(1): ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ﴾: الفلاح بمعنى النجاح، وهو الظفر بالمراد، وكل
من قال: لا إله إلا الله محمد رسول الله فهو في حكم المسلم دينًا، وأما في الآخرة
فلا نجاح ولا فلاح إلا للذين تتوافر فيهم هذه الخلال:
(2): 1) ﴿الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ﴾: والمراد بالخشوع هنا الإقبال
على الصلاة بنفس راضية بها تمام الرضا، وما زاد كالتضرع فهو خير، واستوحينا هذا
المعنى من حديث (قرَّة عيني الصلاة) ومن قوله تعالى: (وإذا قاموا للصلاة قاموا
كسالى – 142 النساء).
(3): 2) ﴿وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ﴾: واللغو الباطل، ويشمل ما
لا فائدة فيه، وباللغة المهذبة: مضغ الهواء، ومعنى الإعراض عدم الدخول فيه
والاستماع إليه.
(4): 3) ﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ﴾: وللزكاة معنيان: الأول: أن
يخرج الغني زكاة ماله، ومنه قوله تعالى: وآتوا الزكاة. الثاني أن تكون أفعال
الإنسان بعيدة عن الإثم والدنس، ومنه وما عليك ألا يزكى، والمراد بالزكاة في الآية
كلا المعنيين، وإن أومت كلمة (فاعلون) إلى المعنى الثاني.
(5) – (7): 4) ﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ﴾: عن الزنا وغيره من
المحرمات. وفي سفينة البحار للشيخ القمي عن النبي (ص) أن الزنا يوجب الخلود في
النار، وأن الله سبحانه لا يسمي الزاني مؤمنًا ولا الزانية مؤمنة.
(8): 5) ﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ﴾: جاء في الحديث
الشريف: (آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان) والمؤمن
بالعكس وتقدم الكلام حول الأمانة في الآية 58 من النساء وحول الوفاء بالعهد في
الآية 40 من البقرة.
(9) – (11): 6) ﴿وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ﴾: يواظبون
عليها في مواقيتها.
(12): ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ﴾: السلالة من حيث
هي: خلاصة ما يستخرج من الشيء، والمعنى خلق الإنسان الأول وهو آدم من صفوة الماء
والتراب.
(13): ﴿ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً﴾: أي خلق نسل آدم من نطفة ﴿فِي قَرَارٍ
مَّكِينٍ﴾: يعني الرحم.
(14): ﴿ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً﴾: قطعة من دم جامد ﴿فَخَلَقْنَا
الْعَلَقَةَ مُضْغَةً﴾: قطعة من لحم ﴿فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامً﴾: تحولت
المضغة أو بعضها إلى عظام ﴿فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ
خَلْقًا آخَرَ﴾: إنسانًا سويً﴿فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ﴾: شكلاً
ومحتوى.
(15) – (16): ﴿ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ﴾: قيل لحكيم: فلان في
النزع. قال هو في النزع منذ ولد، أي في طريقه إلى القبر منذ ولادته.
(17): ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ﴾: أي بعضها فوق بعض تمامًا
كما يقول الناس (طوابق) أما عدد السبعة فلعلَّه منزَّل على ما اعتاد الناس أن
يتخاطبوا فيما بينهم. ونقل المراغي في تفسيره حديثًا عن النبي (ص) أنه قال: (ما
السموات السبع وما فيهن وما بينهنَّ والأرضون السبع وما فيهن وما بينهن إلا كحلقة
ملقاة في أرض فلاة).
(18): ﴿وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء بِقَدَرٍ﴾: معلوم، لا هو بالكثير فيهلك
ويدمرّ، ولا بالقليل فيتضرر الزرع والضرع﴿فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ﴾: في العيون
والآبار والجداول والأنهار لتنتفعوا به ﴿وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ
لَقَادِرُونَ﴾: فيجعله غورًا في الأرض إلى مدى لا يمكن الوصول إليه بشتى الوسائل.
(19): ﴿فَأَنشَأْنَا لَكُم بِهِ جَنَّاتٍ... ﴾: من أشجار وثمار... إلى ما هو ظاهر
للعيان.
