(1): ﴿إِذَا السَّمَاء انشَقَّتْ﴾: تنشق وتنفطر حين تقوم الساعة.
(2) – (5): ﴿وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَ﴾: استمعت له وأطاعت ﴿وَحُقَّتْ﴾: وحق لها أن
تسمع وتطيع.
(6): ﴿يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحً﴾: أبدًا لا
وجود للإنسان ولا كيان إلا بالجد والاجتهاد والتعب والكدح في سبيل العلم والرزق
ومنفعة الآخرين، بل لا دين ولا أخلاق إلا بالكدح والعمل، قال سبحانه: ( خلق الموت
والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً – 2 الملك) الحياة إشارة إلى الدنيا، والموت إلى
الآخرة: ومعنى هذه الآية بالعبارة أو الإشارة أن الله خلق الإنسان كي يعمل لدنياه
كأنه يعيش أبدًا، ولآخرته كأنه يموت غدًا، وأن كل الأعمال التي أحلَّ الله هي عبادة
الله، وأن من لا يعمل لا يستحق الحياة ولا اسم إنسان حتى وإن لقب نفسه بنفسه أو
لقبه الناس بالعالم والنائب والوزير والزعيم.
(7): ﴿فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ﴾: وهو الصالح الذي كفَّ أذاه عن
الناس.
(8): ﴿فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرً﴾: أي صورة بلا تحقيق وتدقيق، فقد روي
عن النبي في تفسير هذه الآية أن هذا عرض لا حساب لأن من نوقش الحساب عذِّب.
(9): ﴿وَيَنقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورً﴾: أي إلى أمثاله من أهل الجنة، وتقدم
في الآية 71 من الإسراء وغيرها.
(10): ﴿وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاء ظَهْرِهِ﴾: وهو من ساء قصده، وقبح
فعله، وأدبر خيره، وأقبل شره.
(11) – (12): ﴿فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا وَيَصْلَى سَعِيرً﴾: الثبور: الهلاك،
والسعير: النار، وتقدم في الآية 14 من الفرقان.
(13): ﴿إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورً﴾: كان في الدنيا يضحك لها وتضحك عليه
لاهيًا ساهيًا عن العاقبة وسوء المصير.
(14): ﴿إِنَّهُ ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ﴾: يرجع بعد الموت إلى ربه.
(15): ﴿بَلَى﴾: رجع إليه ورأى الآفات فخرس وجزع.
(16): ﴿فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ﴾: حمرة تبقى في الأُفق عند غروب الشمس.
(17): ﴿وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ﴾: ضم وجمع ما تفرق وانتشر في النهار فأفراد الأسرة
يجمعهم الليل بعد أن فرقهم النهار، وكذا الجيران والأصحاب يجتمعون للسمر.
(18): ﴿وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ﴾: تم نوره وتكامل ليلة 13 و14 و 15 وتسمى هذه
الليالي الثلاث بالليالي البيض.
(19): ﴿لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَقٍ﴾: هذا جواب القسم والمعنى لا بد أن يمر
الإنسان بالعديد من الأطوار، فمن النطفة إلى الجنين، ومنه إلى الطفولة ثم الشباب
والكهولة، ثم إلى الهرم وأرذل العمر، إلى القبر ثم النشر والحشر والحساب والجزاء.
(20): ﴿فَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ﴾: بالله وما ترك عذرًا لمتعلل؟.
(21): ﴿وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ﴾: وكأن هذه الآية
تعني الشباب المتطرف اللا مبالي... تقرع آيات القرآن أسماعهم، ولا يحاول أحدهم أن
يقرأ سورة واحدة بتدبر وإمعان، أو يرجع إلى تفسير معروف ولو من باب الكشف ومجرد
الإطلاع! وفي نفس الوقت يلهث وراء الكتب الجنسية والجاسوسية وما أشبه من كتب
الإلحاد والفساد.
(22): ﴿بَلِ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُكَذِّبُونَ﴾: بالحق دون أن يقرأوا أويتدبروا
ويسألوا ويفكِّروا.
(23) – (24): ﴿وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ﴾: هو سبحانه يعلم أنهم يقيسون
الحق بالشهوات والخير بالملذات.
(25): ﴿إِلَّا الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ
مَمْنُونٍ﴾: هذا كلام مستأنف وغير ممنون: غير منقطع ولا منقوص ولا يمن به عليهم،
وتقدم بالحرف في الآية 8 من فصلت.
* التفسير المبين / العلامة الشيخ محمد جواد مغنية.
2015-12-10