الحرص وطول الأمل
أخلاقيات من وحي الآيات والروايات
الحرص: الشره وفرط الميل إلى الشيء، والمراد به هن: الحرص على الدنيا وجمعها وتكثيرها وادخارها والاشتغال بالاستلذاذ به، ويلازمه طول الأمل،
عدد الزوار: 343
الحرص: الشره وفرط الميل إلى الشيء، والمراد به هن: الحرص على الدنيا
وجمعها وتكثيرها وادخارها والاشتغال بالاستلذاذ به، ويلازمه طول الأمل، وهو:
رجاء النيل إلى الملاذ، وتمني الوصول إلى المشتهيات وإن كانت بعيدة المنال من
حيث الكم والكيف والمكان والزمان، وهو من أمراض القلب وذمائم صفات النفس ورذائل
ملكاته، وهذه الصفة في الغالب من الغرائز المطبوعة والسجايا المودعة في النفس،
تزيد وتتكامل باتباع مقتضاه، وإعطاء النفس في دعوتها مناه، وتنقص أو تزول
بالتأمل والتدبر في حال الدنيا وخستها وزوالها وما جاء من الله تعالى بألسنة رسله
وأوصيائه في ذمها والاحتراز عن اتباعها.
وقد مر فيما مضى أن ميل النفس إلى تحصيل القوت لمعاشه ومعاش عياله ولو كان شديداً،
وكذا الميل إلى تحصيل ما زاد عن ذلك فيما إذا كان مقدمة لغرض مندوب مرغوب فيه
للدنيا والآخرة ليس من مصاديق الحرص ؛ لأن ذلك ليس حرصاً على الدنيا حينئذ.
فقد قال تعالى: ( إن الإنسان خلق هلوعاً إذا مسه الشر جزوعاً وإذا مسه الخير
منوعاً ) وقال تعالى: ( بل يريد الإنسان ليفجر أمامه ). وقال: ( لتجدنهم أحرص
الناس على حياة ).
وقد ورد في النصوص:
أن حقيقة الحرص طلب القليل بإضاعة الكثير
وأن أغنى الناس من لم يكن للحرص أسيراً
وأنه: إن كان الرزق مقسوماً فالحرص لماذا؟
وأنه: سئل علي: أي ذل أذل؟ قال: الحرص على الدنيا
وأنه قال الصادق: منهومان لا يشبعان: منهوم علم ومنهوم مال. ( والمنهوم بالشيء:
المولع به لا يشبع منه ).
وأن الحريص حرم خصلتين، ولزمته خصلتان: حرم القناعة فافتقد الراحة، وحرم الرضا
فافتقد اليقين
وأنه يهرم ابن آدم ويشب منه اثنان: الحرص على المال والحرص على العمر
وأن المؤمن لا يكون حريصاً.
وأن النبي نهى عن الحرص.
وأن من علامات الشقاء شدة الحرص في طلب الرزق.
وأنه يورث الفقر.
وأنه هو الفقر نفسه.
وأنه من سوء الظن بالله تعالى.
وأن من آثار الحرص وثمراته أمل لا يدرك.
وأنه: ما أطال عبد أمله إلا أساء عمله.
وأن طول الأمل من أخوف ما يخاف على الأمة.
وأنه ينسي الآخرة.
وأن هلاك آخر هذه الأمة بطول الأمل.
وأنه من الشقاء. وأن من جرى في عنان أمله عثر بأجله.
وأن أشرف الغنى ترك المنى.
وأن علياً قال: من أيقن أنه يفارق الأحباب ويسكن التراب ويواجه الحساب ويستغني عما
خلّف ويفتقر إلى ما قدم، كان حرياً بقصر الأمل وطول العمل.
* كتاب الأخلاق / اية الله المشكيني .
2016-04-27