(20): ﴿وَشَجَرَةً﴾: هي شجرة الزيتون ﴿تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَاء﴾: الجبل الذي
ناجى فيه موسى ربّه، والمراد هنا البقعة التي كانت تعرف بالشام حيث تكثر فيه هذه
الشجرة ﴿وَصِبْغٍ﴾: ما يصطبغ به من الإدام أي يغمس فيه الخبز ويؤكل.
(21) – (24): ﴿وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ... ﴾: تقدم في الآية 5 وما بعدها من
النحل ﴿مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ﴾: فكيف يكون نبيًا؟ وهذا حق مئة بالمئة لو كان الرب
حجرًا كالذي يعبدون! قال العقاد في كتاب خلاصة اليومية: لا يسلم إنسان تحت قبة
السماء من جنون خفي، ويقول المثل الإنكليزي: لو كان الجنون مرضًا يؤلم لسمعت الصراخ
من كل بيت. وهل من شيء أدل على جنونهم من قولهم عن نوح:
(25): ﴿إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ فَتَرَبَّصُوا بِهِ حَتَّى حِينٍ﴾:
انتظروا حتى يموت أو يرجع عن دعوته أو يشفى من جنونه.
(26) – (30): ﴿قَالَ﴾: نوح ﴿رَبِّ انصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ﴾: وعند هذا الدعاء
أمره الله أن يصنع السفينة، فصنعها، وحمل معه من كل زوجين اثنين... إلى آخر ما جاء
في سورة هود من الآية 25 إلى الآية 48.
(31) – (34): ﴿ثُمَّ أَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ﴾: أوجد سبحانه من
بعد أمَّة نوح أمَّة ثانية، وأرسل منها رسولاً، وقال لهم: ألا تعبدون الله وحده،
وتتقون؟ فقال المترفون: ﴿مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا
تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ﴾: وإذن فأي فضل له على غيره، ولو
أكل الألذّ والأطيب، وشرب الأحلى والأشهى، ولبس الأثمن والأغلى، وسكن العلالي
والقصور– لكان له الأفضليَّة على سواه!. وهذا هو منطق الناس حتى في عصرنا هذا،
وقرأت من جملة ما قرأت أن معبود الجماهير في أمريكا وأوروبا هو الأكثر والأعظم
مالاً وثراءً!..
(35) _ (83): ﴿أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا
أَنَّكُم مُّخْرَجُونَ هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ﴾: إنه كذاب أو مجنون.
ولماذا؟ لأن تنفيذ الوعيد والتهديد محال وممتنع بالذات تمامًا كقول القائل: سأفعل
كذا وكيت بالذي لا عين له ولا أثر أو سأُعذِّب وأشنق هذا الحجر!.. قالوا هذا ذاهلين
عن وجود الله وعظمته، وأن الذي أوجد الشيء من لا شيء على رجعه لقادر، وإن إعادة
البيت المهدوم أهون وأيسر من إيجاده وإنشائه.
(39): ﴿قَالَ﴾: الرسول ﴿رَبِّ انصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ﴾: فسمع سبحانه دعاء رسوله
واستجاب له.
(40): ﴿قَالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ﴾: على كفرهم وعنادهم.
(41): ﴿فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ﴾: وهي صيحة العذاب ﴿بِالْحَقِّ﴾: أي بما كسبت
أيديهم ﴿فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاء﴾: هلْكى كزبد السيل.
(42): ﴿ثُمَّ أَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قُرُونًا آخَرِينَ﴾: أُممًا وخلائق كثيرة،
منها معلوم ومنها مجهول.
(43) – (44): ﴿مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ﴾: كل ما
عدا الله سبحانه له أجل مكتوب وأمد معَّين، لا يتقدم عليه أو يتأخر عنه، ومنه هلاك
الأمَّة وانقراضها ﴿ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَ﴾: بعثنا الرسول بعد الرسول
﴿كُلَّ مَا جَاء أُمَّةً رَّسُولُهَا كَذَّبُوهُ﴾: ومن الأسباب الموجبة لهذا
التكذيب أن الأنبياء والرسل يخاطبون الجمهور وسواد الناس، ويحاولون إقناعهم بلغة
العقل والقيم والأريحيَّة النبيلة... وقد تجدي هذه اللغة مع النخبة المختارة من ذوي
العقل والعلم، أما السواد فلا يفهم – في الغالب – إلا بلغة الرغبة والرهبة أو
المحاكاة والتقليد (إنا وجدنا آباءنا على أمَّة وإنّا على آثارهم مهتدون – 22
الزخرف) أمّا من أسلم واتَّبع الرسُل من السواد فإنه أسلم في البداية رغبة في
التحرر من الرق والجور – غالبًا كم أشرنا – ثم تمكن الإيمان في نفسه ورسخ مع
الأيام، ولا بأس، لأن الإسلام وكل دين سماوي يقف إلى جانب المعذبين في الأرض، ما في
ذلك ريب.
