(1): ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾: نزل القرآن على محمد (ص) بين
وقت وآخر، ولم يوح إليه جملة واحدة، وابتدأ نزوله في ليلة القدر، وهي ليلة عبادة
وخشوع وإحدى ليالي شهر رمضان إجماعًا وسنة وكتابًا بنص الآية 185 من البقرة (شهر
رمضان الذي أُنزل فيه القرآن) معطوفة على (إنا أنزلناه في ليلة القدر) واختلفوا في
تحديدها وتعيينها فمن قائل: هي ليلة 27 وقائل: بل 19 – أو21 – أو23.
(2): ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ﴾: هذا تعظيم لشأنها.
(3): ﴿لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ﴾: أي من عمل الخير في ليلة
القدر كتب الله له أجر من عمل الخير في ألف شهر، قال الرازي في تفسير هذه الآية: (وهذا
كقول النبي (ص) لعلي: لمبارزة عليّ مع عمرو بن ود أفضل من عمل أُمتي إلى يوم
القيامة، فلم يقل مثل عمله بل قال أفضل كأنه يقول: حسبك من هذا من الوزن والباقي
جزاف).
(4): ﴿تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ
أَمْرٍ﴾: الروح: جبريل، وضمير فيها يعود إلى ليلة القدر، والمعنى الظاهر أن الله
يأمر في ليلة القدر الملائكة بالنزول إلى مكان من أجل كل شيء. هذا هو الظاهر وما
زاد يحتاج إلى دليل، وفي شتى الأحوال فإن هذه الآية تعظيم لليلة القدر وإنها رحمة
للذين آمنوا وعملوا فيها صالحًا.
(5): ﴿سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ﴾: تمتد ليلة القدر من الغروب إلى
الفجر، وأي عمل فيها لوجه الله تعالى فهو أمان لفاعله من غضب الله وعذابه يوم تجزى
كل نفس بما كسبت.
* التفسير المبين / العلامة الشيخ محمد جواد مغنية.
2015-12-10