الجمع بين المقامين
مقتطفات أخلاقية
إن مَثَل مَن يشتغل بحوائج الخلق و إرشادهم من دون التفات إلى (العلاقة) الخاصة بينه وبين ربه، كمثل من يعمل في حضرة السلطان من دون التفات إليه،
عدد الزوار: 128إن مَثَل مَن يشتغل بحوائج الخلق و إرشادهم من دون التفات إلى (العلاقة) الخاصة بينه وبين ربه، كمثل من يعمل في حضرة السلطان من دون التفات إليه، وان اشتغل بقضاء حوائج عبيد ذلك السلطان..فان مِثْل هذا العبد قد يكون مأجورا عند مولاه (لاشتغال جوارحه)، إلا أنه محروم من العناية الخاصة المبذولة لذاكريه في كل آن، وذلك (لانشغال جوانحه)..فإن ما يُعطى في الذكر الدائم، لا يُعطى في خدمة الخلق حال الذهول عن الحق المتعال..والجمع بين المقامين يتجلى في قوله تعالى: {ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا}، فهو إطعام للخلق ولكنه لوجه الحق الذي لا يُتوقع معه شكرٌ ولا جزاء.
* الشيخ حبيب الكاظمي.
2016-01-21