العصبية والحمية
أخلاقيات من وحي الآيات والروايات
عصب الشيء عصباً من باب ضرب، شده بالعصب والحبل، والعصب بفتحتين: أطناب منتشرة في الجسم كله وبها تكون الحركة والحس،
عدد الزوار: 361
عصب الشيء عصباً من باب ضرب، شده بالعصب والحبل، والعصب بفتحتين: أطناب منتشرة
في الجسم كله وبها تكون الحركة والحس، والعصبية قد استعير للتحامي عن الشيء وأخذ
جانبه والمدافعة عنه والمراد بها هن: حالة حب وعلقة باطنة في النفس تدعوا صاحبها
إلى التحامي عن مورد حبه ومتعلق ودّه.
وتنقسم إلى قسمين: مذموم وممدوح
والأول هو ما يقتضي التحامي
عن الشيء بغير حق، كأن يتحامى عن قومه وعشيرته وأصحابه في ظلمهم وباطلهم، أو عن
مذهبه وملته مع علمه بفساده، أو عن مطلب ومسألة بلا علم بصحته، أو مع العلم
ببطلانه لكونه قوله ومختاره مثلاً وهكذا.
والثاني: هو التعصب في الدين والحماية عنه، وكذا في كل أمر حق كالعلوم
والمعارف الاسلامية والأعمال والسنن الدينية التي قد علم صحتها وحقيقته، بل
والحماية عن أهل الحق والدين ودعاتهما ورعاتهم، وكذا التحامي عن الأقوام وغيرهم
مع العلم بحقيتهم وصدقهم. ثم إن مما يلازم العصبية التفاخر بما يتعصب له وحكمه
حكمها.
وقد ورد في النصوص:
أنه من تعصب أو تعصب له فقد خلع ربقة الأيمان من عنقه ( الربقة: عروة الحبل
والحديث ذو مراتب، فمن ادعى مقاماً ليس له كالنبوة والإمامة والقضاوة ونحوها
وتحامى عنه غيره قولاً أو عملاً أو قلباً، فكلاهما خلعاً ربقة الإيمان من عنقهما
أي: خرجا عن الإيمان بالكلية في بعض الموارد أو عن كماله في بعضها الآخر ).
وأنه: من كان في قلبه حبة من خردل من عصبية بعثه الله يوم القيامة مع أعراب
الجاهلية.
وأن من تعصب عصبه الله بعصابة من نار.
وأن العصبية التي يأثم صاحبه: أن يرى الرجل شرار قومه خيراً من خيار قوم آخرين
وليس من العصبية أن يحب الرجل قومه، ولكن من العصبية أن يعين قومه على الظلم.
وأن النبي كان يتعوذ في كل يوم من الحمية.
وأن الله يعذب العرب بالعصبية. وأنه أهلك الناس، طلب الفخر.
وأنه: ألق من الناس المفتخر بآبائه وهو خلو من صالح أعمالهم.
وأن الفخر بالأنساب من عمل الجاهلية.
وأن النبي خطب يوم فتح مكة، وقال: إن الله قد أذهب عنكم بالإسلام نخوة الجاهلية
والتفاخر بآبائها وعشائره، إنكم من آدم، وآدم من طين، وخيركم أتقاكم.
وأنه ما لابن آدم والفخز، أوله نطفة وآخره جيفة.
* كتاب الأخلاق / اية الله المشكيني .
2016-04-27