(45) – (49): ﴿ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى... ﴾: بالحجج والبينات إلى فرعون، فأعرض
ونأى فكان من الهالكين، وتقدم مرات، أما هذا التكرار فقد ذكرنا شيئًا من أسبابه عند
تفسير الآية 9 من طه، هذا وقد يكون التكرار لسبب خاص أوجب نزول الآية وتكرارها.
(50): ﴿وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً﴾: أي حجّة قاطعة على أن الله
على كل شيء قدير، فعيسى معجزة لأنه من غير أب، وأُمّه معجزة لأنَّها حملت من غير
ذَكَر ﴿وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ﴾: مكان مرتفع من الأرض، وهذه الربوة ﴿ذَاتِ
قَرَارٍ﴾: يستقر فيها الإنسان ويطمئنّ ﴿وَمَعِينٍ﴾: وهو الماء الجاري. وجاء في
الأناجيل أن الناصرة مسقط رأس السيدة مريم، وفيها بشرت بالسيد المسيح (ع) وأيضًا
فيها نشأ وترعرع، وقضى القسم الأكبر من الثلاثين سنة الأولى من حياته، ولذلك لقب
بيسوع الناصري نسبة إليها، وفيها العديد من الأديرة والكنائس وهي أكبر مدن الجليل،
وتقوم على جبل، يُرى منها جبل الشيخ والكرمل، وتبعد عن عكّا شرقًا تسعة عشر ميلاً،
وعن القدس شمالاً ستة وثمانين ميلاً.
(51): ﴿يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ﴾: كلُّ حلال فهو طيب، وكل
حرام فهو خبيث ﴿وَاعْمَلُوا صَالِحً﴾: كلّ ما فيه خير للناس فهو في صالح، وكل ما
فيه شرّ فهو فساد في الأرض، وإن سأل سائل: كيف خاطب سبحانه الرسل بصيغة الجميع
علمًا بأنهم بُعثوا على التراخي والتتابُع في العديد من الأزمنة؟ - أجبناه بأن
الغرض من هذه الآية أن يقول سبحانه لمن يتقشَّف ويتأَّفف من الملذات والطيّبات، إن
الورع والتقوى بالعمل الصالح النافع والزهد في الجرام لا في الحلال. قال الإمام علي
(ع): لا ورع كالوقوف عند الشبهة، ولا زهد كالزهد في الحرام.
(52): ﴿وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً... ﴾: تقدم في الآية 92 من
الأنبياء، وأُعيد تمهيدًا لقوله تعالى:
(53): ﴿فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُرً﴾: جمع زبور وهو الكتاب، والمعنى
تفرق أصحاب الكتب شِيَعًا متشاحنة متطاحنة، هذه تنتسب إلى موسى، وتلك إلى عيسى،
ونحن إلى محمد، ودين الأنبياء الثلاثة واحد، وهدفهم واحد، وهم إخوان الولاء
والصفاء، فإذن من أين جاء التباغض والشتات؟. ﴿كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ
فَرِحُونَ﴾: علمً بأن الحق واحد لا يتجزأ، وأنه ما اختلفت دعوتان إلا كانت إحداهما
ضلالة، والعقل هو الحاكم الحاسم، ولذا احتكم إليه القرآن وخاطب خصومه بقوله: أفلا
تعقلون وتفقهون وتتدبرون وتفكرون؟ وكرر ذلك مرات ومرات.
(54): ﴿فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ﴾: في جهلهم وضلالهم ﴿حَتَّى حِينٍ﴾: هلاكهم
وعذابهم.
(55) – (56): ﴿أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُم بِهِ﴾: نعطيهم ﴿مِن مَّالٍ
وَبَنِينَ نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ﴾: وإنها فضيلة لهم وكرامة كلا ﴿بَل
لَّا يَشْعُرُونَ﴾: بأنها سبب النقمة والعذاب، وتقدم في الآية 178 من آل عمران.
