يتم التحميل...

كذبة أول نيسان

الكذب

"كذبة نيسان" عادة يمارسها العديد من الناس في دول العالم في الأول من نيسان من كل عام، عن طريق خداع الأصدقاء أو الجيران أو نشر أكاذيب كي يصدقها البعض، وذلك من أجل وضعهم في مواقف محرجة

عدد الزوار: 214

"كذبة نيسان" عادة يمارسها العديد من الناس في دول العالم في الأول من نيسان من كل عام، عن طريق خداع الأصدقاء أو الجيران أو نشر أكاذيب كي يصدقها البعض، وذلك من أجل وضعهم في مواقف محرجة عبر ما يعتبره البعض "كذبة بيضاء". و"كذبة نيسان" باتت بمثابة الثقافة الساخرة التي ينتهجها الناس في كل أنحاء العالم في الأول من نيسان، وهكذا تتم السخرية ممن يتعرضون لمقالب "كذبة نيسان" في كل بلاد الدنيا.

‏ولعل السؤال الذي يطرح دائماً في كل سنة لماذا الكذب في أول نيسان؟ وما أصل ‏هذه الكذبة المنتشرة في غالبية دول العالم على اختلاف ألوانها ومعتقداتها وثقافاتها؟.

أصل "كذبة نيسان"‏يوجد العديد من الاراء حول أصل الكذبة ونشأتها وفي أي بلد وأي قرن بدأت لم تكتسب الدليل لإثبات صحتها ومنها رواية تقول: إن احدى ملكات بابل القديمة أمرت بأن يكتب على قبرها بعد وفاتها عبارة تقول: "يجد المحتاج في قبري هذا مالاً يسد به حاجته إذا فتحه في أول نيسان" ولم يجرؤ احد على فتح القبر حتى جاء الملك الفارسي داريوس فأمر بفتح القبر فوجد لوحاً نحاسياً كتب عليه: "أيها الداخل إلى هذا القبر أنت رجل طماع وقح عطش إلى نهب المال، ولأجل إشباع نهمك أتيت تقلق راحتي في نومي الأبدي مغتنماً فرصة الأول من نيسان، ولكن خاب ظنك وطاش سهمك فلن تنال من لحدي إلا نصيب الأحمق المعتوه". والواقع أنه أصبح أول نيسان اليوم المباح فيه الكذب لدى غالبية شعوب العالم.

لماذا يكذب الناس؟
يقول الباحث الانكليزي جون شيمل، الذي عمل باحثاً عن أصول الكذب ودوافعه‏ ‏ومسبباته: "أن الكذب صفة شائعة بين البشر، والإنسان غالبا‏ ‏ما يلجأ إلى الكذب لإحساسه بالضعف أو الاضطهاد وللهروب من واقع ‏أليم يعيشه.
من المؤسف أن الكذب في أول نيسان لا يقتصر على الافراد بل تلجأ اليه المؤسسات الحكومية وغيرها عبر نشر أخبار كاذبة في الصحف والمجلات أو عبر التلفاز والراديو ومن نتائج واثار هذا الكذب

1- الاستخفاف بعقول الناس
فتلك الاخبار تستخف بعقول الناس وتوجه لهم الاهانة كما حدث حين أعلنت جريدة "ايفننج ستار" الإنكليزية أول نيسان – يتمّ تنظيم معرض للحمير في غرفة الزراعة لمدينة "اسلنغتون"، فهرع الناس واحتشدوا لمشاهدة المعرض، وظلوا ينتظرون، فلما أعياهم الانتظار سألوا عن وقت عرض الحمير فلم يجدوا جوابا، فعلموا أنهم إنما جاؤوا يعرضون أنفسهم!.

وكما حدث حين أعلن برنامج تبثه هيئة الإذاعة البريطانية BBC أن الشتاء المعتدل واختفاء الحشرات التي كانت تفتك بمعكرونة "السباغتي" جعلا المزارعين السويسريين يحظون بموسم استثنائي من "المعكرونة" على الأشجار... مما دفع العديد من المستمعين للاتصال والاستفسار عن كيفية زراعة "السباغيتي"!.

وكما أذاعت محطة "البي بي سي" أنه، وبتأثير من كوكب جوبيتر، سوف تخف جاذبية الأرض في تمام الساعة 9:45 دقيقة، بحيث أن من يقفز في تلك الدقيقة سيجد نفسه طائرا في الهواء لثوان عدة! وقد تلقت المحطة بعد ذلك اتصالات عديدة من أشخاص أكدوا حدوث ذلك بالفعل معهم.

وكما نشرت شبكة المطاعم السريعة "برغر كينغ" إعلانا في صفحة كاملة، يعلن عن تصنيع "هامبرغر" خاص للذين يستخدمون يدهم اليسرى في تناول الطعام، وقالت الشبكة إنها تلقت آلاف الطلبات على "الهامبرغر"الجديد.

2- انتشار الرعب والذعر
اضافة الى الاستخفاف بعقول الناس والاستهزاء بهم فان الكذب أدى الى انتشار الذعر والخوف بين الناس في العديد من البلدان بسبب كذبة أول نيسان كما حدث حين أعلن في رومانيا عن سقوط سقف محطة القطارات على رؤؤس الناس

3- اهداف سياسية كما أن هناك كذب لأهداف سياسية لدراسة ردات الفعل عند الناس كما حدث في العام 1976، عندما قطع "راديو إسرائيل" برامجه المعتادة فجأة، وأذاع هذا الخبر: "أيها المستمعون الكرام.. منذ دقائق قليلة، هبطت طائرة الرئيس المصري أنور السادات في مطار بن غوريون بتل أبيب، وبعدها بعشر دقائق قطع "راديو إسرائيل" برامجه مجدداً، وقال لمستمعيه "عفواً أيها السادة.. هذا الخبر هو كذبة نيسان لهذا العام.. ". وقد تحولت الكذبة بعد ثلاث سنوات فقط حقيقة.

تعارض هذه العادة مع قيمنا الدينية والاجتماعية
رغم الممانعة الشديدة لانتشار هذه الكذبة الموسمية في العالم العربي باعتبارها بدعة غريبة عن القيم والمبادىء إلا أنها تشهد ظهوراً كبيراً في البلاد العربية، حيث تكثر الشائعات والأكاذيب التي تمس مختلف جوانب الحياة وقد أكد الاسلام الحنيف على حرمة الكذب في الكثير من الايات القرانية والروايات الشريفة:

الكذب خلاف الايمان
"إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون" النحل 105
سئل الرسول صلى الله عليه واله: " يكون المؤمن جباناً؟ قال: نعم! قيل: ويكون بخيلا؟ قال: نعم! قيل ويكون كذاباً؟ قال: لا! "

الكذب يهدي الى النار
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " إياكم والكذب، فان الكذب يهدى إلى الفجور، والفجور يهدى إلى النار ".

الكذب خيانة
قال (صلى الله عليه وآله وسلم): " كبرت خيانة أن تحدث أخاك حديثاً هو لك به مصدق وأنت له به كاذب ". وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): " الكذب ينقص الرزق ". وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): " ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم! ويل له ويل له! ".

الكذب الهزلي
وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): " لا يجد العبد طعم الإيمان حتى يترك الكذب، هزله وجده ".

الكذبة الصغيرة
وقال علي بن الحسين (عليه السلام): " اتقوا الكذب الصغير منه والكبير في كل جد وهزل، فان الرجل إذا كذب في الصغير اجترأ على الكبير".

اللهم طهر قلبي من النفاق وعملي من الرياء ولساني من الكذب وعيني من الخيانة

2016-04-01