آداب المجلس
المسلك القرآني
أشار القرآن الكريم مرّات عديدة إلى الآداب الإسلامية في المجالس ضمن المسائل الأساسية، ومنها آداب التحيّة، والدخول إلى المجلس، وآداب الدعوة إلى الطعام. وآداب التكلّم مع الرّسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وآداب التفسّح للأشخاص القادمين،
عدد الزوار: 209
قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا
فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا
فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا
الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾ [المجادلة: 11]
أشار القرآن الكريم مرّات عديدة إلى الآداب الإسلامية في المجالس ضمن المسائل
الأساسية، ومنها آداب التحيّة، والدخول إلى المجلس، وآداب الدعوة إلى الطعام.
وآداب التكلّم مع الرّسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وآداب التفسّح للأشخاص
القادمين، خصوصاً ذوي الفضيلة والسابقين في العلم والإيمان1.
وهذا يرينا بوضوح أنّ القرآن الكريم يرى لكلّ موضوع في محلّه أهميّة وقيمة خاصّة،
ولا يسمح لتساهل الأفراد وعدم إهتمامهم أن تؤدّي إلى الإخلال بالآداب الإنسانية
للمعاشرة.
وقد نقلت في كتب الحديث مئات الروايات عن الرّسول (صلى الله عليه وآله وسلم)
والأئمّة الأطهار (عليهم السلام) حول آداب المعاشرة مع الآخرين. جمعها المحدّث
الكبير الشيخ الحرّ العاملي في كتابه وسائل الشيعة، ج8، حيث رتّبها في 166 باباً.
وملاحظة الجزئيّات الموجودة في هذه الروايات ترشدنا إلى مبلغ إهتمام الإسلام
بالآداب الإجتماعية. حيث تتناول هذه الروايات حتّى طريقة الجلوس، وطريقة التكلّم
والإبتسامة والمزاح والإطعام، وطريقة كتابة الرسائل، بل حتّى طريقة النظر إلى
الآخرين، وقد حدّدت التعليمات المناسبة لكلّ منه، والحديث المفصّل عن هذه
الروايات يخرجنا عن البحث التّفسيري، إلاّ أنّنا نكتفي بحديث واحد عن الإمام أمير
المؤمنين (عليه السلام) حيث يقول: «ليجتمع في قلبك الإفتقار إلى الناس،
والإستغناء عنهم، فيكون إفتقارك إليهم في لين كلامك وحسن سيرتك، ويكون إستغناؤك
عنهم في نزاهة عرضك وبقاء عزّك»2.
1- جاءت هذه التعليمات من خلال
التسلسل في الآيات التالية: (آداب التحيّة والسلام. النساء 86)، (آداب الدعوة إلى
الطعام. الأحزاب، 53)، (آداب التكلّم مع الرّسول. الحجرات، 2)، و(آداب التفسّح.
في الآيات مورد البحث).
2- وسائل الشيعة، ج8، ص401.