يتم التحميل...

"المجتمع العلوي" نموذج يحتذى لمجتمعنا

الحكومة الإسلامية

من كلمة الإمام الخامنئي دام ظله لمناسبة عيد الغدير الأغر.الزمان: 8/10/1386هـ. ش ـ 18/12/1428هـ.ق ـ 29/12/2007م.

عدد الزوار: 74

من كلمة الإمام الخامنئي دام ظله لمناسبة عيد الغدير الأغر.الزمان: 8/10/1386هـ. ش ـ 18/12/1428هـ.ق ـ 29/12/2007م.
"المجتمع العلوي" نموذج يحتذى لمجتمعنا
 

وجوب إتخاذ "المجتمع العلوي" نموذجا لمجتمعنا
وثمة بعد ثالث يكمن في عيد الغدير ويمثل أهمية بالغة بالنسبة لنا في العصر الحاضر، وهو أنه يجب علينا أن نعلم جميعاً أن من الضروري أن نتخذ من سيماء أمير المؤمنين وملامح المجتمع الذي سعى الى إقامته نموذجاً يُحتذى في الصورة التي يفترض أن نمنحها لحكومتنا الإسلامية ومجتمعنا الإسلامي، فهذا هو نموذجاً الأسوة الذي لا ينبغي الانحراف عنه في مسيرتنا، وهو لا يعني بالطبع أن تاريخنا الطويل كان حافلاً بأمثال أمير المؤمنين أو بمن هم دونه درجة، كلا، فمما لا ريب فيه أن كافة عظمائنا وعلمائنا البارزين وشخصياتنا الكبيرة على طول التاريخ لا يعدلون ذرة من تراب أقدام أمير المؤمنين، بل إنهم لا يدانون خادمه( قنبر) درجة أو منزلة.

إننا لا نريد بذلك أن نعقد مقارنة بين تلك الشخصية الرفيعة وغيرها أو أن نقيس بها أحداً، فهذا لا يصح، بل إننا لا نبغي من وراء ذلك سوى أن نتخذ من أمير المؤمنين قدوة لنا في كل ما نقوم به من أعمال.

إنّ النماذج الخطية أو التعليمية أو الفنية عندما تُعطى للتلاميذ من أجل تقليدها أو استنساخها فهذا لا يعني بالضرورة أنهم سيبلغون ما بلغته من الذروة، كلا بالطبع، ولكنها توضع أمامهم لكي ينحوا منحاها ويبذلوا جهودهم للتمثل بها وجعلها نموذجاً يُحتذى.

إنّ على مجتمعنا الإسلامي اليوم ألاَّ يدَّخر وُسعاً في سبيل تحقيق ما حاول أمير المؤمنين تحقيقه خلال تلك الفترة الوجيزة عندما سنحت له الفرصة وأمسك بمقاليد الحكم.

فانظروا الى ذلك النموذج وتدبروا معالمه وملامحه وما سعى أمير المؤمنين الى تحقيقه، وما علينا سوى التمسك بنفس تلك المميزات والمعالم. لقد كان أمير المؤمنين يتوخى العدالة والمثل الأخلاقية والتوحيد والعمل لوجه الله والمساواة بين أفراد المجتمع والنظر إليهم جميعاً بعين العطف والشفقة.

إنّ أمير المؤمنين يقول لأحد عماله: (إن الناس إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق) فيا لها من نظرة واسعة وعميقة.

إنّ الإنسان الذي يريد أن يربيه أمير المؤمنين هو الذي لا يُفَرِّق بين الواحد والآخر من حيث الرأفة والمحبة والعطف.


د ــ التعامل بحزم مع الإنحراف والخيانة
وهناك بُعد آخر، وهو التعامل مع الأخطاء والتجاوزات والخيانة بحزم وقاطعية. لقد كان أمير المؤمنين لا يغض الطرف عن التجاوز والخيانة والانحراف عن سبيل الله حتى من أخصّ أقربائه، فالرأفة والشفقة في كفة والجدّ والقاطعية والانضباط في كفة أخرى. فهذا هو مبدأ أمير المؤمنين، وكله نموذج وقدوة.

إنّ هذا هو المبدأ الذي يجب علينا التمسك به في حركتنا الى الأمام حتى ولو لم نحقق سوى درجة واحدة أو درجتين أو ثلاث من مجموع الدرجات العشر المتوفرة في النموذج الأصلي.
وهذا هو معنى الغدير.

إننا لا نحتفي بالغدير من أجل قيمته العقائدية فحسب، أو من أجل بعده المناقبي المتعلق بشخصية أمير المؤمنين السامية مع مالها من أهمية كبرى.

إنّ علينا ألا ننسى بأن مجتمعنا مجتمع علوي، وإننا لنرجوا أن يكون مجتمعنا من طراز ذلك المجتمع الذي كان يريد أمير المؤمنين إقامته، وهو ما يحتّم علينا مراعاة تلك القيم والمعايير.


ه ــ أمير المؤمنين يفتدي الإسلام وحدة المسلمين بحقه في الخلافة
وثمة بعد آخر مهم، وهو أن أمير المؤمنين اختار الصمت وفضّل السكوت عندما وجد أن الإسلام سيتعرض للخطر إذا ما طالب بحقه، مع كل تلك المنزلة ورغم كل ذلك الوضوح عندما نصبّه الرسول(ص) إماماً للمسلمين بأمر إلهي.

إنها لمسألة بالغة الأهمية. إنه لم يسكت عن حقه فحسب ـ أي أنه تغاضى عنه خشية الخلاف وشق عصا المسلمين ـ بل حتى إنه تعاون مع أولئك الذين لم يكونوا أصحاب حق في نظره والذين أخذوا بمقاليد الحكومة الإسلامية، وذلك لأنه رأى أن الإسلام كان بحاجة الى التضحية والفداء آنذاك. إنه درس لنا وعلينا أن نتعلمه ونعتبر به، فهو درس الغدير، وهو الدرس العلوي.

2017-02-22