يتم التحميل...

سورة العصر

تفسير الكتاب المبين

سورة العصر

عدد الزوار: 93

(1): ﴿وَالْعَصْرِ: اختلفوا في المعنى المراد من العصر، على أقوال: أقربها أنه الوقت والزمان الذي تقع فيه الأفعال والحوادث، والسياق يعزز ذلك، فإن قوله تعالى بلا فاصل: (إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ) يُشعر بأن الإنسان الخاسر هو الذي لا يغتنم فرصة الوقت، ويبادر إلى عمل ينتفع به قبل فوات الأوان، ومن الحكم الخالدة: الليل والنهار يعملان فيك فاعمل فيهما.

(2) – (3): ﴿إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ: المراد بالخسر هنا الخسر في الآخرة كما نطقت الآية 15 من الزمر: (قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين) وعليه يكون المعنى أن كل ما يملكه الإنسان من غرائز ومواهب ومناصب، وكل جهد يقوم به أو ربح يكسبه في الحياة الدنيا – فلا يغني عنه شيئًا يوم القيامة إلا ما كان لوجه الله والخير ويؤكد هذا المعنى قوله تعالى: (فاذكروني أذكركم – 152 البقرة) ﴿وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ: أي أوصى بعضهم بعضًا بفعل الواجبات وترك المحرمات ﴿وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ: بالثبات على طاعة الله، وتحمل المشاق والمكروه في سبيلها وسبيله. ونُقل عن الشافعي أنه قال: لو لم ينزل من القرآن سوى هذه السورة لكفت الناس.


* التفسير المبين / العلامة الشيخ محمد جواد مغنية.

2015-12-10