(57): ﴿إِنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ﴾: أشار سبحانه
إلى الأحزاب والطوائف التي تعيش في الجهل والضلال، ذكر العارفين المهتدين بأنهم
يجتهدون في العمل الصالح، ويتهمون أنفسهم بالتقصير.
(58): ﴿وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ﴾: المراد بالآيات هنا
الدلائل على وجوده تعالى، ونبَّوة أنبيائه، وصدق كتبه.
(59): ﴿وَالَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ﴾: لا يدلسون ويراءون.
(60): ﴿وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى
رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ﴾: ينفقون مما رزقهم الله وهم خائفون أن لا يتقبلّ منهم.
(61): ﴿أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ﴾: لقد
أسرعوا من دون الناس إلى عمل الخيرات في الدنيا، ومن أجل هذا يسبقونهم إلى الجنَّة
في الآخرة.
(62): ﴿وَلَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَ﴾: واضح، وتقدَّم مرات، منها في
الآية 152 من الأنعام ﴿وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنطِقُ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا
يُظْلَمُونَ﴾: المراد بالكتاب هنا كتاب الأعمال الذي لا يغادر كبيرة ولا صغيرة،
أمّا الظلم فهو محال في حقه تعالى، وقد لعن الظالمين في كتابه أكثر من مرَّة.
والويل كل الويل لمن تناله لعنة الواحد القهار.
(63): ﴿بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِّنْ هَذَ﴾: الغمر في اللغة الماء الكثير،
والمراد بالغمرة هنا غطاء الجهل والغفلة والضلال، وهذا إشارة إلى سبيل المؤمنين وما
هم عليه من التوحيد ومكارم الخصال، والمعنى أن المجرمين في سكرة وعَمَهٍ عن كل خير
وفضيلة ﴿وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِن دُونِ ذَلِكَ﴾: كالتدليس وتحريف الكلام عن مواضعه
والافتراء على الأبرياء ﴿هُمْ لَهَا عَامِلُونَ﴾: أي عليها يصرّون وفيها يتمادون،
ولا يتّعظون بواعظ.
(64): ﴿حَتَّى إِذَا أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِم﴾: تكرَّرت هذه الكلمة ومشتقاتها في
القرآن الكريم سبع مرات، وفي نهج البلاغة ستّ مرات، واستعملت بالكامل في أسوأ
المعاني وأقبح الصفات هذا بالإضافة إلى قوله تعالى: (وذرني والمكذبين أُولي النعمة
– 11 المزمل) وفي هذا المعنى الكثير من الآيات ﴿بِالْعَذَابِ إِذَا هُمْ
يَجْأَرُونَ﴾: يستغيثون ويصيحون.
(65): ﴿لَا تَجْأَرُوا الْيَوْمَ إِنَّكُم مِّنَّا لَا تُنصَرُونَ﴾: لا تستغيثوا،
فلا خلاص لكم اليوم ولا مجير.
(66): ﴿قَدْ كَانَتْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ
تَنكِصُونَ﴾: دعوناكم من قبل إلى النجاة من الهلكة، فأعرضتم ساخرين فذوقوا اليوم ما
كنتم به تستهزئون.
(67): ﴿مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِرًا تَهْجُرُونَ﴾: سامرًا: من السمر وهو الجلوس
بالليل للحديث، وتهجرون: من الهجر في الكلام وهو الهذيان أو الفحش في المنطق،
والمعنى استكبرتم وتمرَّدتم على الحقّ، وذكرتموه في سمركم بالسوء الباطل.
(68): ﴿أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ﴾: القرآن، وفيه النور والعلم والهداية إلى
كل خير وفضيلة، وما أنزل الله على نبي من أنبيائه كتابًا أجمع منه وأكمل عقيدة
وشريعة وآدابًا ﴿أَمْ جَاءهُم﴾: محمد (ص) ﴿مَّا لَمْ يَأْتِ آبَاءهُمُ
الْأَوَّلِينَ﴾: هل ابتدع محمد فكرة النبَّوة من عنده وإنزال الكتب من وهمه؟ فمن
قبْله نزلت الكتب، وبعثت الرسل، ولهم أُمم وأتباع (قل ما كنت بدعًا من الرسل – 9
الأحقاف).
