(1): ﴿إِذَا السَّمَاء انفَطَرَتْ﴾: انشقت كواكبها وتساقطت وتكرر مرات، لأن البعث
أصل من أصول الدين يجب الإهتمام به كالتوحيد، وأيضًا في التكرار موعظة وتخويف من
هول الحساب عسى أن يعتبر المجرم أو يخشى.
(2): ﴿وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ﴾: هوت وبادت، وعندئذ يختل توازن الكون.
(3): ﴿وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ﴾: فاضت مياهها، وارتفعت أمواجها، واندلعت
النيران من باطنها.
(4): ﴿وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ﴾: أخرجت من بطنها الأموات أحياء تمامًا كما
تلد الحامل، والفرق أن هذه لا تلد أطفال، والقبور تُخرج ما أُودع فيها.
(5): ﴿عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ﴾: ما فعلت وتركت، وأخسر الناس
صفقة من باع دائمًا بزائل.
(6) – (7): ﴿يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ الَّذِي
خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ﴾: قال الإمام عليّ (ع) حول هذه الآيات ما خلاصته:
أي شيء جرأك على معصية ربك، وأنت مقيم في كنفه تتقلب في نعمته؟ هل غرك منه أنه خلقك
فأحسن صورتك وأمهلك... فالحذر الحذر لقد ستر حتى كأنه قد غفر.
(8): ﴿فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاء رَكَّبَكَ﴾: ما زائدة إعرابًا والمعنى شاء
سبحانه خلقك على ما أنت فيه من جمال وكمال في الغرائز والأعضاء لتفهم وتعلم أن الذي
أنشأك في هذا الإتقان والإحكام قادر على أن يعيدك إلى الحياة ثانية.
(9): ﴿كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ﴾: أي بالحساب والجزاء والمعنى ارجعوا عن
ضلالكم الذي لا مصدر له إلا التكذيب بالبعث.
(10) – (12): ﴿وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَامًا كَاتِبِينَ يَعْلَمُونَ
مَا تَفْعَلُونَ﴾: من خير وشر، ولا يستركم منهم أي حاجب، ومعنى كرام أنهم أقوياء
أمناء، وتقدم في الآية 80 من الزخرف.
(13): ﴿إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ﴾: وكل من كان الخير منه مأمول والشر منه
مأمون فهو من الأبرار والأخيار.
(14) – (15): وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ﴾: وكل من يخاف الناس من شره فهو
فاجر غادر.
(16): ﴿وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ﴾: بل هم في شقاء قائم وعذاب دائم.
(17): ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ﴾: لا يفرج فيه عن كرب، ولا يسمح عن ذنب
إلا لمن تاب من ظلمه وأصلح.
(18): ﴿ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ﴾: والتكرار للتوكيد والتهويل.
(19): ﴿يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِّنَفْسٍ شَيْئً﴾: لا أحد في ذلك اليوم يملك
نفعًا أو ضرًا لنفسه أو لغيره ﴿وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ﴾: وحده، فلا وساطة
ولا شفاعة بل لا مودة ورحمة إلا ما شاء ربك.
* التفسير المبين / العلامة الشيخ محمد جواد مغنية.
2015-12-10