(1): ﴿إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ﴾: يا محمد ﴿الْكَوْثَرَ﴾: مبالغة في الكثرة، وقد أعطى
سبحانه محمدًا (ص) ما لم يعطه لملك مقرب ولا لنبي مرسل، من ذلك ذكر صفاته وعلاماته
في الكتب السماوية السابقة، وأخذ الميثاق على النبيين بالتبشير به، وإعطاء شخصية
معجزة خارقة تمامًا كالقرآن، إلى غير ذلك مما يستوعب مجلدات. وقال لي قائل: إن
محمدًا لم يقل: فاسألوني قبل أن تفقدوني كما قال عليّ. فقلت له: إن محمدًا (ص) قال
أعظم من هذا بكثير. وذلك قوله: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق... مثلي ومثل
الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بيتًا فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة من زاوية، فجعل
الناس يطوفون به ويتعجبون له ويقولون: هلا وضعت هذه اللبنة؟ فأنا اللبنة، وأنا خاتم
النبيين).
(2): ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ﴾: اشكر ربك يا محمد على نعمه الكبرى عليك
بالإخلاص له في الصلاة وذبح الأضاحي والقرابين لوجهه الكريم.
(3): ﴿إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ﴾: الخطاب لمحمد (ص). والشانئ: المبغض من
الشنآن بمعنى العداوة، والأبتر: منقطع الذكر والأثر، وهذه الآية رد على أحد رؤوس
البغي والشرك حيث قال: محمد أبتر لا ولد له، فإذا مات انقطع ذكره بموته، فأكذبه
سبحانه بأن عدو محمد الأبتر الذي لا يذكر إلا باللعنات وأقبح السيئات، أما محمد
فيذكر بالصلوات وأكمل الصفات.
* التفسير المبين / العلامة الشيخ محمد جواد مغنية.
2015-12-10