحين المعين هو الاقتدار الشامل للبلاد و
هذه هي مهمتكم أنتم الطلبة الجامعيين و جيل الشباب. يوم استطعتم إيصال البلد لمحطة
الاقتدار العلمي و الاقتدار الاقتصادي، و يوم تمكنتم من توفير العزة العلمية
لبلادكم، عندها ستقل المؤامرات طبعاً، لأن الأعداء سوف ييأسون. و طالما لم نصل إلى
تلك المحطة يجب توقع المؤامرات و الاستعداد لمواجهتها. و سوف تكونوا أقوى و يكون
عدوكم أضعف مع كل يوم يمرّ إن شاء الله، و لن يكون يوم انتصار الشعب النهائي بعيداً
بمشيئة الله.