(1) – (5): ﴿وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا فَالْمُغِيرَاتِ
صُبْحًا فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعً﴾: العاديات: من العدو وهو
الجري، والمراد بها خيل الجهاد لردع الطغاة بالخصوص، والمشار إليها في قوله تعالى:
(وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم – 60
الأنفال) والضبح: أنفاس الخيل، والموريات قدحًا، من وري الزند إذا خرجت ناره،
والمراد هنا أن الخيل تضرب الصخرة بحوافرها فتقدح شررًا: والمغيرات: من أغارت الخيل
على العدو إذا هجمت عليه، والنقع: الغبار، والمراد بالجمع هنا جمع الأعداء الطغاة
وقد يقال: وأي حكمة من ذكر الخيل والقسم بها في كتاب الله؟ الجواب: الإسلام دين
الحياة والعدل والمساواة، ولا عدل بلا قوة منفذة ورادعة كما أن القوة بلا عدل وظلم
وفساد، وكانت الخيل هي القوة الأولى في الحرب آنذاك، وتسمى خيل الجهاد بخيل الله،
ومن هنا رفع سبحانه من شأنها، وأوجب على المسلمين العناية بها لصيانة الحق والعدل
من عبث المعتدين.
(6): ﴿إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ﴾: وهو من كفر بنعمة الله عليه،
والمعنى أكثر الناس لا يؤدون النعمة، ولا يشكرونها بالتضحية والبذل في سبيل الله.
(7): ﴿وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ﴾: الضمير في إنه يعود إلى الإنسان، والمعنى
تصرفات الإنسان تشهد عليه إنه كافر بأنعم الله.
(8): ﴿وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ﴾: المراد بالخير هنا المال، ولا بأس
بحبه شريطة أن لا يُنسي الوقوف بين يدي الله للحساب عليه وإلا أُخذ بأقسى العقوبات.
(9): ﴿أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ﴾: على الإنسان أن يعلم
ويوقن بأنه خارج من قبره للحساب والجزاء لا محالة.
(10) – (11): ﴿وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ﴾: ظهر ما فيها من النبات والمخبآت، ولا
رحمة أو عفو عن شيء لمن طغى وبغى على عباد الله وعياله، لأن من لا يرحم لا يُرحم.
* التفسير المبين / العلامة الشيخ محمد جواد مغنية.
2015-12-10