(69): ﴿أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ﴾: ماذا عدا من ما
بدا؟ بالأمس نعت مشركو قريش محمدًا (ص) بأنه أرجحهم عقلاً وأصدقهم قولاً، وأعظمهم
أمانة، واليوم يتهمونه بالكذب والافتراء.
(70): ﴿أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ﴾: لا يدري ما يقول؟ فهل القرآن من هذي
المجانين ووحي الشياطين؟ ﴿بَلْ جَاءهُم بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ
كَارِهُونَ﴾: جاءهم محمد (ص) بالعدل والمساواة في جميع الحقوق والواجبات، ولا
امتياز لإنسان على إنسان إلا بما يسديه من خيرات وخدمات للمجتمع والأفراد، ومن هنا
جاء الحقد والغيظ والكراهية.
(71): ﴿وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ
وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ﴾: الحق هو المصدر الأول للأديان والقوانين والشرائع،
ولو نزلت الأديان على ما يشتهون، وشرَّعت القوانين كما يهوون– لعمَّت الفوضى، وساد
الضلال، وهلك الحرث والنسل، واحتكروا الكون بمن فيه وما فيه لأنفسهم ولأولادهم
وأصهارهم، وقد رأينا وقرأنا ما فعل ويفعل الأقوياء المجرمون من البغي والفساد
والتخريب والتدمير والسَّلب والنهب وما يفوق التصوّر ﴿بَلْ أَتَيْنَاهُم
بِذِكْرِهِمْ﴾: لقد أنشأ محمد برسالته وعظمته للبشرية كلها تاريخًا جديدًا، وبخاصة
للعرب، وبصورة أخصّ لقريش الذين أنقذهم من دياجير الجهل والضلال، فأنكروه وحاربوه،
ولولاه لم يكونوا شيئًا مذكورًا.
(72): ﴿أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجً﴾: أي أنت يا محمد لخير الناس، وتضحّي بالكثير من
أجلهم، ولا تبتغي منهم جزاءً ولا شكورًا ﴿فَخَرَاجُ رَبِّكَ خَيْرٌ﴾: بل تحتسب ذلك
عند الله، وعليه وحده أجرك وثوابك.
(73) – (74): ﴿وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ وَإِنَّ
الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ﴾: يقول
سبحانه لنبيه محمد (ص) إن الله زوَّدك بالحجج الكافية الوافية على أن دعوتك هي
النور والحق المبين، وأن من رفضها وأعرض عنها وقد ضلَّ عن نهج السبيل، ويحسبك هذا
ناصرًا على عدو الله وعدوك.
(75): ﴿وَلَوْ رَحِمْنَاهُمْ وَكَشَفْنَا مَا بِهِم مِّن ضُرٍّ لَّلَجُّوا فِي
طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ﴾: بعد هجرة النبي (ص) من مكة إلى المدينة فرارًا من
الجور والأذى – أخذ سبحانه أهل مكة بالقحط والمحن والجوع والشدَّة حتى أكلوا لحم
القراد مع وبر البعير ومعنى الآية أن الله سبحانه لو رحم أهل مكة، وكشف عنهم ما بهم
من بأساء وضرّاء لتمادوا في الغيّ والضلال، ولم ينتفعوا بالبلاء ودروسه.
(76): ﴿وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا
يَتَضَرَّعُونَ﴾: أنزل سبحانه بهم المصائب والشدائد عسى أن يؤوبوا إلى الرشد،
ولكنهم (ما استكانوا) أي ما خضعوا وتواضعوا ولا تضرَّعوا في الدعاء إلى الله.
(77): ﴿حَتَّى إِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًا ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ﴾: وهو عذاب
الجحيم الأليم ﴿إِذَا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ﴾: متحيرون فيما حل بهم من عذاب آيسون
من النجاة.
(78): ﴿وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ لَكُمُ... ﴾: يذكرهم سبحانه بأنعمه وكفرانهم بها.
(79) – (80): ﴿وَهُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ﴾: نشركم فيها ﴿وَلَهُ
اخْتِلَافُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ﴾: هما من عجائب قدرته وآثار حكمته.
(81): ﴿بَلْ قَالُو﴾: لمحمد (ص) ﴿مِثْلَ مَا قَالَ الْأَوَّلُونَ﴾: لأنبيائهم.
(82) – (83): ﴿قَالُوا أَئِذَا مِتْنَا... ﴾: (اسطوانة) مسجلة وموروثة أبًا عن جدّ،
وتقدم مرارًا، منها الآية 5 من الرعد و49 من الإسراء.
(84): ﴿قُل لِّمَنِ الْأَرْضُ وَمَن فِيهَ﴾: من هو الخالق والرازق والمالك؟ أجيبوا
﴿إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾: وإن كنتم تجهلون علمناكم.
(85): ﴿سَيَقُولُونَ لِلَّهِ﴾: وإذن لزمتهم الحجَّة بأن الله قادر على أن يحيي
الموتى، لأن المرء يؤخذ بإقراره، والاعتراف بالشيء اعتراف بلوازمه ﴿قُلْ أَفَلَا
تَذَكَّرُونَ﴾.
(86): ﴿قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ﴾: سبق الكلام عن عدد السموات عند
تفسير الآية 17 من هذه السورة﴿وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ﴾: كناية عن سلطتنه
تعالى وسيطرته.
(87): ﴿سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ﴾: إذا أقررتم واعترفتم بأن كل
شيء يتقلَّب في قبضته تعالى حتى أنتم، فلماذا لا: تحذرون من حسابه وعقابه؟
(88): ﴿قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ﴾: أعظم الملك، والتاء للمبالغة ﴿كُلِّ شَيْءٍ﴾:
ولا أحد يملك معه شيئًا حتى أنفسنا هي ملك لله وليست لنا ﴿وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا
يُجَارُ عَلَيْهِ﴾: يغيث من يستجير به ويمنعه من كل قويّ، بل ومن أهل الأرض والسماء
مجتمعين ولا شيء إطلاقًا يغيث أحدًا ويحميه من الله (فمن يملك لكم من الله سيئًا إن
أراد بكم ضرّاً – 11 الفتح).
(89): ﴿سَيَقُولُونَ لِلَّهِ﴾: ملكوت السموات والأرض ﴿قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ﴾:
من الذي سحركم، وأعمى عقولكم عن النشر والحشر ما دمتم تعترفون بأن الله على كل شيء
قدير؟.
(90): ﴿بَلْ أَتَيْنَاهُم بِالْحَقِّ﴾: بينَّاه وأوضحناه بالحجَّة البالغة والأدلة
القاطعة حتى أصبح كنور الشمس﴿وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ﴾: بدعوى الإيمان والاعتراف
بالله، لأن الإيمان عمل كله ولا إيمان بلا عمل علمًا بأنه لا عين ولا أثر لهذا
الاعتراف والإيمان في أعمالهم. وبهذا تكون الآية واضحة الدلالة على أن من يدَّعي
الإيمان بالله ويصرّ على معصيته فهو منافق يكذب على الله في دعواه.
(91): ﴿مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ﴾: وإلا لكان هو متولدًا عن غيره بالتناسل
المعروف أو لنشوء كتولد النبات من الحب، وتقدم مرارًا، منها في الآية 26 من
الأنبياء ﴿وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا
خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ﴾: لو تعددت الآلهة لانفرد كل واحد منهم
بجزء من الكون، له حدوده وخصائصه مع أن النظام واحد، فالخالق إذن واحد إضافة إلى
التناحر والتنازع بين الآلهة على السلطان، ولو كان شيء من ذلك لفسدت الأرض والسماء.
(92): ﴿عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ﴾: وكل غيب عنده شهادة، وكل سرّ عنده
علانية كما قال الإمام أمير المؤمنين (ع): وعليه يكون التقسيم بالنسبة إلينا لا
إليه تعالى علّوًا كبيرًا.
(93) – (94): ﴿قُل رَّبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي مَا يُوعَدُونَ رَبِّ فَلَا
تَجْعَلْنِي فِي الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾: وعد سبحانه الظالمين بالعذاب وفي ذات
الوقت أمر نبيّه أن يدعو لنفسه أن يريه عذاب الظالمين دون أن يناله شيء منه، والغرض
من ذلك تهديد الطغاة العتاة.
(95): ﴿وَإِنَّا عَلَى أَن نُّرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ﴾: الله قادر على
عقاب العاصي في أول ما يهم بالمعصية، ولكن يمهله عسى أن يحدث بعد ذلك ما يحدث، وأنت
يا محمد.
(96): ﴿ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا
يَصِفُونَ﴾: ويختلف الدفاع بالأحسن تبعًا لحال المسيء وطبيعته، فإن أغراه الإحسان
بالمزيد من الإساءة والعدوان – فتركه أفضل وأحسن. قال الإمام علي (ع): الوفاء لأهل
الغدر غدر والغدر بأهل الغدر وفاء، وإن كان الإحسان علاجًا لداء المسيء وسببًا
لندمه وتوبته، كان هو الأفضل والأكمل.
(97) – (98): ﴿وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ وَأَعُوذُ
بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ﴾: أصلها يحضرونني، فحذفت إحدى النونين لمكان أن
الناصبة، وحذفت الياء للتخفيف، ومعناه أن يقربوا منِّي، وهمزات الشياطين: وساوسهم،
والشيطان وحزبه في شغل شاغل بالغاوين عن عباد الله المخلصين بنص الآية 42 من الحجر:
(إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلاَّ من اتَّبعك من الغاوين) وعليه يكون معنى قول
النبي (ص): أعوذ بالله من الشياطين: وألجأ إليه من أهل السوء وشرّ كل ذي شرّ.
(99) – (100): ﴿حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ...
﴾: يطلب الرجعة عند انتهاء الأجل! وهيهات قد فات ما فات ﴿كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ
هُوَ قَائِلُهَ﴾: وكفى أي لا تغني عنه شيئًا، لأن من مات فقد قامت قيامته ﴿وَمِن
وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾: أي يوم القيامة، والبرزخ الحائل،
والمعنى دون رجعة الموتى إلى الدنيا مانع بإرادة الله ومشيئته، وأيضًا معنى هذا أن
الروايات الواردة في الرجعة مخالفة لظاهر هذه الآية، وفي الخطبة 107 من خطب نهج
البلاغة (حيث لا إقالة ولا رجعة) والخطبة 188 (فلا رجعة تنالون، ولا عثرة تقالون).
(101): ﴿فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا
يَتَسَاءلُونَ﴾: النفخ في الصور كناية عن قيام يوم القيامة ولا أنساب: لا تعاطف
وتحالف بين الأرحام والإخوان، ولا سؤال ومقال، ولا شيء إلا الدهشة والرهبة.
(102): ﴿فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ﴾: بصدق الإيمان أولاً وقبل كل شيء، وأقوى
الدلائل على صدقه ورسوخه كفّ الأذى عن الناس، فإَّنه أرجح ما وزن ﴿فَأُوْلَئِكَ
هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾: حيث فازوا بما طلبوا.
(103) – (104): ﴿وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ﴾: وهو من كفر بالله أو آمن به وما
كفَّ الأذى عن عياله ﴿فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ... ﴾: حيث ألقوا
بها إلى التهلكة والعذاب الأليم.
(105): ﴿أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ﴾:
من الذي جنى عليكم، لقد حُذِّرتم من هذا فسخرتم.
(106) – (107): ﴿قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَ﴾: ولماذا لم تغلب
عليكم العِظات والدلائل البيّنات؟.
(108): ﴿قَالَ اخْسَؤُوا فِيهَ﴾: سألوه سبحانه الخروج من النار والرجعة إلى الدار.
فقال: امكثوا فيها صاغرين﴿وَلَا تُكَلِّمُونِ﴾: لا تطمعوا في مدبرّ.
(109): ﴿إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِي... ﴾: أتقياء مخلصون.
(110): ﴿فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي﴾: حيث كنتم في
شغل شاغل بالضحك منهم.
(111): ﴿إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُو﴾: وضحوا بالكثير من أجل الحق
وإقامة العدل ﴿أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ﴾: بالسلامة والكرامة.
(112): ﴿قَالَ﴾: سبحانه لمنكري البعث الذين سخروا منه وممن آمن به: ﴿كَمْ
لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ﴾: والغرض من هذا السؤال مجرد التوبيخ على
جحودهم والتذكير بقولهم: هيهات هيهات.. ما نحن بمبعوثين.
(113): ﴿قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ﴾2015-12-10